المئات من الباعة الجائلين اكتسحوا الشوارع الرئيسية لمدينة زايو طولا وعرضا، وحولوها إلى أسواق مفتوحة بين عشية وضحاها، بدون ترخيص من السلطات المحلية والمنتخبة. على مستوى شارع احد، القلب النابض لمدينة زايو «يجثم» العشرات من الباعة فوق الأرصفة وفوق الطريق أحيانا، بينما يتعين على الراجلين والسائقين اتخاذ كامل الحيطة والحذر والتقليل من السرعة قدر الإمكان لتفادي مشاكل الازدحام التي تركت الحبل على الغارب، فوجدها الباعة فرصة لا تعوض لاحتلال المزيد من ساحات الشارع بتناسل عددهم يوما بعد آخر. أغلب شوارع المدينة تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى محج لمئات الباعة الجائلين الذين استوطنوا الأرصفة وبدؤوا يزاحمون أصحاب المحلات التجارية المجاورة ... على طول الشوارع « المحتلة » تتوالى مشاهد مختلفة من مظاهر النشاط التجاري خارج رقعة المتاجر القارة. عربات يدوية وطاولات وصناديق خشبية ومنشورات من البلاستيك تؤثث الشارع يوميا، تعرض أنواعا شتى من السلع، وخلفها يقف شباب وبعض النسوة تتعالى صيحاتهم المبحوحة لإثارة اهتمام المارة لأهمية مايعرضون من بضائع وسلع مختلفة. هؤلاء الباعة لا تطولهم عمليات المطادرة من قبل دوريات الشرطة والقوات المساعدة منذ أزيد من سنتين، يقول بائع جائل في لهجة حادة : « إننا لا نسرق حتى تطاردنا الشرطة وتمنعنا من كسب رزق الحلال »، ويؤكد أن عمليات المطاردة السابقة جعلته وزملاءه في رعب دائم خوفا على سلعهم وأرزاقهم ... ورغم أنه لا ينفي تأثير نشاط الباعة الجائلين على أصحاب المحلات التجارية بالشارع فإنه يتحدث عن أن « كل واحد ورزقه، ونحن كباعة جائلين نتاج واقع للعطالة والفقر، ماذا سنفعل ؟ ولماذا ستصادر السلطات بضاعتنا؟ هل يريدوننا أن نتحول إلى السرقة والاتجار في المخدرات حتى نكسب لقمة العيش؟» اكتساح الباعة لشوارع المدينة بشكل غير مسبوق أثار غضب أصحاب المحلات التجارية الذين يبدون اليوم في حالة عطالة إجبارية، نتيجة المنافسة غير الشريفة ...و» بسبب هذه الفوضى تأثرت تجارتنا كثيرا، فنظل في كثير الأيام بلا بيع ولا شراء « يقول صاحب محل تجاري لبيع الخضر والفواكه بالمركب التجاري في حالة هيجان، قبل أن يستعيد أنفاسه، ويؤكد أن عناصر القوات العمومية يتساهلون أكثر من اللازم مع هؤلاء الباعة الجائلين لأسباب غامضة، بعد أن ترك الكثير منهم محلاتهم التجارية...وجاؤوا إلى هنا لبيع سلعهم بدون سند قانوني «وأشار إلى أن المجلس البلدي المحلي سبق له منذ عدة سنوات وأن سمح لعدد من الباعة الجائلين بممارسة تجارتهم داخل شوارع المدينة دون أن يحرك ساكنا.» انتشار الباعة بأغلب شوارع وساحة المدينة، « يفرض التعامل مع الوضع بالجدية اللازمة وإيجاد حل للمشكل الذي يؤرق أصحاب المحلات التجارية ويسيء للحركة التجارية بزايو « بحسب عضو داخل المجلس البلدي يقترح لإيجاد حل لوضعيتهم، عن طريق تمكينهم من محلات تجارية قارة قريبة من وسط المدينة، مقابل سومة كرائية في متناولهم، خاصة وان معظمهم اضطرته ظروف الفاقة لامتهان هذه الحرفة.