كشف عبد الجليل الوصيل، رئيس جماعة سكورة الحدرة، بإقليم الرحامنة، أن السمكة المصطادة، الأسبوع الماضي، في سد المسيرة الخضراء، التي شكلت رقما عالميا من حيث وزنها وطولها السمكة المصطادة في سد المسيرة قبل طهيها وأكلها (خاص) ويرتقب أن تدخل كتاب غينيس للأرقام القياسية، ليست "سمكة الشمس"، كما ذكرت القناتان الوطنيتان الأولى والثانية، على لسان أستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش، بل يتعلق الأمر بسمكة "الشبوط". وأضاف المسؤول الجماعي، استنادا إلى مصدر من قسم تدبير الوحيش والمياه القارية بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أن السمكة المصطادة يوم 8 يناير الجاري، تشكل رقما قياسيا في نوع "الشبوط"، إذ تزن 78,750 كيلوغراما، علما أن آخر سمكة مصطادة من هذا النوع على المستوى العالمي لا يتعدى وزنها 56 كيلوغراما. والطريف في هذا الإنجاز، أن مطاف هذه السمكة القياسية انتهى في معدة الصيادين، المتحدرين من منطقة سكورة الحدرة، ولم تسلم للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، لكن الصور الملتقطة للسمكة قبل أكلها، مكنت فريقا من المسؤولين بالمندوبية وبالجماعة القروية من إعداد تقرير مفصل، سيرفعونه إلى الجهات المعنية، من أجل تسجيل السمكة المغربية في كتاب "غينيس". تأتي أهمية الشبوط من دوره الفعال في الزراعة المائية للسمك، والصيد التجاري، وصيد الهواة، وصيانة التجمعات المائية والزينة، وتنظم تربيته في أحواض الزراعة المائية لوحده، أو مع أنواع أخرى تختلف عنه بطبيعة التغذي، ما يزيد الإنتاجية لكل الأنواع المرباة. ويعود تاريخ أول استزراع لهذا النوع من السمك من طرف مصالح المندوبية السامية للمياه ومحاربة التصحر إلى سنة 1993، ومنذ حوالي سنتين، وقع استزراع مليون وحدة من صغار أسماك الشبوط الفضي بحقينة سد المسيرة، ويتعلق الأمر، حسب تقرير لوكالة المغرب العربي للأنباء، بعملية نموذجية تعكس الاهتمام الخاص الذي توليه المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لتثمين الموارد السمكية في المياه القارية. وبالنظر إلى أن المغرب يتوفر على مؤهلات مهمة في مجال الموارد السمكية والبنيات التحتية المائية، فقد وقع الاختيار، لإنجاز هذه العملية، على حقينة سد المسيرة، الذي يعتبر ثاني أكبر سد في المغرب (2.7 مليار متر مكعب من الماء، على مساحة 14 ألف هكتار). وتأتي هذه العملية، التي تهدف إلى تثمين تربية الأسماك بحقينة سد المسيرة، لتنضاف إلى مليونين و400 وحدة أخرى جرى استزراعها، خلال سنة 2010 وبداية 2011، قصد تطوير الصيد في المياه القارية. وستمكن عمليات الاستزراع من تحقيق إنتاج يقارب ثلاثة آلاف طن في السنة بتلك الحقينة، بقيمة تسويق تقدر بحوالي 15 مليون درهم، يستفيد منها أكثر من 600 من الصيادين، ينتمي أغلبهم إلى أقاليم سطات وقلعة السراغنة والرحامنة.