بعد الموسم الاول من السلسلة الوثائقية ..حي على الفلاح والتي عادت بالذاكرة الثقافية والدينية الى قضايا و مواضيع ذات امتداد قوي في نسيج المجتمع المغربي….من العنوان الاول…”والدين ذي الثلاث” التي غاصت في عوالم الثوابث المغربية ..من العقيدة الاشعرية الى المذهب المالكي ومن إمارة المؤمنين الى التصوف السني…الى العنوان الثاني ” كلمة سواء” والعنوان الثالث ” أجر لايضيع” ثم الرابع” ملتقى الصالحين بالصحراء المغربي”. بعد الموسم الاول…حي على الفلاح في موسمه الثاني خلال شهر رمضان المبارك هذا العام….ورحلة عبر دينامية التصوف المغربي من القرون الهجرية الاولى الى القرن الخامس والسادس الهجريين ثم القرن التاسع والعاشر وسلسلة متصلة من رجال الفكر الصوفي المغاربة اللذين أثروا وتركوا بصمات واضحة في الفكر والثراث الصوفي والاسلامي. على مدى خمسة اشهر اشتغل طاقم من مديرية الانتاج بالشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة على العمق الروحي الذي انتجته عبقرية الفكر المغربي …فكانت رحلات داخل أرض المغرب تتبعت أثر هؤلاء الرجال الصالحون من شفشاون وبني عروس والعرائش وكانت البداية من جبل العلم ورجل رباني شهيد المواقف مولاي عبد السلام بن مشيش الذي انبثقت منه العديد من المسالك الفكرية والتربوية بالغرب الاسلامي على مدى قرون. مدد…..من المغرب الى مصر ورحلة تقتفي أثر الفكر الصوفي بمصر والبداية من مرسى علم ثم وادي حميثرة هناك دفن الشيخ الجليل العارف بالله ابو الحسن الشاذلي تلميذ مولاي عبد السلام بن مشيش. …على مشارف البحر الاحمر وهو في الطريق الى ارض الحجاز لأداء مناسك الحج….كان لابد أن نمر بالاقصر ونقف عند مسجد أبي الحجاج الاقصري الذي تأثر بفكر الشاذلي…ومن صعيد مصر رحلة في قلب الرحلة الى القاهرة وجولة عبر مقامات ال البيت من مقام سيدنا الحسين الى مقام السيدة زينب والسيدة نفيسة ….ورحلة اخرى الى قنا وطنطا والاسكندرية مع رجال مغاربة ساهموا في التأسيس للامن الروحي بمصر…وساهموا في إغناء الحقل الثقافي الديني بافكارهم وبما قدموه من معرف واجتهاد….من سيدي احمد البدوي احد أقطاب الولاية الاربعة…الى عبد الرحيم القناوي والمرسي ابي العباس والطرطوشي وغيرهم….أعلام مغاربة عاشوا ودفنوا بمصر خلدهم التاريخ بارثهم العلمي وماتركوا في مدار التربية الروحية.. من هناك بمصر ومن هنا نستكمل سلسلة عقد الصالحين …مع الحلقة الثالثة …مع رجال الله ..من مراكش..وتتوالى المخاضات في رحم الامة الاسلامية ليولد قطب ذاع صيته محمد بن سليمان الجزولي صاحب دلائل الخيرات…ورجال أتقياء أصبحت صورتهم ملتصقة بقوة …بمراكش سبعة رجال…كلهم نهلوا من نفس النبع الصافي ولازالوا يشكلون عنصرا بنيويا في المجتمع المغربي. والحلقة الرابعة…رجال الميعاد….وفيهامواصلة النبش عن رموز التصوف المغربي في القرن التاسع والعاشر الهجريين السادس عشر الميلادي…مع الزاوية الشرقاويةبابي الجعد التي تعتبر معلمة من المعالم الدينية والحضاريةبالمغرب …ووقفة عند أشهر المؤلفات في الثراث الديني المغربي .”..ذخيرة المحتاج في الصلاة على صاحب اللواء والتاج” لصاحبها محمد المعطى الصالح الشرقاوي. وتتواصل رسالة هذه الامةالتي تمتاز بالديمومة..وتتصف بخلود المسار..وتظهر ملامحها دوما باستمراريتها وجودا وفعلا وتأثيرا…. وان التاريخ ينحني أمام عظمة كتاب الله…الحلقة الخامسة عنوانها ..اقرأ..وفيها دعوةالى متابعة القصة الكاملة لجمع القران الكريم …وماأحلاها من قصة للمصحف الشريف الذي نزل على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تعهد الله بحفظه في قوله تعالى..” انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون” وفي القصة حديث عن علم القراءات وعلم التجويد وعن الخصوصية المغربية في تلاوة القران برواية ورش عن نافع. من كل محتويات هذا الارث الروحي..تتسارع صفحات التاريخ لترتشف هذا الفيض الغزير حفاظا لايصال مضمونه للاتي من اجيال المستقبل…..في هذا المسار غير المنقطع …وفي هذا العطاء المتصل…ظهرفن راقي يرسخ قيم الدين…..فن المديح النبوي.. “أشواق المحبين” عنوان العدد السادس من “حي على الفلاح” ويبرز عطاءكانت الامة قد ادخرته…ليشع الضياءمع شعر المديح الذي انتشرمع انطلاق الدعوة الاسلاميةالى ان ارتبط بالشعر الصوفي مع ابن الفارض والشريف الرضي…وانتعش مع البوصيري صاحب البردة والهمزية في القرن السابع الهجري ومع الشعراء المغاربة اللذين كان لهم باع كبير في المديح. هكذا…تزداد مع الوان المديح….محبة الله والرسول الكريم..والايمان والتصميم الاقوى انشدادا الى تقوى الله.