انخرطت ، وبقوة ، جمعية أفياد للتنمية والتعاون بإداوكَنيظيف ، في تنزيل المحاور الكبرى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وبخاصة ما يرتبط بالتدخلات الاجتماعية لفائدة الساكنة المحلية وتجسيد حي للدور المنوط بهيئات المجتمع المدني كشريك مؤهل لخدمة قضية التنمية عبر المقاربة الشمولية الناجعة وذات الوقع الإيجابي على المجال . وفي هذا الإطار ، أقدمت الجمعية ، لحلحة إشكالية الربط الطرقي للمنطقة ، على إعطاء الانطلاقة للأشغال المرتبطة بإصلاح طريق " دو اوديد " بمنطقة أفياد والتي رصد لها مبلغ يناهز 45 ألف درهم ، إذ تم إزالة كل العوائق في عجلة هذا المشروع الواعد من أجل إنهاء ورشه خلال نهاية الشهر الجاري لتسهيل حركة العبور نحو المنطقة ، خصوصا وأنه يتزامن مع مقدمة الصيف حيث تتوافد أعداد هامة من الساكنة المغتربة . وعقد مكتب الجمعية جلسة عمل مع مدير الطرقات بمندوبية وزارة التجهيز والنقل حول إمكانية توقيع اتفاقية شراكة مع الوزارة المعنية من أجل إنهاء إشكالية تعبيد الطريق المؤدية للمنطقة بنحو 6 كيلومترات ، والتي تم تحديد تكلفتها المالية ، بحسب الدراسة المنجزة ، في ثمانية ملايين درهم . إلى ذلك ، وفي قطاع الصحة العمومية ، رسمت الجمعية مؤخرا مظاهر الحبور والبسمة لدى أهالي المنطقة المعوزين ، وبخاصة في صفوف النساء والأطفال ، من خلال تنظيم عملية إعذار الاحد الماضي 22 ماي ،ذات أبعاد اجتماعية وإنسانية مميزة ، استفاد منها عدد هام من أطفال منطقة إداوكَنيظيف ، دون تمييز أو إقصاء . وبلغة الأرقام ، وصل عدد العائلات المستفيدة بمركز الجماعة إلى 25 وحدة ، بالإضافة إلى 76 أسرة بسائر الدواوير المتواجدة بمنطقة إخالدن وخارجها . حيث تم تقديم معونات غذائية وهدايا قيمة لفائدة المستفدين ، حيث تسلم ممثل كل عائلة ألبسة تقليدية للأطفال ، تعبر عن الهوية الحضارية للمغرب ، فضلا عن إعانات خاصة كمساهمة في التخفيف من وطأة التهميش والإقصاء من برامج التنمية الذين يرزحون تحت وطأتهما . وفي خطوة غير مسبوقة ، قدمت الجمعية لفائدة المستوصف الصحي المحلي وسائل طبية لدعم اللوجيستيك المتوفر وتعزيز الخدمات المقدمة لصالح الساكنة المحلية ، في أجواء تعبق بالروح الإنسانية والوازع الاجتماعي وتغليب المواطنة الحقة . تجدر الإشارة إلى أن هذه الفعاليات التي حضرها قائد إداوكنيظيف ، وغاب عنها المنتخبون ، اعتبرها السكان المحليون إعلانا صريحا وواضحا من المجتمع المدني المحلي المتجسد في النسيج الجمعوي على أن النية الصادقة للفعل التنموي الهادف والناجع تحتاج للمواكبة والدعم وتثمين نظير هذه المبادرات الحية وترسيخها تقليدا متواصلا انسجاما مع سياسة القرب من المواطن لخدمته والرقي بأوضاعه وتحسين شروط الاستقرار بهذه الربوع النائية التي تحتضن ساكنة تتمسك وتعض بالنواجذ على أهداب العرش العلوي المجيد . وجدير بالذكر أن جمعية أفياد كانت شريكا فعالا ، في وقت سابق ، في مبادرة اجتماعية مماثلة بالعاصمة العلمية فاس ، استفاد من فعالياتها نحو 600 طفل حفزت نتائجها الباهرة أعضاء الجمعية على الإنخراط في العمل الاجتماعي بقوة ،لتكون البداية نحو جبال إداوكنيظيف في المغرب العميق .