تحولت مدينة المضيق من مجرد «قرية للصيادين» كما كانت تعرف سابقا، إلى أكبر منتجع سياحي بشريط «تمودة بي» الساحلي، الممتد إلى غاية مدينة الفنيدق على مشارف مدينة سبتة.ووفق مصادر رسمية فإن مدينة المضيق حطمت هذه السنة الأرقام القياسية السابقة بخصوص عدد السياح المغاربة والمصطافين الذين اختاروا هذه المدينة الهادئة لقضاء عطلتهم الصيفية. فقد بلغ عدد الوافدين 600 ألف سائح على امتداد ساحل «تمودة بي» الذي يبلغ طوله حوالي 20 كيلومترا. تقع مدينة المضيق على بعد حوالي 15 كيلومترا شمالا، شرق مدينة تطوان، حيث تجاور ساحل البحر الأبيض المتوسط المعروف بمياهه الدافئة والتي تغري السياح بممارسة جميع هواياتهم الرياضية البحرية. « في الواقع، إن تأهيل المدينة وفق آخر تصاميم المدن السياحية الأوربية، كما أن اختيارها من طرف الملك للإقامة بها صيفا أضفيا عليها حلة جديدة لم نعهدها في السابق»، يقول يوسف، وهو أحد السياح الوافدين من مدينة فاس، مضيفا أن «الكورنيش الساحلي الممتد من ضريح «سبعة رجال» والكنيسة الكاثوليكية إلى غاية أحد الفنادق بوأها صدارة المنتجعات السياحية الوطنية والدولية بامتياز». وحظيت مدينة المضيق أو «الرينكون»، وهو الاسم الذي يطلقه عليها أبناء المنطقة إحالة على تسميتها إبان فترة الحماية الإسبانية، بمستوى بيئي رفيع، بعد إعادة تأهيل بنيتها التحتية، ما جعلها تفوز سنة 2007 بشهادة «اللواء الأزرق»، الممنوحة من طرف المؤسسة الدولية للتربية على البيئة. ويعتبر عدد من السياح الذين التقتهم «المساء» أن المضيق وشريط «تودا بي» السياحي تحولا في الفترة الأخيرة إلى وجهة مفضلة لأغلب المغاربة، بل وحتى سياح من جنوبإسبانيا، نظرا لما تتوفر عليه المنطقة من مقومات السياحة الدولية، مع تصاميم غربية بعضها أنجزها خبراء إسبان، والبعض الآخر من المغرب، كمدخل المدينة، والتشجير، ولافتات التشوير الإلكترونية، وأخرى تعلمك بعدد الأماكن الفارغة لوقوف السيارات بالمواقف الكبرى الثلاثة التي توفر عليها الشريك السياحي، كما أنها المدينة الأولى التي عملت على تنظيم حركة مرور الراجلين من المعابر الخاصة بهم، تفاديا لوقوع حوادث سير، وتجنبا للعشوائية في المرور، مثلما عملت على تشييد قنطرتين صغيرتين لعبور السياح وعائلاتهم الطريق الرئيسية تخفيفا للاكتظاظ. شواطئ مفضلة من طرف المصطافين يتوفر شريط «تمودا بي» السياحي على أكثر من شاطئ تتوزع على جنباته العديد من الفنادق والإقامات السياحية الكبرى، فيما تقابلها على الجانب الآخر من الطريق الرئيسية إقامات سكنية ضخمة على غرار المنتجعات السياحية بجنوبإسبانيا. ويفضل عدد من الأسر الاصطياف بشاطئ المضيق، فيما يتجه آخرون إلى شاطئ «ريستينكا سمير» أو قبيلة، أو «بلايا اليهودي»، وهو شاطئ تقصده العائلات بكثرة، ثم شاطئ الأحجار الثلاثة إلى غيرها من السواحل التي تتميز بالاهتمام بها خلال فصل الصيف، بهدف جلب السياح وتوفير الضروريات الخاصة لهم من أماكن وقوف الحافلات التي شيدت بطريقة عصرية، مع مداخل خاصة للمصطافين، تخترق الإقامات السياحية. «الشاطئ والبحر هو ملك لجميع المغاربة ولا ينبغي أن يبقى حكرا على أصحاب الفنادق أو الإقامات السياحية الكبرى، عكس ما كان يتم العمل به في تسعينيات القرن الماضي»، تقول دكتورة من مدينة سلا. موانئ ترفيهية لممارسة مختلف الرياضات البحرية إن كلا من «مدينة المضيق أو ساحل «تمودا بي» أصبحا يجمعان بين سياحة النخبة التي تقصد المنتجعات السياحية الفخمة والفنادق الفاخرة، وبين سياحة شعبية في متناول جميع الفئات والشرائح الاجتماعية. ففي الوقت الذي يمارس فيه أصحاب الفئة الأولي هواياتهم الرياضية المائية بالموانئ الترفيهية التسي تزخر بها المنطقة، فإن آخرين يستمتعون بدورهم أيضا بالبحر وشاطئه، متناولين في بعض الأحيان عشاءهم بميناء المضيق الذي أصبح من عادات زائري المنطقة، وهو الميناء البحري الذي يعيش منه العديد من أبناء المضيق عبر مهنة صيد السمك. وانطلقت، في السنة الماضية، عملية بناء ميناء ترفيهي آخر يجاور الميناء البحري، فيما جرى كذلك توسيع ميناء مارينا بهدف تحسين الخدمات المقدمة لليخوت والقوارب السياحية الشراعية منها والعادية. اعتبارا لذلك، أصبح الشاطئ الوجهة المفضلة لهواة الرياضات البحرية، وتنظيم مسابقات دولية في سباق الزوارق الشراعية والدراجات المائية. وتفتقر مدينة المضيق لمواقع تاريخية، باستثناء الكنيسة الكاثوليكية، لكنها رغم ذلك تتوفر على مؤهلات طبيعية متعددة كمرجة أسمير أو الجبال المتاخمة للشاطئ، في الوقت الذي يمارس فيها أصحاب الرياضات الأخرى رياضة المشي أو الجري بممر خاص بذلك على طول ساحل «تمودا بي» محاط بالأعشاب وأشجار النخيل. تأهيل وتجديد في ال 8 من شهر غشت من سنة 2006 كان قد اطلع الملك محمد السادس ببلدية المضيق على مشاريع تهم التأهيل السياحي والاقتصادي والاجتماعي للمجالين الترابي والساحلي بكل من المضيق والفنيدق، بلغت حينها كلفتها 5 ,268 مليون درهم. حيث قدمت للملك شروحات حول تصميم ساحل المضيق الفنيدق الذي يمتد على مساحة 8 آلاف هكتار ويهم مجموعة من المشاريع السياحية والفضاءات المنفتحة على البحر. كما حدد التصميم مناطق الترفيه المزمع إحداثها على طول16 كلم من هذا الشريط الساحلي. وهدف التصميم حينها إلى خلق مجال ترابي متعدد التوجهات الاقتصادية خصوصا في قطاعات السياحة والتجارة والخدمات، وتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة لساحل المضيق الفنيدق وتحويل المنطقة إلى وجهة سياحية دولية على امتداد فصول السنة. بعد ثلاث سنوات من ذلك، سيتم تطبيق كل ذلك على أرض الواقع، حيث يمكن ذلك التصميم من توظيف المؤهلات التي تزخر بها المنطقة لجلب الاستثمارات مع المحافظة على البيئة. كما يمكن من الرفع من الطاقة الاستيعابية الفندقية بالمنطقة وتنويع الأنشطة الترفيهية بها وجعلها قاعدة خلفية أساسية لميناء طنجة المتوسط.