من هو الاهم ، الوطن الجميل والتضحية من اجله، ام المواطن وحقوقه الاجتماعية والثقافية والحرية والعيش بكرامة ؟ سؤال صعب، والاجابة عليه اصعب بكثير خاصة في العراق بأسره , العولمة والقائمين عليها يجدون فى الخيار الثانى فرصة لتركيع وتجويع شعوب العالم الثالث، ام المناضلين اذا صح التعبير او الاحرار يجدون ان الوطن اهم من المواطن، بدعوة ان من ليس له وطن ليس له حقوق، كذلك فقادة التنظيمات السياسية او المستفيدين من ثروات السلطة يلعبون على الناس فى افكارهم وعقولهم وهذا الذي ادى بنا فى نهاية المطاف اننا لم نحصل على وطن ولم نوفر حقوق المواطن فخسرنا الأثنين الوطن والمواطن، وما زال الحال كما هو فالناس في العراق يعانون الامرين فلا وطن ولا مواطن ولا حقوق ولا كرامة , الوطن والمواطن نسيج معقد لايمكن فصله ابدا تتغذى الحروب وتقتات النزاعات من جثث مواطنيها، ودموع أهاليها على فراق أحبتهم، وهجر مساكنهم، وهدم منازلهم، وموطنهم، وضياع أحلامهم، وبحثهم عن الشفقة الدولية، وعن حق اللجوء إلى أرض -من المفروض أنها أرض الله- ينتظرون صدور قرار اللجوء المشروع أم حظره. فالحرب نارٌ وهم وقودها وحطبها. يأتي قوم يتغنون بهذه الكوارث الإنسانية، والطبيعية، والاقتصادية، والسياسية. يسمونها "ثورات".. ثوراتٌ عن الحكام، عن القيود من أجل الحريات. وهي سلمية كما يزعمون. تأخذ هذه الثورات مساراً مغايراً ومنحىً آخر، لتصبح ثوراتٍ ضد الحب، ضد الفرح، ضد الابتسامة، ضد الأهل، ضد الأحبة، ضد جلسات السمر.نتائجها دماءٍ سائلة، ومساكن مهدمة، وأسر مشتتة ومفرقة، ووطن بلا مواطنٍ. تدوم طويلاً وطويلاً وإلى أجل غير مسمى. حتى تنسى الشعوب معنى وطعم الحياة، ويعتادون حياة الذل والعذاب، والشتات والضياع. لنعود إلى إشكالية الموضوع: "الوطن للمواطن أم المواطن للوطن؟!". أَخُلِقَ الوطن من أجل المواطن؟ أم خلق المواطن من أجل الوطن؟ إذا كانت الفرضية القائلة بأن المواطن خلق من أجل الوطن صائبة وصحيحة، أذا لماذا خلق الله الأرض وخيراتها.. مواردها الطبيعية.. غطاءها النباتي؟ أليس دور الإنسان الاستفادة منها والحفاظ عليها من أجل ضمان بقائه واستمراره بدل أن يكون عبداً لها؟!