الجمعية الوطنية للتراث و التنمية بتيكيساس موازاة مع النمو الديمغرافي الملحوظ بمنطقة تيكيساس ، و ما يتبعه بالضرورة من نمو عمراني مضطرد ، فإن حتمية قيام مدينة تيكيساس التاريخية ، أصبح مسألة وقت فقط ، لأن النقط المشكلة للمدينة القديمة الجديدة ، المتمثلة في مركز بواحمد و مركز اشماعلة و مركز اسطيحات ، تقترب من بعضها البعض كل سنة و كل يوم ، بفعل عمليات البناء متسارع الوتيرة ، الشيئ الذي سيجعل من المنطقة كتلة عمرانية واسعة و ضخمة دون هيكلة إدارية مناسبة ، وبالتالي فلا مفر من إحياء المدينة التاريخية “تيكيساس” ، التي كان مقرها في المنطقة المذكورة كلها و خاصة بقرية اسطيحات ، حيث لا نعثر في الرسوم و الوثائق العدلية الضاربة في القدم ، سوى ذكر إسم تيكيساس ، كإشارة إلى المنطقة المذكورة ، دون ذكر غيرها من الأسماء ، فمركز بواحمد مثلا لم يعرف بهذا الإسم إلا بعد نزول ولاي علي الكبير فيه حث سميت القرية التي أسسها على تقوى من الله ب"زاوية بواحمد" نسبة لولده المتوفى بتاغصا المسمى قيد حياته ب"أحمد الخليل" فأطلق إسمه على بواحمد تيمنا بالإبن البار ، أي أب أحمد ، و كذلك الشأن بالنسبة لقرية اشماعلة الشاطئية التي كما يعلم الجميع و خاصة النخبة المثقفة و المهتمة ، أن سبب تسميتها يرجع لارتباط للا الهاشمية بها ، للا الهاشمية المرأة العارفة بالله الاستثنائية ، التي اتخذت من مكان يسمى "ضروة للا الهاشمية" رباطا للتعبد و الذكر و مجالسة نساء غمارة .
لهذا على الجماعات المحلية بالمنطقة ، المطلة على الضفة المتوسطية الاستراتيجية ، و خاصة جماعتي بني بوزرة و اسطيحات ، الاشتغال على بلورة فكرة إحياء تيكيساس ، و التخطيط لكل ما يدخل في الموضوع من تنظير و تطبيق ، على مستوى تصاميم التهيئة العمرانية ، و اقتراح مشاريع و أوراش كبرى ، و التعريف بالمنطقة ، باعتبارها مدينة المستقبل القريب ، بما تحبل به من مؤهلات و ثروات عذراء ، ممكن أن تتخذ كخميرة إقلاع حضاري حقيقي ، كل هذا سيدفع بأبناء المنطقة إلى إبداء ارتياحهم الكبير و ثقتهم المتزايدة في من يسوسهم ، ما دام برهان العمل على السعي نحو نهضة شاملة بالمنطقة قد لاح في الأفق ، باقتراح إحياء مدينة تيكيساس . هذا ما اقترحته الجمعية الوطنية للتراث و التنمية ، التي حظيت بالعضوية الشرفية للمرحوم محمد بن عزوز حكيم المؤرخ البحاثة بمكتبها ، بصفة الرئيس الشرفي ، يوم تكريمها له بقاعة جماعة اسطيحات ذات صيف نشيط ، و بذلك أوصى المرحوم الجمعية ، حاثا على بذل الجهد للتعريف بالتراث الضخم لغمارة و لتيكيساس ، و العمل على إذاعة ما كانت تعرف به من علم و عرفان و تصوف و جهاد و فتوحات و ازدهار فكري و فلاحي و بحري و إنساني .