تنويرا للرأي العام نعيد نشر مقال مثير سبق أن نشرته جريدة المساء النسخة الاليكترونية تحت عنوان: حكاية مدن عاقبها المخزن لأسباب «تاريخية»، وقد تضمن المقال بالإضافة الى عدة مدن مغربية مدينة وزان وإليكم فيما يلي نص المقال كما جاء في الجريدة. ارتبطت مدينة وزان بالشأن الروحي، فهي دار الضمانة ومعقل الشرفاء، لكن ماء التنمية لم يغسل وجهها المغبر، وحين يصل سكين القهر إلى عظم المواطن الوزاني، يبتلع مرارته بكسرة خبز مبللة بالزيت البلدي، ويدعو أولياء الله الصالحين اللطف بما جرت به الأقدار. عزلة المدينة الجغرافية وعزلتها التنموية حركا المجتمع المدني، الذي خرج عن صمته وقرر الاحتجاج، بعد أن ظل الوزاني القاطن مرادفا للورع والتقوى والرضى بالقدر خيره وشره. قرر الانتفاض ضد وضع رمى به في آخر ترتيب سلم التنمية، طالب بحقه في العيش الكريم وأزاح جلباب الخوف أمام سلطة إقليمية تتدبر شأن المدينة عن بعد. حين ينتابهم الإحباط، يهرب الوزانيون صوب المقاهي التي تتناسل بشكل سريع، لشرب كؤوس الشاي و«قتل» الوقت بممارسة لعبة الورق، وعلى امتداد أشواط المباراة، يتجاذب رواد المقاهي الحديث حول أوجه الهشاشة التي تضرب فئات واسعة من السكان في هذه المدينة الجبلية التي تتوفر على كل المقومات السياحية، شريطة الإفراج عنها من العقوبة الحبسية التي اعتقلت نماءها. تقول الروايات إن سلاطين المغرب كانوا يتحاشون زيارة وزان، لأن كل من زارها يصاب بمكروه، ويقولون إنها آخر مدينة زارها محمد الخامس قبل أن يواري الثرى بعد أيام، لكن الملك محمد السادس زار المدينة مرتين، ومع كل زيارة تغسل دار الضمانة وجهها وتستعير ابتسامتها، وحين تنتهي الزيارة يستبدل الأثاث الجديد بأثاث قديم في انتظار زيارة أخرى قد تحمل معها خبر الإطاحة بمسؤول لم يركب قطار التنمية. بل إن مشاريع دشنها الملك منذ ست سنوات توقفت بمجرد بدايتها، أما سياسة الهدم والبناء، فلا تنتهي وكأن المدينة خرجت للتو من زلزال، بينما الهاجس الأمني فوق كل اعتبار، بعد أن تم تحويل دار للشباب ومركب للمرأة بأحد أحياء المدينة إلى مقاطعة. تقول بعض الروايات التاريخية إن سر تهميش وزان يرجع إلى «العلاقة المتوترة التي جمعت لعقود طويلة، الزاوية الوزانية بالسلاطين العلويين، حيث طمع مولاي عبد السلام الوزاني في عرش الملك الحسن الأول، نظرا لأن أصول الوزانيين تعود إلى فاطمة بنت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم». في وزان، يهرب البعض من القلق والإحباط نحو بلسم «النفحة البلدية»، فهي أهون من الانشغال بوعود تولد ميتة. تنبيه : لقد نشرت الكثير من المغالطات فيما يخص علاقة الوزانيين بالسلاطين العلويين ، تحتاج الكثير من التمحيص و التدقيق ، حتى لا يذهب مصدقها ضحية ، تصديقا أو تكذيبا ، سواء فيما يخص معاملة العلويين لشيوخ الزاوية الوزانية أو فيما يخص معاملة الوزانيين للسلاطين . و غير ذلك مما يتعلق بأمور توسع نفوذ الزاوية الوزانية داخل المغرب و خارجه و ما وازاه من إشاعات مضللة تريد النيل من الوزانيين بدافع الحسد و الإحساس بالمضايقة و محاولة تكدير صورة أقطاب زاوية دار الضمانة في المخيال الشعبي لتنفير الناس من حولهم .