كم هي قاسية وحادة تلك الأسئلة التي تطرحها التحولات الراهنة على الواقع السياسي والحضاري المغربي ..؟ وكم هي الإجابات ملحة لم تعد تسمح بأي حد من الانتظار..؟ العالم يتغير ...أشياء تتفكك عن آخرها ...بموازاة مع أشياء أخرى يتم تركيبها ... الواقع عنيف في تحولاته ...عناوين كبرى تملأ الساحة الدولية ، وتُنذر بأن المقبل من الأيام لن يكون رتيبا في سيرورته ولا رحيما في حركته.. نحن نعيش ،كما انتبه لذلك بعض المفكرين منذ ثمانينات القرن الماضي ، حالة العولمة ...بل عولمة كل شئ ..وفي مقدمة الشئ ..عولمة الدمار في صيغة الفوضى الهدامة التي جعلت العالم غارقا في الدم والمأساة ... وفي هذا الخضم الهائج من التحولات يقف المغرب مُشرع الأبواب أمام الأسئلة الكبرى التي تؤول في مجملها إلى سؤال مركزي هو :ونحن ...؟أين نقف نحن ضمن ما يحدث اليوم ؟ وما مصيرنا كشعب ووطن ودولة..؟هل نحن على هامش الأحداث أم في قلبها ؟ هل نساهم في صناعة هذا التاريخ المتحول بعنف أم نحن مجرد موضوع لصناعته ؟ .. أسئلة تتوالى ،وتستعجل الإجابة ، وحتما إن طبيعة الإجابة سواء قدمت صمتا أو جهرا هي التي سترهن مستقبل المغرب المنظور وتقرر مصيرنا كشعب ووطن ودولة .