افتتحت مساء اليوم الأربعاء فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان النكور للمسرح التي تنظمها جمعية ثفسوين للمسرح الأمازيغي بالحسيمة تحت شعار “الحسيمة عاصمة الثقافات المتوسطية”. وتقام هذه التظاهرة إلى غاية 29 شتنبر الجاري بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية ووزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة)، والمجلس الإقليمي للحسيمة و وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال وبدعم من مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة وبلدية الحسيمة والمسرح الوطني محمد الخامس والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والمجلس الجماعي للحسيمة. وتميز حفل افتتاح هذا الحدث الثقافي، الذي حضرته شخصيات من عالم الثقافة والفن والمسرح والمدير الجهوي لوزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة) بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، ورئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالجهة، وفعاليات من المجتمع المدني بالحسيمة، بتكريم السيدة أمينة بوعياش ابنة منطقة الريف ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان اعترافا بالخدمات التي أسدتها في مجال حقوق الإنسان بالمملكة، و الفنان الأمازيغي محمد شهير، أحد رواد المسرح الأمازيغي بمنطقة الأطلس. وقال أحمد السمار ، رئيس جمعية ثفسوين للمسرح الأمازيغي بالحسيمة، في كلمة بالمناسبة، إن مهرجان النكور الذي يطفئ هذه السنة شمعته التاسعة يسعى إلى ترسيح ثقافة مسرحية جادة، والاحتفاء بالتنوع والتعدد الثقافي الذي يتميز به المغرب. وسجل أن المهرجان يخطو سنة بعد أخرى خطوات ثابتة ويواصل تميزه وتألقه على جميع الأصعدة، يتوخى أيضا صناعة الفرجة بمختلف فضاءات مدينة الحسيمة وتقريب الساكنة من مختلف الإبداعات والخيارات الجمالية. من جهته، أبرز المدير الجهوي لوزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة) بجهة طنجة – تطوانالحسيمة، كمال بن الليمون، أن التجارب الثقافية التي راكمتها مدينة الحسيمة خلال السنوات الماضية تؤهلها لتصبح عاصمة للثقافات المتوسطية، مسجلا أن المدينة أضحت تفرض نفسها على المستويين الجهوي والوطني في ميادين المسرح والموسيقي ومختلف التعابير الفنية. واستعرض في السياق ذاته عدد من المشاريع الفنية والثقافية الجاري إنجازها بإقليم الحسيمة، في إطار برنامج “الحسيمة منارة المتوسط”، من بينها على الخصوص المسرح الكبير للحسيمة، والمعهد الموسيقي للحسيمة، إضافة إلى مركز ثقافي بمدينة إمزورن، مبرزا أن هذه المشاريع الهامة ستساهم في تعزيز البنية الثقافية بالإقليم. واعتبر أن مهرجان النكور، من خلال العروض المسرحية والفقرات والمعارض الفنية التي يتضمنها، وقيمة الفنانين والفنانات المشاركين فيه، يشكل حلقة هامة في تعزيز التنمية الثقافية بالمنطقة والتعريف بالحسيمة كوجهة سياحية وثقافية متميزة. وتضمن برنامج حفل الافتتاح تقديم فقرات موسيقية أبدعتها مجموعة فانفار زرياب من تطوان قدمت خلال باقة من أبرز المقطوعات الفنية. كما تم، بالمناسبة، تقديم أعضاء لجنة تحكيم الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية (صنف المسرح) التي يمنحها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، التي تضم كلا من الكاتب المسرحي الحسين الشعبي، والباحثين بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عبد السلام بومصر ومصطفى الصغير، إضافة إلى رائد المسرح الأمازيغي فؤاد أزروال. وتميز حفل الافتتاح أيضا بعرض مسرحية “دون قيشوح” لفرقة ثفسوين للمسرح الأمازيغي، وهي من إخراج الفنانة لطيفة أحرار وتأليف سعيد أبرنوص. وتحكي هذه المسرحية، التي عرضت خارج المسابقة الرسمية للمهرجان، قصة السيد قيشوح “المعتد بنفسه وجاهه ومنصبه الذي يجد نفسه مهددا بالإعفاء ويحاول مساعدوه مجاراته في هواجسه عبر اختلاق وضعيات وشخصيات متعددة تشبع نرجسيته المفرطة”. ومع توالي الأحداث، يكتشف السيد قيشوح كل الأعمال والممارسات التي قام بها في السابق لتحقيق ذاته ورغباته، ويخلص مساعدوه إلى ضرورة تعريضه لصدمة قوية تجعله يعترف بمرضه النفسي. وتتواصل فقرات المهرجان، الذي يعرف مشاركة مجموعة من الفرق المسرحية الأمازيغية الوطنية التي تتنافس على جائزة الثقافة الأمازيغية، صنف المسرح، ويتعلق الأمر بفرقة أكبار للثقافة والفنون من اكادير وفرقة رويشة للثقافة والفنون بالخميسات، وفرقة يوبا للإبداع المسرحي والثقافي بالناظور، بتنظيم ندوة حول موضوع “قراءات في المسرح الأمازيغي” بمشاركة أساتذة باحثين من مناطق مختلفة من المغرب. وإلى جانب المسابقة الرسمية للمهرجان، يتضمن برنامج هذا الحدث الثقافي عرض عدد من الأعمال المسرحية كمسرحية “دون قيشوح” لفرقة ثفسوين للمسرح الأمازيغي، وعملين مسرحيين لفرقة ستيلكوم من مدينة الرباط يجمعان عددا من وجوه الشاشة المغربية، أحدهما موجه للأطفال. كما تنظم ضمن فعاليات المهرجان ورشات تكوينية في السينوغرافيا والكتابة المسرحية، إلى جانب ماستر كلاس للدكتور احمد مسعاية حول موضوع “السياسات الثقافية بالمغرب”، فضلا عن معارض فنية ومعرض للسينوغرافيات المسرحية من إعداد وانجاز عدد من السينوغرافيين الوطنيين .