بحضور وازن، أشرف محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى مرفوقا بعامل إقليمشفشاون محمد علمي ودان، مساء اليوم الخميس، على انطلاق فعاليات المنتدى العالمي الأول للتصوف، والذي ينظم من طرف المجلس العلمي المحلي بتنسيق مع عمالة إقليمشفشاون، أيام 18- 19- 20-21، أبريل الجاري، تحت شعار “المناهج الصوفية ودورها الإحيائي في عالم اليوم”. واعتبر محمد يسف الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى في كلمة له بالمناسبة، أن هذا الملتقى يراهن عليه بشكل قوي للبحث الجماعي عن أدوار الزوايا ووظائفها في ترسيخ السلوك المجتمعي السديد، وبناء المجتمع المواطن القائم على الإصلاح والتعاون والتكافل والتضامن. وأبرز يسف أن مدينة شفشاون بحكم خصوصياتها الجبلية وقربها من مواطن الأولياء وعلى رأسهم المولى عبد السلام بن مشيش، يجعل منها موطنا للقداسة والروح، ومدينة روحية بامتياز. واعتبر المتحدث ذاته، أن المغرب يستطيع القيادة الروحية لعدد من الدول لما يكتنزه من تراث صوفي أصيل متجذر وضارب في عمق التاريخ الإنساني. وعرفت أشغال التظاهرة مناقشة مناهج تكوين الفرد عند الصوفية” من خلال مداخل عديدة كالمحبة و حاجة العالم إلى التصوف لمحاربة الافكار المتطرفة والتي أطرها كل من الدكاترة محمد ابو الهدى اليعقوبي، وعمر محمد سالم بن حفيظ، وعبد الغفار عبد الرحمان الشريف، وابراهيم أحمد مقري، علاوة عن إفادات ستناقش “دور الزوايا في تحقيق الامن المجتمعي، و”التصوف تربية روحية واخلاقية”، و”التصوف ما بين ثمرات التوفيق وازمات التطبيق”، فضلا عن مواضيع “التأصيل لعلم السلوك والتصوف السني عند فقهاء الملكية”و “تهديب الاخلاق والاذواق عند الصوفية” و”التجربة النسائية المغربية في ادواق التصوف السني”وكذا “حقيقة التصوف في جمع الامة”وختام اليوم الأول بافادة حول”التصوف والمناهج الاسلامية في الغرب” وتتمحور الندوة العلمية الثانية لليوم حول “دور الطرق الصوفية” والتي سيفتتحها سيدي منير القادري البودشيشي حول “التصوف المغربي “الطريقة البودشيشية”، ومداخلة ثانية ليوم كسويت حول “المدرسة الشاذلية في الولاياتالمتحدة الامريكية” فيما سيناقش الشيخ محمد حيدرة ” الطريقة القادرية، كما ستتخل الندوة إفادات علمية تناقش مواضيع “التصوف منهج للتربية الروحية وطريق نحو التنمية”، و”قانون التصوف والطرق الصوفية في الحجاز”، وكذا “الطرق الشادلية في بلاد الاناضول” ديلافر كورير، ورابطة نداء المحبة الزاوية الامغارية”، فضلا عن “قيم التصوف عند ابي الحسن الشاذلي”. وستختتم الجلسات العلمية لليوم الثالث للمنتدى، بمحور رجالات الصوفية، والتي سيناقش فيها عبد اللطيف البكدوري “اختيار القدوة (الشيخ المربي)، فيما ستتطرق ثريا إقبال لموضوع “التصوف والحكمة الكونية : فكر الشيخ عبدالواحد يحيى نموذجا”، وسيتحدث عبد الله اجديرة عن تجربة الشيخ محمد الحراق باعتباره رجل الحقيقة والطريقة، فيما اختارات ليلى عبد الكريم عبد الرحمان خليفة مفهوم الأمة عند الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي.” وسيحيي الفنان باجدوب، سهرة موسيقية إلى جانب طبق فني روحي سيعرف مشاركة فرقة الحضرة النسائية الشفشاونية، والمجموعة الوطنية البودشيشية، وفرقة فنية للمديح والسماع الصوفي التهامي الحراق. وسيصاحب المنتدى، برنامج روحي يهم زيارة ميدانية لضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش، فضلا إلقاء درس ديني بضريح هذا الولي الصالح حول موضوع” الطريقة الشادلية والقطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش” من تأطير الحاج محمد اصبان، ودرس آخر حول ” فاسوشفشاون ومولاي عبد السلام بن مشيش، من خلال مجمع المنتسبين للتصوف” يلقيه مولاي ادريس الفاسي الفهري. وستهم زيارات الوفود المشاركة، إحياء حلقة ذكر للطريقة التيجانية، وحفل صوفي بالمسجد الاعظم بوطاء الحمام بشفشاون، وزيارة مسجد طارق ابن زياد باشرافات، حيث سيختتم اللقاء بالأسلاك القرانية والألطاف الربانية، وتناول كلمة تعريفية حول مسجد طارق ابن زياد، يقدمها الاستاذ محمد الفاسي. هذه التظاهرة الروحية والفكرية والثقافية الكبرى التي ستعرفها مدينة شفشاون العريقة والمتميزة بتاريخها الحضاري وبعدها الإنساني والروحي، تهدف – حسب القائمين عليها – إلى ترسيخ القيم والمبادئ الإنسانية السمحة في المجتمع، بالإضافة إلى إبراز مميزات التصوف المغربي وأهميته في التربية السلوكية للشباب وربطهم بالمواطنة والثوابت الدينية والوطنية. وسيشارك في هذا الحدث الهام، ثلة من كبار الباحثين والمفكرين والمشايخ من المغرب ومن دول شقيقة وصديقة كالسعودية، الكويت، اليمن، سوريا، مصر، تركيا، السنغال، نيجريا، اسبانيا، انجلتراوالولاياتالمتحدة الأمريكية