تسود حالة غضب لدى مصالح القنصلية العامة الإسبانية بتطوان وإدارة معهد سرفانتيس جراء تخاذل السلطات المحلية بتطوان وعجزها عن فك الحصار الذي يضربه الباعة الجائلون على مداخل المؤسسة الثقافية الإسبانية في مشهد يسيء لقيمة وسمعة اسم " سرفانتيس " لدى الإسبان. ورغم الوعود التي قطعتها السلطات المحلية بتطوان للتدخل من أجل إيجاد حل للمشكل إلا أنها سرعان ما أثبتت فشلها في التعاطي مع حصار بعض الباعة الجائلين لمعهد سرفانتيس بإغلاق الباب المؤدي لمكتبة المعهد وجعل جدرانها محلات مفتوحة على الهواء الطلق تعلق عليها الألبسة. وأرجعت مصادر مطلعة على الموضوع غضب إدارة معهد سرفانتيس إلى كون الباب الذي أغلقه الباعة الجائلون المؤدي للمكتبة، يستعمل كذلك كمنفذ إغاثة في حالة الطوارئ، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة في حال وقوع حادث خطير داخل أسوار المعهد. وأضاف المصدر أن عجز سلطات تطوان عن التدخل لحل المشكل قد يتسبب في أزمة دبلوماسية بين إسبانيا والمغرب، إذ من المنتظر أن ترفع مصالح القنصلية الإسبانية تقريرا بالموضوع لسفارة بلادها بالمغرب، الأمر الذي قد يسبب إحراجا لوزارتي الخارجية والداخلية المغربية في موضوع كان الجانب الإسباني يرغب في حله بشكل ودي مع سلطات مدينة تطوان. واستغرب متتبعون للموضوع من تعامل سلطات تطوان بمكيالين في موضوع توفير الحماية للمؤسسات والبعثات الأجنبية بالمدينة، إذ في الوقت الذي يتم فيه توفير الحماية الأمنية للمعهد الفرنسي ووضع شرطي ببابه لدعم الحرس الخاص، تقف السطات المحلية موقف المتفرج على الحصار الذي يضربه الباعة الجائلون على معهد سرفانتيس الإسباني، متجاهلة مطالب القنصلية الإسبانية في هذا الموضوع. وكان نائب القنصل العام قد وجه رسالة لنائب جماعة تطوان المكلف بالممتلكات عبد الواحد اسريحن يطالبه فيها بالتوسط لدى السلطة المحلية لإزالة جميع مظاهر محاصرة الباعة الجائلون لمداخل معهد سرفانتيس حيث تم عقد لقاء مع باشا المدينة تعهد خلاله بالتدخل العاجل لوضع حد لمظاهر تشويه المؤسسة الثقافية الإسبانية دون الوفاء بهذه التعهدات.