خاض العشرات من الباعة الجائلين، بعضهم يبيعون هواتف محمولة مستعملة، مؤخرا وقفة احتجاجية، أمام مقر باشوية تطوان، للمطالبة بالمزيد من الدكاكين التي تم توزيعها سابقا ببعض أسواق المدينة على المئات من الفراشة. وندد هؤلاء بالحملات الأخيرة التي تشنها السلطة المحلية رفقة عناصر أمنية ضدهم، كما طالب آخرون بإعادة هواتفهم المستعملة التي تم حجزها منهم. وقال مسؤول عن ولاية تطوان إن الباعة الجائلين أصبحوا يمارسون "الشانطاج" على السلطات، علما منهم بأن ما يقومون به أصبح أمرا لا يطاق من طرف المواطنين، كما أن غض الطرف عنهم سابقا من طرف السلطات هو ما زاد في تحديهم لها، حيث حولوا شوارع تطوان إلى أكبر سوق عشوائي، ابتداء من ساحة المشوار السعيد الفدان، إلى غاية شارع الجزائر وساحة مولاي المهدي، فيما أصبح محيط الكنيسة الكاثوليكية، سوقا آخرا لبيع الهواتف المستعملة مجهولة المصدر، حيث انطلقوا في بداية الأمر بعرض بضاعتهم على موائد صغيرة لينتهي بهم المطاف إلى احتلال الأرصفة والملك العمومي. من جهتهم، عبر مسؤولون عن المعهد الإسباني "سيرفانتيس" عن استيائهم مما يعانيه محيط مؤسستهم من احتلال بشع من طرف الباعة الجائلين بشكل غير مسبوق في تاريخ الحمامة البيضاء، ما عرقل عملية تسجيل الراغبين في الدراسة فيه، بسبب الصراخ والضجيج المحدث من طرفهم. وأضاف مصدرنا أن الحملات الأخيرة التي تشنها السلطات للحد من الباعة الجائلين هي صادرة عن ولاية تطوان، بعد تفاقم الظاهرة بشكل ملفت وخطير، مشيرا إلى أن إخلاء شارع الجزائر جاء في إطار تشييد المرأب الجديد بتطوان، ولتسهيل عملية مرور الشاحنات الكبرى التي تعمل به. وأضحى مشكل الباعة المتجولين يفرض نفسه بقوة في تطوان، فمعظم شوارع وأزقة المدينة تحولت إلى أسواق ومراكز عشوائية خاصة، بل بلغ الأمر ببعضهم إلى عرض كلاب صغيرة للبيع، كما هو الأمر بمحيط "كاسا إسبانيا، إذ لم تعد ساكنة الحمامة البيضاء تستطيع التجو فوق الأرٍصفة بل تضطر إلى السير وسط الطريق العام المخترقة والمحتلة من طرف عربات متحركة وشبه دكاكين عشوائية، مصطفة على معظم جنبات الشوارع. وسبق للعشرات من الباعة الجائلين أن حاصروا رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، محمد إدعمار بشارع محمد الطريس، على بعد أمتار من المشور السعيد، موجهين له تهما خطيرة بالاختلاس والسب والشتم، وهم في حالة شديدة من الغضب. وانضاف إلى هؤلاء العشرات من المواطنين فيما بقي رئيس الجماعة الحضرية المنتمي لحزب العدالة والتنمية، مشدوها من هول الصدمة، عاجزا عن فك حصاره وتطويقه من طرف المحتجين، قبالة المركز الثقافي الإسباني، قبل أن يقدم في ما بعد شكاية في الأمر إلى السلطات الأمنية.