تحاول رائدات " دار الحي " بمدينة بيوكرى، تغيير مجرى حياتهن الوظيفية عبر اقتحام مجالات الحرف والمهن اليدوية ، حيث تبدع أناملهن مجسمات وأشكالا حرفية بحس إبداعي مرهف ، رغم ضآلة الإمكانيات وفرص الاهتمام اليسيرة . وتقدم هذه المؤسسة التربوية والاجتماعية ، والتي تخضع لإشراف وزارة الشباب والرياضة ، منذ إحداثها عام 2008 بموجب اتفاقية شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعة الحضرية لبيوكرى ، خدمات للتأهيل والاندماج في المحيط ، لفائدة الفتيات والنساء ، فضلا عن الأطفال ، من خلال " الاستئناس المهني " الذي يهدف إلى اكتساب مهارات يدوية ، بحسب اختيار المستفيدات ، خصوصا في أنواع الطرز اليدوي والآلي ، والخياطة بصنفيها التقليدية والعصرية ، بالإضافة إلى تقنيات " الديكور " حيث تحصل كل متعلمة على شهادة الاستئناس المهني بعد قضاء سنتين من مدة التكوين ، ويتمكن من تبادل التجارب خلال فرص المعارض المقامة بالمؤسسة . ولا تنحصر مهام المؤسسة في التكوين النظري، بل تتعداه لتوفر تأطيرا وفرصا للتوعية ، وفق الدلائل المرجعية ، تهم مواضيع الصحة الإنجابية ، والنوع الاجتماعي وحقوق الإنسان ، ومسالك إنشاء وتدبير المشاريع الاقتصادية الصغرى . من جهة أخرى ، تفتح هذه الوحدة التربوية مجالا للنساء الراغبات في محاربة أميتهن الأبجدية والوظيفية لتمكينهن من ميكانيزمات مسايرة طبيعة الأنشطة الصحية والدينية والاجتماعية والفكرية التي تقام بالمؤسسة ، على امتداد سنة كاملة ، علما أن مجال حقوق المرأة بات يحفل بالكثير من المستجدات القانونية والمعرفية اعتمادا على فكر معاصر . وفي سياق الاهتمام بالطفولة المحلية ، تتوفر " دار الحي " على قسم لروض الأطفال ، يعمل على تطوير القدرات النفسية للمستفيدين عبر أنشطة خاصة ، تؤهل الطفل لمرحلة التمدرس ، من خلال اكتسابه لمبادئ أولية في اللغة ، عبر التعبيرين الكتابي والشفوي . وعرفت هذه الوحدة الاجتماعية إقبالا ملفتا لدى فتيات المنطقة، خصوصا المنقطعات عن الدراسة، فضلا عن النساء المتزوجات، حيث وصل عددهن إلى نحو 50 مستفيدة. وبلغة الأرقام ، فقد بلغ عدد الملتحقات بمجال " الفصالة والخياطة " في الاستئناس المهني هذه السنة 50 مستفيدة ، علما أن عددهن خلال السنة الماضية كان في حدود 28 مستفيدة . وبشعبة الطبخ، وصل عددهن إلى 14 خلال السنة الحالية، بنسبة تناهز الضعف مقارنة مع العام الماضي حيث سجلت 7 مستفيدات أنفسهن في هذا التكوين، في حين تستفيد نحو 26 رائدة من دروس محو الأمية. أما روض الأطفال، فيقدم خدماته لنحو 29 طفلا، بعد أن سجل 20 طفلا خلال السنة الماضية. وتستعد هذه المؤسسة لتقديم مشروع ، في إطار المبادرات الاجتماعية للدولة ، سيخلق حركية اقتصادية ايجابية داخل هذه الوحدة ، حيث من المنتظر أن يساهم في تمكين المستفيدات من موارد خاصة للدخل تساعدهن على التخفيف من الخصاص الاجتماعي والمادي ، وتنمية قدراتهن على الإبداع المهني وتسيير المبادرات بروح جماعية تضامنية ، من خلال اقتراح مشروع ورشة إعداد الحلويات وفنون الطبخ داخل المؤسسة ، يتم تسويق منتوجه إلى المحيط القريب اعتمادا على وسائل خاصة وبعنصر بشري كله بصيغة المؤنث .