تتعرض مسؤولة شؤون التعليم بالسفارة الإسبانية بالرباط، والوزيرة الإسبانية السابقة والقيادية في الحزب العمالي الاشتراكي، "ماريا أنطونيا تروخيو" لحملة شعواء يتزعمها حزب اليمين المتطرف VOX بسبب موقفها من قضية الصحراء المغربية ودفاعها الدائم عن ضرورة اقامة علاقات أخوة صادقة بين بلدها والمغرب. وكان ممثلي 5 نقابات للتعليم تمثل قطاعا من الأطر العاملة في المؤسسات التعليمية الإسبانية بالمغرب، قد وقعوا رسالة وجهوها للمسؤولين عن التعليم الاسبان يطالبون من خلالها بإقالتها من منصبها الحالي كمسؤولة عن شؤون التعليم بالسفارة الإسبانية بالرباط مدّعين "تدهور جودة" تلك المؤسسات و"عدم التعاطف" مع الموظفين. وجاء في الرسالة التي أرسلت إلى المدير العام للتخطيط التربوي والإدارة بوزارة التربية والتعليم الإسبانية بمدريد، المطالبة بإقالة الأكاديمية والسياسية الإسبانية التي تشغل منصبها الحالي منذ أربع سنوات، حيث يقول الموقعون إن "تروخيو" تتحمل مسؤولية "التدهور التدريجي" للخدمات التعليمية في المراكز الإسبانية بالمغرب، إلى جانب "عدم وجود تواصل أو حوار" مع مديري تلك المراكز وعدم التجاوب مع المقترحات التي تتوصل بها، إلى جانب "الافتقال للتعاطف مع الأطر التعليمية التي تعاني ظروف عمل قاسية" نتيجة الإجازات المرضية المتكرر للأساتذة خلال جائكة كورونا. لكن أساتذة آخرين في قطاع التعليم الاسباني بالمغرب يؤكدون أن الأمر لا يتعلق بغضب من طرف مديري وأساتذة المراكز الإسبانية بالمغرب، ولكن الرسالة مجرد حلقة من صراع طويل له دوافع سياسية بين تروخيو، الوزيرة السابقة في حكومة "خوسي لويس رودريغيز ثباتيرو"، وبين أشخاص لا يرتاحون لقربها الكبير من المغرب ودفاعها عن خطابه الرسمي في العديد من القضايا، الشيء الذي يثير حنق قادة حزب "بوديموس"، ويحركهم ضدها بدعم من أشخاص آخرين ينتمون للحزب الشعبي. وتعتبر وزيرة للإسكان الاسبانية ما بين 2004 و2007، إحدى أبرز وجوه الحزب الاشتراكي التي تعمل على التقارب بين الرباط ومدريد، بل إنها سبق أن صرحت بدعمها لمغربية الصحراء، وفي مارس من سنة 2020 أشادت بقرار الملك محمد السادس بإحداث صندوق خاص لتدبير ومواجهة جائحة كورونا، ثم تبرعت له براتبها الشهري البالغة قيمته 10 آلاف يورو.