أخيرا حطت الطائرة التي تقل لجنتين ساميتين موفدتين لحي أغروض بأكادير، فقد انتظرها السكان لحظة بلحظة مند سنة 2006، وتواصلت احتجاجتهم طيلة الأسبوع الماضي على ملف البناء المجمد بهذا الحي المجاور للقصر الملكي، وقد كتب لهذه اللجن أن تأتي بشكل متزامن تحت وقع المواجهات والاعتقالات بين ساكنة الحي والقوات العمومية، اللجنة الأولى مكونة من ثلاثة مسؤولين موفدة عن الكتابة الخاصة لجلالة الملك، والثانية مكونة من فردين موفدين عن الإدارة الترابية لوزارة الداخلية. مهمة اللجنتين هي الاطلاع على خلفيات الاحتجاجات والاعتصامات التي يعرفها حي «أغروض»، والقيام بعملية مسح للمجال لتحديد الحرم الواجب مراعاته لصالح القصر الملكي بأكادير قبيل الشروع في منح التراخيص، فالسكان توقفت عمليات منحهم تراخيص البناء منذ التسعينيات بدعوى مجاورة الحي للقصر، وتعقدت مشاكل التعمير بهذا الحي كما بحي فونتي منذ حادث التجسس على الإقامة الملكية بالجنان الكبير بمراكش سنة 2006. فبعد ظهر أمس، عرجت سيارات تقل اللجنتين على الطريق الرئيسي، لتدخل الحي من غير مداخله الرئيسية التي اشتعلت بها المواجهات، وتوغلت وسط الحي وهي تدون ملاحظاتها، ثم توجهت نحو مسجد تابوحسينت بحي أغروض، واعتلت صومعته لتشرع في تصوير المجال وتدوين ملاحظاتها، بعدها واصلت عمليات المسح الطوبوغرافي، وارتقت هذه المرة مسجد بيزماون لتصور الفضاءات الشاسعة المحيطة به، وتعتمد اللجنتين المسح المباشر المبني على الملاحظة والتصوير والتويثق الأولي لهذا الحي الممتد فوق حوالي 15 ألف كلم مربع. وبينما كانت سيارت اللجنتين تسابق الزمن متنقلة مثل فراشة بين البيوت والمرتفعات والمجال البحري، كانت العديد من ساكنة الحي دخلت في مواجهة مع القوات العمومية بمحيط القصر الملكي، على الطريق الرئيسة التي تربط أكادير بإنزكان، المحتجون يقولون إنهم ضاقوا ذرعا بحالة الحصار التي فرضت على الحي من كل مداخله، فتم منع دخول مواد البناء إلى مجموعة من الذين شرعوا في إقامة مساكن على الأراضي التي اقتنوها بعين المكان. لم يعلم المحتجون أن اللجنة السامية حلت بين ظهرانيهم، ليتوجهوا في مسيرة نحو القصر الملكي، فاعترضت القوات العمومية سبيلهم كما ظلت تفعل طيلة أسبوع، وتسلل قلة منهم من الحزام الذي أقامته أجهزة الأمن، ليتمكنوا من وصول الواجهة الخاريجة للقصر الملكي على الطريق الرئيسية، قبل أن يتم إرجاعهم إلى نقطة البدء. وفي تطور للأحداث عمد مجموعة من الشبان لإمطار القوات العمومية بالحجارة، ليبدأ مسلسل المطاردة، والكر والفر، ما أدى إلى توقف حركة المرور عبر الطريق الرئيسية، وإصابة 6 أفراد من قوات التدخل بالحجارة، نقلوا على إثرها إلى مستشفى الحسن الثاني، وقد تمكن خمسة منهم من المغادرة بعد تلقيهم الإسعافات الضرورية، فيما تم الاحتفاظ برجل أمن تلقى إصابة حرجة على مستوى الرأس. وذكر جانب من المحتجين أن بعضهم أصيب برضوض جراء التدخل من بينهم سيدتان. المواجهات أسفرت عن توقيف 6 من المحتجين، بينهم واحد نقل إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية.وقد أحيلوا صبيحة أمس على وكيل الملك بابتدائية المدينة. حي أغروض مجال شاسع يمتد بين الطريق الرئيسية والشاطئ، وبين القصر الملكي ومدينة إنزكان، أغلب بيوته قديمة واطئة بين الآثار الضخمة، ظل نقطة حمراء في مجال التعمير والبناء يتهرب المسؤولون من الاقتراب منها، وبعد احتجاجات مزمنة، كتب له أن يدخل أول مواجهة في لحظة حاسمة زارت بيوته لجنتان ساميتان، سترفعان تقريرا إلى الدوائر العليا على عجل، وقالت مصادر مسؤولة إن مشكل التراخيص سيتلمس أول طريق إلى الحل بدء من الأسبوع المقبل.