توصلت الجريدة ببيان جديد من الأستاد ابراهيم باط الكاتب الإقليمي للنقابة الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب – فرع إقليم اشتوكة آيت باها – والذي قدم استقالته مؤخرا ،يرد فيه على رد الأستاذ مصطفى تاج المنشور أمس ، ننشره في إطار منح الفرص لكل أطراف القضية لتوضيح مواقفها ، وفيمايلي نصه: بيان حقيقة حول انزلاقات المدعو تاج أو "كاري حنكو" أجدني مرة أخرى مضطرا للرد على شيء نشر بجريدة اشتوكة بريس لا أعرف كيف أصنفه: هل هو رسالة مفتوحة أم مقالة صحفية أم شكاية أم تساؤل ؟؟ فهو خلوطة بين هذه الأجناس مجتمعة، أو ما أدخله بعض النقاد ضمن ما يمكن أن نسميه: الدعارة الصحفية. هذا الجنس الصحفي الغريب الذي نشرته جريدة اشتوكة بريس يوم الأحد 21 أبريل 2013 حمل استفهامات استنكارية تسائل صاحبها بالإجابة عنها دون جعلها معلقة مبهمة، بالإضافة إلى مغالطات وأباطيل سأفندها بشيء من التفصيل، بالرغم من أنها لا تحتاج مني لذلك، لأن القارئ اليوم ارتقى وعيه السياسي من مجرد القراءة والفهم إلى مستوى التحليل والنقد؛ وهو ما كنا نعتبره مهما لمعرفة المتسلقين وأصحاب فتات الموائد والمنبطحين من جهة والتصدي لهم ووقفهم من جهة ثانية. وقبل أن أعرض لموقفي حيال بعض الترهات وشطحات صاحبنا، أعرج أولا على المؤكدات التالية: 1) من الأفضل أن تتوارى وتقول لأسيادك الذين يحركونك كالكركوز أن يدخلوا للمعترك، وأن يفصحوا عن مواقفهم كما يفعل السياسيون الشجعان، أما الحرب بالوكالة، أو البحث عن "كاري حنكو" لمواجهتي لن تثنيني عن إبداء آرائي والتعبير عن مواقفي. وحقيقة الأمر أنه لا يمكنني أن أضيع وقتي مع من لا يتوفر على امتداد جماهيري أو تاريخ نضالي أو حضور وازن، وكل رأسماله هو التزلف والتملق لأصحاب الشكارة. وهذا ليس تعاليا أو تكبرا مني... فأنا كما يعرفني القاصي قبل الداني مناضل متواضع، ودائما رهن إشارة المناضلين في الحزب والنقابة. 2) استغربت أن المعني بالأمر سماني "المدعو" ونسي أن يناديني "الأستاذ" كما كان يفعل أيام كنت أعلمه كيف يدبج بيانا أو خطابا سياسيا أو أجيبه عن تساؤلاته في بعض القضايا التي لا يفهم لها أصلا ولا فصلا! 3) لم أعد أفهم كيف جنح "كاري حنكو" عن مناقشة الاستقالة الجماعية التي لخبطته وخلقت له مشكلة مع من كان " يعمر عليهم الشوارج"، وراح يبحث في عائلتي والجمعيات والحزب والجماعة والجهة ولجنة الإعلام.. ومواقفي السياسية، ويحلل أساليبي في الحياة؟؟ 4) لم أفهم لماذا لم يجبني "كاري حنكو" على العديد من الأسئلة التي أوردتها في ردي الأول، ولم ينبس ببنت شفة حيال ما جاء في ذلك البيان، وكان أولى أن تطلع الرأي العام على عجزك أمام البراهين التي قدمتها. المهم، أنني – ومن أجل أن يعرف المتتبع الحقيقة، ولتفنيذ الأكاذيب – أتطرق للنقط التالية بكل اختصار: 1. إن تكليف أختي بالأكاديمية وتغيير إطاري لا علاقة له من قريب أو من بعيد بمسؤوليتي على رأس نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب – فرع اشتوكة آيت باها – لأنني استفدت من تغيير الإطار رسميا ابتداء من 01 يناير 2007، أما الإجراءات الإدارية فقد انطلقت قبل ذلك بكثير (فوج 2003) في إطار الاستحقاق. في حين أن المؤتمر التأسيسي للاتحاد الإقليمي لم ينعقد إلا في 19 مايو 2007، وأن وصل الإيداع القانوني لم نتوصل به إلا يوم: 30 مايو 2007. وكذلك الشأن بالنسبة لأختي التي استفادت من تكليف للأكاديمية رفقة العديد من الأطر قبل ذلك التاريخ أيضا. فما عساي أقول لك: الله ينعل اللي ما يحشم!! 2. لما تحدثت عن "بيع نضالات الجامعة الحرة للتعليم" أقول لك: أولا أنني لم أكن مسؤولا بقطاع التعليم، وأن له كاتبا إقليميا ومكتبا إقليميا هو الوحيد الذي يقرر في الصغيرة والكبيرة، ولا أتدخل إلا لمؤازرة الإخوة المناضلين وقتما طلب مني ذلك. ولأنك لا تريد أن تستر نفسك: فإن تدخلي آنئذ كان من أجل حماية الشرعية، لأنك انزلقت رفقة إخوة لك – سامحكم الله – في تنسيق مع نقابات تعليمية دون أن تكون لك الصفة لذلك، ودون أن تحصل على تفويض من المكتب الإقليمي، ودون أن يكون هناك مقرر تنظيمي حتى. وأن الذي حركك هو رغبتك أنت و"سفيان المعدل" في الحصول على تكليف بمدينة بيوكرى. الشيء الذي جعلني أتدخل بقوة، لأوقف تأثير النزعات الفردانية والمصالح الضيقة لبعض الوصوليين والانتهازيين، وأعيد الأمور إلى جادة الصواب. أما التنسيق أو التحالف فلم أكن يوما ضده، إلا أنني كنت أشدد دائما على برنامج حد أدنى، وألا يستفرد مكون بالقرارات بالقرارات. 3. بالنسبة إلى الأخ علي القسواري، فهو مناضل ملتزم بخط النضال النقابي المسؤول، ولا تربطني به أي قرابة عائلية. وترشيحه جاء بناء على كفاءته النضالية والتعليمية والمهنية، فهو كاتب عام القطاع الذي يمثله، ومندوب الأجراء؛ وقرار وضعه على رأس اللائحة كان قرارا وطنيا بناء على النتائج التي حصلنا عليها في الانتخابات المهنية. ومجرد أن تمنح التزكية لإقليم اشتوكة آيت باها على المستوى الجهوي، فهذا فخر، ولكننا كنا عند الموعد، وتمكنا من حصد مقعدنا بمجلس الجهة. 4. أما الحديث عن "تهريب" الجمع العام أو "الإنزال" فهذا لا يدخل ضمن أساليبنا الحضارية في تدبير الاختلاف – إن كان هناك اختلاف أصلا – لأننا عقدنا الجمع العام الأول للجامعة الحرة للتعليم بإنشادن وحضره الجميع – بمن فيهم أنت – وكنت تمني النفس بالكتابة الإقليمية، لكن الجمع العام كان كله ضدك. أما مؤتمر الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الذي انعقد ببلفاع صيف 2010، والذي لم تحضره لأنك جبنت وعجزت عن الدفاع عن أشباه مواقفك، والذي ترأسه عضو المكتب التنفيذي، والذي انتحلت صفة عضويته في المقال السابق؛ فإنه انبثق عن قيادة نقابية مناضلة تضم كل القطاعات العمومية والشبه العمومية والقطاع الخاص. وليس العيب – في نظري - أن ينعقد المؤتمر في أي منطقة من الإقليم، المهم أن تراعى شروط التمثيلية والضوابط الديمقراطية والإجراءات المؤسساتية. 5. بالنسبة لي، أعلنها من هذا الموقع أنني لم أتقدم بأية رسالة استعطاف، ولم أقدم أي اعتذار شفهي أو مكتوب، ومازلت أصر على أن وثائق الحركة التصحيحية ومواقفها سليمة وصادقة، ومن هذا المنبر أشدد على أهمية احترام الرأي المخالف... أما اليوم، فما أحوج حزب الاستقلال ونقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب إلى حركة تصحيحية جهوية قوية لإعادة الأمور إلى جادة الصواب. وأتحداك أن تنشر أي وثيقة أمام الملأ، وتظهر فيها توقيعي. فأنا مقتنع بما كتبت، ومؤمن بمواقفي، ولم أجلس يوما لأكتب نقدا ذاتيا. كل ما هنالك، أن العديد من المناضلين في حزب الاستقلال بالإقليم لم يرقهم قرار اللجنة التنفيذية بتوقيفي من الحزب لأنني "متزعم الحركة التصحيحية"، وعبروا عن قرارهم التمسك بي في حزب الاستقلال، حيث وقع رؤساء الجماعات وكتاب الفروع وممثلو الغرف المهنية والمستشارون البرلمانيون.... لكني لم أستعطف أحدا، ولم أعتذر لأحد .. وأن نص الوثيقة التي تم التوقيع عليها لست أن من خطه أو صاغه. وأن تلك الوثيقة هي ملك لمن وقع عليها. 6. أعود لأؤكد أن تعيين اللجنة التحضيرية خارج دواليب المكتب الإقليمي هو قرار غير ديمقراطي ولا يستند إلى الشرعية، لأن المكتب الإقليمي يمتح شرعيته من المؤتمر، ولا يمكن أن ينزعها منه أحد إلا المؤتمر، وإلا فسنسقط في الشطط في استعمال السلطة الرئاسية!! وهذا موقفي، ولن تزحزحه المراسلة التي جاءت من المركز العام ولا من غيره. لأنه، ليس بهذه القرارات سنبني مجتمعا مدنيا ديمقراطيا قويا، وإلا كيف نطالب الدولة بأن تكون عادلة وديمقراطية، في حين أن مؤسساتنا الحزبية والنقابية ترزح تحت الديكتاتورية والبيروقراطية؟؟ 7. المراسلة الصادرة من قيادة الاتحاد العام – وهي المنشورة بالجريدة – لا تشير إلى توقيف أو تجميد المكتب الإقليمي أو الكاتب الإقليمي، على عكس ما تم ادعاؤه في المقالة الأولى؟؟ 8. بخصوص الاجتماعات التي نعقدها، هي اجتماعات عمومية يؤطرها قانون الحريات العامة، ومن حقنا أن نستعمل قاعات مؤسسات الدولة في إطار احترام بنود القانون. وهذا يأتي في سياق عدم توفر الاتحاد العام للشغالين على مقر بالإقليم، وفي إطار استغلالنا للآليات المؤسساتية التي يتيحها لنا الدستور الجديد والقوانين المعمول بها في هذا الصدد. 9. بخصوص الدعوى القضائية التي تحدثت عنها، فإنها عرفت نهايتها، ولم يتدخل فيها أحد مطلقا. ومن هذا المنبر أؤكد أن استقلالية القضاء وعدم التدخل في شؤونه هو الذي يضمن العدل ويقوي مناخ الاستثمار ويحقق النماء الاقتصادي والاجتماعي. أما كيف تفكر أنت فيلزمك الكثير لتفهم تحديات المغرب المعاصر ورهاناته. 10. بخصوص ما أسميته صفقة ال 25 مليون ؟؟ التي حاولت أن تجعلها مبهمة. أتحداك وأتحدى أسيادك أن تشرحوها للرأي العام. لأنه لا علم لي بها إطلاقا؟ ولست مقاولا؟ وإن رفضت تفسيرها، فإنه أمام القضاء ستضطر إلى شرحها!! 11. بخصوص ال 5000 درهم التي ربطتها باحتفالات فاتح ماي وبالاستجداء. أقول لك إنني أنأى بنفسي دائما عن أي شبهة، ورصيدي هو مصداقيتي. وإذا لاحظ السادة المتتبعون، فإني فنذت كل أباطيلك وأكاذيبك. وطالبتك فوق هذا بالمناداة على أسيادك للخروج إلى " أبراز" عوض الاختباء كخفافيش الظلام. 12. فيما يتعلق باعتقال 11 مناضلا من مناضلي دونا إكسبور؛ أنا أسائلك أنت الذي أرسلك أصحاب الشكارة الذين تسلطوا على حزب الاستقلال. قل لهم : ماذا فعلوا لما كنا في النقابة نضطهد ونحارب وتكال لنا صنوف المضايقات ونمنع من الاحتجاج ونمنع من تنظيم المسيرات والوقفات وتوصد في وجوهنا أبواب الحوار، وتسخر القوات العمومية لقمع المناضلين والمناضلات، ويعتقل مناضلونا. الجواب أننا لم نكن نجد أحدا يساندنا. لا بسؤال كتابي في البرلمان ولا ببيان تضامن، ولا بحضور للدعم المعنوي ؟؟ ما يهم هؤلاء فقط هو أن النقابة هي الذراع العسكري للحزب، وهي اللازمة التي تردد في زمن الانتخابات للحصول على أصوات العمال.. واليوم جاؤوا ليصدروا التعليمات والتعيينات هنا وهناك للمتملقين والمنافقين في حين يطرد المناضلون وتجمد عضويتهم.. وهذا نوع من أنواع الديمقراطية التي ما زال فقهاء السياسة والقانون لم يفهموها!! 13. ولما تحدثنا عن مناضلي دونا إكسبور، فإنه تم إعفاؤهم من أكثر من نصف مبلغ البطائق نظرا لأوضاعهم الاجتماعية، ونظرا للمعارك النضالية المتوالية التي خاضوها. وهم اليوم يعيشون بين ظهرانينا يعرفون كل هذه الحقائق (ومنهم أطر ينتمون للمكتب الإقليمي). أما تلك الحسابات لمن كانت ذاكرته ضعيفة فقد وردت في التقرير المالي الذي تم تقديمه في المؤتمر الأخير (صيف 2010). 14. في نفس السياق، أطالب بفتح تحقيق في مالية المخيمات الصيفية التي يستغل فيها الأطفال المتمدرسين للحصول على دعم وزارة الشباب والرياضة، وأن تكون المحاسبة هي الفيصل لما تمت إثارة فضائح مالية المخيمات الصيفية من طرف أعضاء ومناضلي الشبيبة المدرسية، فكان مصيرهم التوقيف كالعادة. 15. أخيرا، وليس آخرا، فلا بد من تذكيرك بأفضال الشبيبة الاستقلالية والشبيبة المدرسية لآيت عميرة عليك لتكون كاتبا للشبيبة الاستقلالية ببيوكرى لتنطلق منها نحو تسلق مراتب السلم التنظيمي. فالجمع العام الذي انعقد ببيوكرى – للأسف – حضره فقط شباب آيت عميرة. وهذه فضيحة ينكت بها الشباب في الإقليم. وهي واقعة تبين بالملموس أنك لست سوى نكرة بإقليم اشتوكة آيت باها. وأن طيبوبة شبابنا يحولها أمثالك إلى سذاجة. ربما أجبت على كل الأسئلة بدون استثناء، وقد احترمت في ذلك السادة المتتبعين والقراء والمناضلين، لكني لم أتوصل بالإجابات – للأسف – على الاستفهامات التي طرحتها في مقالتي الأولى!!؟ وسأبقى هادئا للتواصل بقلب مفتوح، أتحدث بكل ثقة ومسؤولية استجلاء للحقيقة ودحضا للافتراءات التي لا تستحق أن تقرأ حتى، فكيف أن تنشر في صحيفة ؟؟ وفي هذا المجال أحتفظ لنفسي دائما بحقي أمام القضاء. وهذا لا يأتي من باب التخويف أو الترهيب لأنها ليست من عادتي. ولكني أعاهد القراء بوضعهم أول بأول حول كل الشكايات التي سأضعها أمام القضاء حول الاتهامات الملفقة أو الكذب أو القذف العلني.. كما أطالبهم من باب المسؤولية باستنكار مثل هذه الأساليب الصبيانية التي يحاول أصحابها جعل الأبرياء متهمين، وتخوين المناضلين الشرفاء، والعبث بالمؤسسات، والاستقواء بالوزير والبرلماني، واعتماد منهج التزلف والتملق والمدح،وانتهاج مناهج التضليل لتحقيق الأهداف الانتهازية. أما عبد ربه، فأعتمد على الله أولا، وعلى المناضلين والطبقة العمالية التي أمثلها. كما أحيي من هذا المنبر كل شرفاء ومناضلات ومناضلي حزب الاستقلال الذين يعيشون وضعية الشقاء بالوعي، لا يعجبهم ما آل إليه الحزب. ولكن لم يصلوا بعد إلى إنتاج موقف جماعي لتصحيح الاعتلال. - انتهى - الإمضاء مصادق عليه إبراهيم باط : الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب – فرع إقليم اشتوكة آيت باها – (المستقيل) ولي عودة للموضوع