المعروف عن سمكة التونة التي يصل وزنها أحيانا إلى حوالي (500) كلغ، أنها من الأسماك الجوّالة، حيث أنها في مواسم التوالد، تقطع المئات من الأميال البحرية، ما بين خليج المكسيك، وسواحل جزر الآزور، مرورا بمضيق جبل طارق، ووصولا إلى أقصى المياه الدافئة بشرق البحر الأبيض المتوسط، ثم العودة، إلى مياه خليج المكسيك. وأثناء طوافا ها البحري - ذهابا وإيابا - في مياه البوغاز، يقوم صيادو سمكة التونة الإسبان، والمغاربة، بصيدها، إما بواسطة شباك المضارب، أو بواسطة الخيط والصنارة. فبالنسبة للصيد بالمضارب، فإنها تُنصب ما بين بارْباطي وطريفة بالمياه الإسبانية، وما بين طنجة وأصيلة بالمياه المغربية، غير أن هناك من الصيادين المغاربة المهرة، ممن يصطادونها في المصايد الغنية ما بين القصر الصغير، والديكي، اعتمادا على عضلات وخبرة بحارة المنطقة، وغيرهم من البحارة القادمين من شاطئ (أزلا) بإقليم تطوان. والملاحظ، هو أن سمكة التونة، تستقر في كل موسم صيف بأعماق مياه منطقة القصر الصغير، وهو سلوك إحْتار فيه خبراء قدموا إلى المنطقة من اليابان، علما بأن هذه السمكة، لا تستقر، ولا تدوم في أي موقع بحري، اللهم إلا إذا وجدت ما يُغريها من سمك الكالامار وما شابهه من الرخويات، أو سمك الكابايلا، أو الشطون، أو السَّارْدا.. غير أنه ومنذ بداية أشغال الميناء المتوسطي، بدأت أسماك التونة، تختفي وتعود، وهو ما فسره الخبراء، بكون الأسماك بطبيعتها، لا تحتمل سماع دَوِيّ المتفجرات، والضجيج القوي، والأصوات المائية المزعجة، خاصة وأن لهذه الأسماك التي تتحرك في أسراب تقدر بالمئات، حساسية مرهفة، لدرجة أنها تنفر وتنزعج حتى من خيالها ولمسات مثيلاتها. فهل ستظهر هذا الموسم سمكة التونة بالقصر الصغير، بعد توقف استعمال المتفجرات بالمركب المينائي المتوسطي؟