تحركت مصالح القنصلية العامة الإسبانية بتطوان بتنسيق مع الجماعة الحضرية لتطوان، من أجل فك الحصار عن المعلمة الثقافية والتاريخية الإسبانية "معهد سرفانتيس" الذي أصبح محاصرا بالباعة الجائلين إلى درجة إقفال باب مكتبته بشكل نهائي. وعلمت شمال بوست أن نائب القنصل العام الاسباني بتطوان "فرنسيسكو رودريغيز ألباريز شانسليير"، عقد مؤخرا لقاءا مع نائب رئيس جماعة تطوان المكلف بالممتلكات "عبد الواحد اسريحن" اتفقا خلاله الطرفان على التنسيق المشترك وبتدخل من السلطة المحلية، من أجل إيجاد حلي سريع وودي للمشكل الذي أصبح يسيء لسمعة المغرب في حمايته للمؤسسات الثقافية الأجنبية، وذلك بالنظر لما تمثله مؤسسة "سرفانتيس" كقيمة ثقافية لدى السلطات الإسبانية. وأكد مصدر مطلع، أن القنصل العام الإسباني بتطوان، راسل رئيس جماعة تطوان "محمد إدعمار" من أجل وضعه في الصورة التي أصبحت عليها المؤسسة الثقافية الإسبانية، بعد أن عمد الباعة الجائلون إلى إغلاق الباب المؤدي إلى مكتبة المعهد، وحولوا جزءا من بنايتها إلى دكاكين تعلق عليها الألبسة، في مشهد قاتم جدا. وأضاف المصدر أن المسؤولين الإسبان على قدر كامل من الوعي بضرورة حل المشكل ورفع الحصار عن معهد "سرفانتيس" على المستوى المحلي، وبتدخل من جميع الجهات المعنية، وعدم تعقيد المسألة بإشراك المؤسسات الديبلوماسية على مستوى عاصمتي البلدين في الموضوع. وأكد المصدر ذاته، أن المسؤولين الإسبان يطالبون نظرائهم في السلطات المحلية والجماعية بتطوان، بحماية مؤسستهم الثقافية "سرفانتيس" أسوة بمدرسة "سيدي الصعيدي" المجاورة للمعهد الإسباني. وفي الوقت الذي تحاول فيه إسبانيا الرفع من مستوى تواجدها الثقافي بالمغرب، وتشجيع وتعليم اللغة والثقافة الإسبانية، ومنافسة فرنسا في هذا المجال، تجد نفسها مطالبة أولا بفك الحصار عن مؤسساتها الثقافية التي أصبح الباعة الجائلون بتطوان يحاصرون مداخلها ويشوهون معالمها. معهد سرفانتيس بتطوان قبل محاصرته بالباعة الجائلين واعتبر ناشط ثقافي بتطوان، أن محاصرة الباعة الجائلين لمؤسسة ثقافية أجنبية مثل معهد "سرفانتيس" الشهير، إنما يسيء للمغرب وللسلطات المحلية بتطوان، على اعتبار أن الدول ملزمة بحماية المؤسسات والبعثات الأجنبية ببلادها، وتوفير المناخ اللازم لها للاشتغال، وفق ما تقتضيه الاتفاقيات الدولية الموقعة بين البلدان. مضيفا أن المعاهد الثقافية الإسبانية بشمال المغرب، وعلى رأسها "سرفانتيس" ساهمت بشكل كبير في تكوين أجيال من الطلبة المغاربة وتعليمهم قواعد اللغة الإسبانية، بل ومكنت العديد منهم من الدراسة في الجامعات الإسبانية واستكمال تكوينهم وتحصيلهم العلمي، وأن ما يحدث اليوم من صور تشويه هذه المعلمة يحز في نفوس التطوانيين قبل الإسبان. بوابة معهد سرفانتيس المحاصرة والمغلقة بسبب الباعة الجائلين
بوابة معهد سرفانتيس المحاصرة والمغلقة بسبب الباعة الجائلين