عرفت الانتخابات الجزئية 20 شتنبر 2018 بعمالة المضيقالفنيدق ، حركية كبيرة على مستوى التحالفات بين حزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاتحاد الدستوري وحزب التقدم والاشتراكية وكذا حزب التجمع الوطني للأحرار لدعم هذا الأخير وفوز أحمد المرابط السوسي بالمقعد البرلماني ، مع العلم أن الإنتخابات الجزئية تعاد بسبب تقديم طعن من طرف حزب البام في شخص احمد التهامي الذي يعتبر الخبير في قضايا الطعن ، واستطاع بحنكته إسقاط المقعد ، الغريب هو ان التهامي نفسه دعم أحمد المرابط السوسي بعد إسقاطه، يقال اذا عرف السبب بطل العجب ، قبل الحملة تم نشر إشاعة كون محمد العربي المرابط واحمد التهامي في صراع كبير حول من الأحق بالترشح وبالتالي وفي اجتماع مع الأمين العام لحزب البام جلس مع الاثنين وبعد خلاف كبير أصدر قراره بعدم تقديم اي مرشح ، وهي كذبة صدقها بعض الحلفاء والمنافسين ، لأن بنشماس رسم خطة محكمة لنشر الإشاعة وتحويلها من كذبة لواقع آمن به الجميع ، إلا أن الحقيقة أكبر من كل هذا وذاك ، لأن الأمر يتعلق بصفقة تم ابرامها على أعلى مستوى ، هذه الصفقة التي سيستفيد منها الجميع حكيم بنشماس واحمد التهامي ومحمد العربي المرابط وكذلك احمد السوسي . من جهة أخرى تقول تفاصيل الصفقة ، اولا محمد العربي المرابط سيتم بيعه لحزب الاحرار كلاعب وسط من العيار الثقيل وبدعمه للأحرار في الإنتخابات الجزئية سيفتح له الباب على مصراعيه بالحزب الذي سينتقل له بكل ما يملك من تابعين وأجهزة، ثانيا احمد التهامي بالرغم من طعنه في مصداقية الإنتخابات السابقة ها هو اليوم يدعم نفس المرشح الذي اسقطه بنفسه ، اذا لماذا سيدعمه ؟ الجواب هو ان التهامي سيقوم بتقديم نفسه كمرشح بالانتخابات الوطنية لرؤساء الجامعات والتي سيتم إجرائها فقط بعد شهر من الإنتخابات الجزئية المجرات في 20 شتنبر 2018 ، هذه الإنتخابات التي سيشارك فيها الاستاد التهامي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ، قطاع التعليم العالي والبحث العلمي ، وسيتم إجراء انتخابات وطنية شهر نوفمبر 2018 لرئاسة أربع جامعات بالمغرب ويتعلق الأمر بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان وجامعة مولاي اسماعيل بمكناس وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ثم جامعة الحسن الأول بسطات ، وبما أن الاستاد احمد التهامي لا يريد تشويشا يقلل من حضوضه بالضفر برئاسة جامعة من الجامعات ولأن الإنتخابات بعمالة المضيقالفنيدق اذا ما شارك فيها سيتم نشر كل عيوبه وزلاته واخفاقاته فإنه فضل عدم الترشح في الإنتخابات الجزئية ومن جهة أخرى وبدعمه للأحرار سيضمن دعمهم له في انتخابات رئاسة الجامعة ، السؤال الأخر لماذا سيجتمع حكيم بنشماس بالتهامي والعربي المرابط ؟ الجواب يقول حكيم بنشماس ثالث مستفيد من الصفقة بعد دعم التهامي والعربي المرابط للأحرار ولأحمد السوسي ، سيضمن بنشماس دعم حزب الاحرار له في انتخابات تجديد هياكل مكتب مجلس المستشارين من رئاسة ونواب الرئيس وامينين ومحاسبين ، ورؤساء اللجنة الستة الدائمة ، والتي يتم تجديدها في كل نصف ولاية بمجلس المستشارين الذي تمتد ولايته لست سنوات ، فبعد إجراء الموعد الدستوري المعتمد والمتمثل في افتتاح البرلمان من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس في الجمعة الثانية من شهر أكتوبر المقبل الذي يوافق 12 أكتوبر 2018 ، بعده مباشرة سيتم انتخاب مكتب مجلس المستشارين ، هذا الانتخاب الذي سيتقدم فيه حكيم بنشماس مرة أخرى كرئيس ، وبنجاح الصفقة التي عقدها مع الاحرار بعمالة المضيقالفنيدق سيضمن دعمهم له للفوز برئاسة مكتب مجلس المستشارين ، وبفوز مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار السيد أحمد المرابط السوسي بالمقعد البرلماني في الإنتخابات الجزئية بعمالة المضيقالفنيدق تكون الصفقة ناجحة ، وكذبة الخلاف والصراع بين قيادت البام بنفس العمالة إشاعة لكسب المزيد من الأصوات ، وتبقى السياسة في المغرب بمفهومها السلبي فن إتقان الكذب وأطراف الصفقة اتقنوا هذا الفن والنتيجة الكل يدافع عن مصلحته الشخصية بقناع مصالح الشعب والدفاع عن المواطنين المغاربة .