إجراءات أمنية استثنائية تلك التي تعيشها مدينة تطوان ومدن الساحل هذه الأيام خاصة مع اقتراب احتفالات عيد العرش بمناشبة الذكرى التاسعة عشر لجلوس الملك محمد السادس على عرش المغرب، والتي ستعرف هذه السنة أيضا إقامة مراسيم حفل الولاء برحاب المشور السعيد بالقصر الملكي بتطوان. واستنفرت ولاية امن تطوان مختلف مصالحها ومفوضياتها ودوائرها الامنية استعدادا لحدث حفل الولاء الذي يعرف حضور عدد هام من الشخصيات والوفود الأجنبية، إذ يشرف والي امن تطوان “محمد لوليدي” ويسهر على التنسيق بين مختلف المصالح الأمنية من أجل تأمين تنقلات الملك والسهر بشكل شخصي على مراقبة عمل رجاله المنتشرين في كل الطرقات والشوراع التي يسلكها الملك سواء في خرجاته الرسمية أو الروتينية التي يقوم بها بشكل يومي في المنطقة. وتقوم مختلف الفرق الأمنية للشرطة القضائية بتمشيط الأحياء ومختلف الشوارع لمنع حدوث أي انفلات أمني والتصدي لبعض مظاهر الجريمة التي تراجعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، حتى أن أغلب عصابات الاتجار في المخدرات أجبرت على مغادرة المدينة بعد الحملات المنظمة التي استهدفتها من طرف مصالح ولاية أمن تطوان عبر مختلف النقاط السوداء. وكانت العديد من تقارير السفارات الأجنبية المعتمدة بالمغرب قد صنفت تطوان كمدينة آمنة وذلك بفضل السياسة الأمنية التي انتهجها “محمد لوليدي” ورؤساء الأقسام الذين يساعدونه في حماية الأمن بعمالتي تطوانوالمضيقالفنيدق حيث حسب آخر إحصائيات ولاية الأمن في الذكرى 62 لتأسيس المديرية العامة فقد وصل معدل الزجر أي حل الجرائم إلى نسبة 90 %، وهو مؤشر إيجابي ومطمئن ويجعل من تطوان مدينة آمنة، إذ تبقى الجريمة بها في مستوياتها العادية، ولا ترقى للجريمة المنظمة والخطيرة. وليس اعتباطا ان تتصدر مدينة تطوان، وفق تقارير سفارات مجموعة من الدول الاوروبية وفي مقدمتها السفارة الفرنسية، المدن المغربية الأكثر أمنا لسياحها والتي ينصح بزيارتها، إذ لا يمكن فصل التزايد الكبير سنة بعد أخرى لعدد السياح الذين يتوافدون على منطقة تطوان وسواحلها، خاصة خلال السنوات الأربع الاخيرة، عن النجاح الذي تم تحقيقه على المستوى الأمني. ولم تكن الثقة التي تضعها المديرية العامة للأمن الوطني في شخص “محمد لوليدي” على رأس الجهاز الأمني بتطوان والذي يمتد لمدن عمالة المضيقالفنيدق وشفشاون ووزان والقصر الكبير، إلا دليل على كفاءة الرجل في تولي مسؤولية جسيمة تتعلق بأمن المواطن خاصة بمدينة تطوان التي تعد العاصمة الصيفية للملك محمد السادس.