قامت المصالح الأمنية بحملة تمشيطية مباغتة على فضاءات النادي الملكي للفروسية بمدينة طنجة وعمقت تحرياتها للتثبت من مخالفات أبطالها "ولاد الفشوش" الذين يقتحمون النادي بالقوة ويدخلون سياراتهم الفارهة إلى داخل النادي ويركنونها بمحاذاة إسطبلات الخيول ويخرقون النظام الداخلي للنادي المبينة أبرز نقطه في بطاقات إعلانية واضحة موضوعة في مدخل النادي. وكشفت مصادر مطلعة ل"المساء" أن العناصر الأمنية عثرت داخل النادي على بيت شيد خار بناه أحد "ولاد الفشوش" بدون ترخيص يجتمع فيه ليلا بمعية رفقائه للتدخين وممارسة سلوكات مشبوهة. ذات المصادر أكدت أن السلطة المحلية قدمت سابقا بكل آلاتها ومعداتها بغرض هدم البيت المبني عشوائيا وفوق ملكية النادي، لكن عملية الهدم لم تتم بعد تدخل وازن لأقارب الشبان، وهم للإشارة وجوه انتخابية معروفة سبق لها تدبير الشأن العام بالمدينة ولا زالوا يتمتعون بنفوذ وشبكة علاقات متينة مع أصحاب القرار المحلي. وعبر عدد من أعضاء النادي الملكي للفروسية ل"المساء" عن ارتياحهم لهذه الحملة الأمنية التي زرعت الأمان والطمأنينة في نفوس زوار النادي ومنخرطيه، وأعادت الثقة إلى الرأي العام المحلي الذي تابع باهتمام اعتداءات "ولاد الفشوش" على الفضاء العام وحقوق الغير. وتمنى زوار النادي أن تدوم هذه الحملات الأمنية وتتكرر بشكل منتظم حتى تضع حدا لسلوكات مشينة تعود لعهود غابرة، ولا تليق أبدا بالقرن الواحد والعشرين وبمغرب الحق والقانون. وكانت مصادر حقوقية قد اعتبرت في تصريحاتهم ل"المساء" أن تحرشات "ولاد الفشوش" وعربدتهم بالنادي تهدف إلى خلق فوضى دائمة بالنادي بغية دفع زواره إلى الانسحاب منه ليصير النادي مهجورا وتسهل عليهم الاستحواذ عليه بطريقة أو بأخرى. ويعد الفضاء الأخضر الذي يشغله النادي الملكي للفروسية بطنجة متنفسا طبيعيا بالغ الأهمية لساكنة المدينة، دافعت عنه بقوة عدة فعاليات جمعوية وحقوقية في مواجهة أطماع حقيقية لأباطرة الإسمنت الذين يخططون بكل الطرق للانقضاض عليه وتحويله إلى مشاريع عقارية ذات مردودية عالية جدا بحكم تواجد النادي في منطقة راقية وسط المدينة. وما يخفى عن الكثيرين هو أن النادي الملكي للفروسية بطنجة لا يشبه باقي أندية الفروسية الأخرى التي تكون فرصة الانخراط فيها أو حتى ولوجها واستعمال مرافقها وامتطاء خيولها، محصورة على أبناء الطبقة البورجوازية والعائلات الميسورة، حيث أن نادي طنجة مفتوح في كل أيام الأسبوع في وجه عامة الشعب، ترتاده العائلات للترويح عن النفس والاستجمام بين أحضان الطبيعة، كما أن مسيري النادي يسمحون للأطفال غير المنخرطين بركوب الخيل واصطحابهم في جولة مقابل مبلغ رمزي في متناول الجميع.. وهذا ما أهل النادي ليطلق عليه أهل طنجة لقب "نادي الشعب".