أضحت مدينة مرتيل، مؤخرا، قبلة للمصطافين والسائحين من مختلف الشرائح المغربية نظرا للتأهيل وكذلك الهيكلة الجديدة التي عرفها الممر الشاطئي المعروف ب«الكورنيش». «بعد قرار إلحاق مدينة مرتيل بعمالة المضيق- الفنيدق في أوائل شهر مارس الماضي، قررت هذه الأخيرة الشروع في إعادة هيكلة البنيات التحتية وتأهيل كورنيش المدينة في ظرف زمني حدد في ثلاثة أشهر»، يقول مسؤول بالعمالة. فقد دخلت المدينة على خط المشاريع الخاصة بتأهيل المدن السياحية، وبالتالي, فإنه من المتوقع, حسب الأرقام الرسمية, استضافة أكثر من 500 مليون سائح. وتقول سناء، وهي مهندسة من الرباط انتقلت رفقة عائلتها الصغيرة إلى مرتيل لقضاء عطلة الصيف، إنها لم تكن تتوقع هذا التأهيل الذي شمل الممر الساحلي الذي « أبهرها»، على حد قولها، رغم أن وسط المدينة مازال على حالته السابقة. «سنشرع في تأهيل كامل المدينة بعد مرور فصل الصيف»، يقول ل«المساء» مسؤول رفيع المستوى من عمالة المضيق– الفنيدق. فقد تمت صباغة كل واجهات المدينة باللون الأبيض بعد مصادقة مجلس الجماعة الحضرية لمرتيل المجتمع خلال دورته العادية لشهر أبريل 2010، حيث صوت بالإجماع على القرار الجماعي رقم 50/2010 المتعلق بفرض صباغة واجهات المنازل والمجموعات السكنية باللون الأبيض وصباغة النوافذ والأبواب باللون الأزرق الفاتح، يقول المتحدث، ما أضفى على المدينة الساحلية جمالية تضاهي المناطق السياحية الأندلسية، بعدما كانت في فترة المجلس السابق بمثابة قرية تم ترييفها وطغى عليها البناء العشوائي الذي أعادها سنوات إلى الوراء. «لقد منح اللون الأبيض والأزرق للمدينة الشاطئية جمالية ورونقا خاصين أعادا الاعتبار لها كمنطقة سياحية تسمح لكل فئات المجتمع بالاستمتاع بها خلال هذا الفصل، سواء أكانت سياحة داخلية أو خارجية، مثلما زادت من انتعاش السوق الذي بدأ تجار المدينة والساكنة على العموم في الاستفادة منه»، يقول مخاطبنا. تقع مدينة مارتيل أو مرتين (بالإسبانية)، على الساحل الشمالي المتوسطي للمملكة. تنتمي حاليا إلى المضيق الفنيدق، وتؤوي حوالي 50 ألف نسمة حاليا، كما تتميز بشواطئها ورمالها الدافئة، كما أنها مزدهرة بصيد الأسماك. وبعدما شهدت المدينة، مؤخرا، اهتماما كبيرا من طرف الملك محمد السادس الذي رأى ضرورة إحداث إصلاحات نموذجية ساهمت في النهوض سياحيا بالمنطقة، وإعادة الاعتبار إليها. وهو ما تم تطبيقه على أرض الواقع, حيث تتم الاستفادة من الإمكانيات الهائلة المحدثة مؤخرا بخصوص البنيات التحتية المغرية لجلب السياح. ويتخوف بعض المواطنين من جودة الأشغال المنجزة بسرعة متناهية وما إذا كانت ستصمد في فصل الشتاء، حيث شمل التأهيل الكورنيش الساحلي البالغ طوله حوالي 2.200 بمواصفات سياحية مهمة، من إنارة جديدة، ومقاعد للجلوس للمتنزهين، ومرافق شاطئية، كما تم لأول مرة إحداث مواقف خاصة بالسيارات خارج الممر الساحلي، بهدف تجنب عرقلة السير عكس ما كان يحدث في السنوات الماضية. «لقد قررنا هذه السنة القدوم للاصطياف في مرتيل بعدما علمنا بخبر تأهيلها، كما أن التشجير الجديد والمساحات الخضراء أدمجا المدينة في مصاف المدن السياحية الكبرى، وحركية أوسع للمصطافين»، تقول سناء. بتأهيل الشاطئ السياحي لمرتيل تم تشييد بعض الملاعب الرياضية، حيث رحب بذلك عدد كبير من الشبان من الذين استطلعت «المساء» آراءهم بخصوص تأهيل المدينة. «في الواقع، لقد أصبحنا نمارس رياضاتنا ومقابلاتنا في ملاعب خاصة بعيدة عن المصطافين وتجتنبا لإلحاق الضرر بهم، كما أن هذه الملاعب المحاطة بسياجات على غرار نظيرتها الأوربية، تمكن اللاعبين من ممارسة رياضاتهم بعيدا عن السيارات والمصطافين»، يقول زكريا وهو سائح قادم من مدينة تازة. من جهتهم، عبر بعض المواطنين عن عجز شركة التدبير المفوض بخصوص جمع الأزبال عن أداء مهمتها بالشكل المطلوب، حيث يعاني عدد من الشوارع من انتشار الأزبال والقمامات، ما يهدد صحتهم وصحة أطفالهم، كما ينتقد آخرون احتلال الملك العمومي وسط المدينة من طرف بعض المقاهي ومحلات الأكلات الخفيفة. «سوف نقضي بمنع هؤلاء خلال المرحلة الثانية من تأهيل المدينة»، يقول مسؤول من بلدية مرتيل، مضيفا أن ذلك يعد من تراكمات المجلس السابق، لكنهم سوف يقضون على الظاهرة التي تعرقل سير المواطنين وسط مرتيل. إن تفضيل السياح المغاربة لقضاء عطلتهم، مؤخرا، بمدينة مرتيل لم يأت من فراغ، فالمدينة تبوأت هذه السنة صدارة المدن السياحية بشمال المغرب، سواء من حيث مستوى إعادة التأهيل أو جودة المرافق المقدمة للمصطافين المغاربة.