يختلف الصيف بمناطق تطوان عن غيره من القبلات السياحية بباقي مناطق المغرب، ففي كل سنة تستقبل سواحل تطوان آلاف السياح المغاربة والاجانب الذين يفضلون قضاء عطلتهم السنوية في شواطئها، فوحدها مرتيل المجاورة لتطوانالمدينة استقبلت خلال الصيف الماضي حوالي مليون زائر، الشيء الذي يحول عمل رجال الأمن بالمنطقة إلى ما يشبه المهام المستحيلة لتأمين المواطنين والحفاظ على سلامتهم إضافة إلى الحفاظ على مرونة حركة السير والجولان. ومع كل صيف تتحول ولاية أمن تطوان ومفوضيات مرتيلوالمضيقوالفنيدق إلى خلايا نحل، حيث تتضاعف المهام والاكرهات الملقاة على عاتق رجال ونساء الامن الذين يتحولون إلى مايشبه رجال ونساء المهمات المستحيلة، التي تنْظمها فيما يشبه السمفونية توجيهات والي أمن حفر اسمه عميقا بين سكان وزوار منطقة تطوان حتى أضحى اسم "الوليدي" مرادفا للأمن ومرعبا للمجرمين. أمن المواطنين الاستحقاق الاهم حسب مركز المعلومات والإرشاد السياحي بمرتيل فإن أكثر ما يشجع السياح على ارتياد مناطق الساحل التطواني بعمالتي تطوانوالمضيقالفنيدق، هو التواجد الأمني في كل الشوارع والأماكن العمومية الشيئ الذي يخلف ارتياحا في نفوسهم، هذا الانتشار المضبوط لعناصر ودوريات الامن في مختلف الاماكن الحساسة والتي تعرف اكتظاظا ورواجا تجاريا وسياحيا، عرف تطورا ملحوظا خلال السنوات الأربعة الاخيرة حيث أصبحت التدخلات تتم في زمن قياسي وبشكل احترافي. يتذكر سكان مرتيلوالمضيق كيف كانت مجموعات من الشباب، القادمين من الاحياء الهامشية وبعض المدن التي تعرف مستويات مرتفعة من الجريمة، يزرعون الرعب وسط الناس بخلقهم لحالات من الهلع الجماعي من أجل السرقة (نموذج ما كان يحدث بكورنيش مرتيل حيث يتم رمي قنينات زجاجية وإفتعال شجار مسلح ليقوموا بعد ذلك بالسطو على كل ما يخلفه الزبائن الهاربين من هواتف محمولة وحقائب يدوية)، هذا إضافة إلى اعتراض سبيل المارة بشكل كبير وفي مختلف الشوارع، لكن هذه المظاهر الاجرامية عرفت تراجعا شبه كلي خلال الأعوام الاخيرة حيث أصبحت مظاهر الاجرام مقتصرة على حالات معزولة غير مرتبطة بالجريمة المنظمة. عموما وحسب العديد من زوار المنطقة وسكانها فإن الأمن بشكل عام نجح في بعث الطمأنينة بين المواطنين ونجح في التصدي لمختلف مظاهر الاجرام التي تحدث بين الفينة والاخرى، وجعل زوار وسكان المنطقة يحسون بدرجة أولى أنهم محروسون وعين الأمن تحميهم. السير والجولان.. المهمة المستحيلة رغم التحول الكبير الذي عرفته منطقة تطوان على مستوى شق الطرق الفرعية والمنافذ للتخفيف من الاختناق المروري الذي تعرفه خلال فصل الصيف بفعل توافذ آلاف السيارات نحو مدن المنطقة (تطوان، مرتيل، الفنيدق، المضيق)، إلا أنها تبقى غير كافية لتيسير التنقل بسهولة، الشيء الذي يجعل فرق السير والجولان التابعة لولاية امن تطوان والمفوضيات المرتبطة بها أمام تحد حقيقي لتحرير الطرقات من الاختناقات المرورية التي تعرفها العديد من النقط خاصة بالمدار الدائري لتطوان أو وسط مدينة مرتيلوالمضيق. عناصر من فرقة السير والجولان بمفوضية مرتيل أغلب زوار المنطقة لمسوا التغيير الكبير في تيسير حركة مرور السيارات حيث أصبحت شرطة المرور أكثر احترافية في تنظيم الولوج والخروج من المدن كما يمكن ملاحظة المهنية العالية لأغلب عناصر شرطة المرور في حل الاختناقات وجعل الحركة أكثر مرونة حتى في أكثر النقط اكتظاظا بالسيارات. الزيارة الملكية.. النجاح المتواصل كل سنة يفضل العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس التنقل نحو إقامته في المضيق لقضاء فصل الصيف بمنطقة تطوان، هذا التواجد الملكي وما يوازيه من تواجد للأسرة الملكية والوفود المرافقة لجلالته تجعل مهام رجال ونساء الامن بالمنطقة تتضاعف بشكل ملحوظ. ورغم تواجد المئات من العناصر الامنية التي تصاحب جلالة الملك أثناء تواجده بتطوان، إلا أن العبأ الأساسي يبقى ملقا على عاتق رجال ونساء الامن بولاية تطوان وعلى رأسهم الوالي "محمد الوليدي" ورؤساء الأقسام الذين يساعدونه في حماية الأمن بولاية تطوان، حيث نجح حسب نشطاء المجتمع المدني ومن خلال الملاحظات التي يرصدها الناس، في تأمين تنقلات الملك والسهر بشكل شخصي على مراقبة عمل رجاله المنتشرين في كل الطرقات والشوراع التي يسلكها الملك سواء في خرجاته الرسمية أو الروتينية التي يقوم بها بشكل يومي في المنطقة. محمد الوليدي والي أمن تطوان الأمن مصطلح عام لا يمكن اختزاله في انتشار رجال ونساء الامن في الشوارع فقط، بل هو استراتيجية أكبر أهم أهدافها هو بعث احساس عام بين المواطنين أنهم مُأمٌنون في ذواتهم وأملاكهم، وإحساس ردعي آخر يتم توجيهه إلى كل ذوي النوايا السيئة من المجرمين أن عيون الأمن ترصدهم، وفي منطقة تطوان نجح "محمد الوليدي" ورجاله على رأس مفوضيات مرتيل التي يرأسها أحد أكفأ عمداء الامن "رضوان الكوش" إضافة الى المضيقوالفنيدق في إدارة دفة هذه الاستراتيجية بشكل ناجح جدا جعل الجريمة تسجل أدنى معدلات لها. وأخيرا لا يمكن فصل التزايد الكبير سنة بعد أخرى لعدد السياح الذين يتوافدون على منطقة تطوان وسواحلها، خاصة خلال السنوات الأربع الاخيرة، عن النجاح الذي تم تحقيقه على المستوى الامني، في زمن أصبح الامن هو الملاذ الاول لكل من يبحث عن السياحة والاستجمام.