سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المركب التجاري بزايو يتحول إلى مطرح للنفايات والباعة المتجولون يحتلون الشوارع العمومية والسلطات تتخذ الحياد السلبي. وعضو مجلس بلدي يقول: "الأمر ليس من اختصاصنا بل من اختصاص السلطة المحلية"
يعيش المركب التجاري بزايو على إيقاع الفوضى والتسيب وانتشار الأوساخ والكساد التجاري، حيث أن اغلب الباعة اختاروا أرصفة الشوارع لعرض بضاعتهم، دون الولوج إلى الأماكن المخصصة لهم بالسوق المذكور. ويعد المركب التجاري من اكبر المشاريع المنجزة بالمدينة، والتي كلفت المجلس البلدي مبلغ مالي ضخم جدا تجاوز المليار سنتيم، إلا انه تحول إلى مطرح للنفايات، ومكان للتبول، إذ يصعب على المرء الولوج إليه بسبب الروائح النتنة التي تنبعث منه. وأمام الوضع الذي يوجد عليه المركب التجاري أصبح تجار الخضر والفواكه يشتغلون خارج رقعة محلاتهم التجارية التي اقتنوها بالمركب التجاري، إذ استوطنوا الأرصفة والشوارع، واحتلوا ماتبقى من جنبات شارع "أثينا"، مما حول المركب التجاري عبارة عن بناية مهجورة رغم تواجده ب "وسط المدينة". مشكل تراكم الازبال بالمركب التجاري اخرج النائب الثاني لرئيس بلدية زايو عن صمته، وأكد أن المجلس البلدي يسهر على توفير النظافة رغم المشاكل والعراقيل التي يواجهها عمال النظافة بسبب سلع الباعة المتجولين المتواجدة على جنبات الطريق المؤدية للمركب، مركزا على أهمية النظافة التي يوليها المشرع في الميثاق الجماعي، فين حين تؤكد الشكايات المتوفر عليها أن المركب أصبح مطرحا للنفايات في ظل تفاقم أزمة تنظيم التجار وانتشار البيع العشوائي للباعة المتجولين المحيطين بسوق السمك والجزارين. ويشهد المركب التجاري حالة مزرية جراء تراكم الأزبال، ويحمل التجار المسؤولية الكاملة في ذلك للمجلس البلدي، معتبرين أن غياب النظافة هي الدافع الرئيسي الذي تسبب في إخلاء التجار للمركب التجاري. وبخصوص انتشار الباعة المتجولين في شوارع المدينة وأحيائها، وخروج تجار المركب التجاري إلى الشارع، يقول عضو المجلس البلدي أنه "ليس من اختصاصنا تنظيم الباعة المتجولين بل من اختصاص السلطة المحلية المتمثلة في شخص باشا المدينة"، داعيا إياه إلى ضرورة التعامل مع الباعة المتجولين بطريقة إيجابية تفضي إلى تنظيم تجار الخضر والرجوع إلى الأماكن الخاصة بهم. ومن جهتها استنكرت الساكنة المتواجدة على مقربة من المركب التجاري بمدينة زايو، موقف السلطات العمومية من ظاهرة الباعة المتجولين، حيث اعتبرت الساكنة موقف السلطات مشجعا للظاهرة. وعلى مستوى شارع "احد "، القلب النابض لمدينة زايو "يجثم" العشرات من الباعة المتجولين فوق الأرصفة وفوق الطريق أحيانا، بينما يتعين على الراجلين والسائقين اتخاذ كامل الحيطة والحذر والتقليل من السرعة قدر الإمكان لتفادي مشاكل الازدحام التي تركت الحبل على الغارب، فوجدها الباعة فرصة لا تعوض لاحتلال المزيد من ساحات الشارع بتناسل عددهم يوما بعد آخر، فيما تحولت اغلب شوارع المدينة منذ السنة الماضية إلى يومنا هذا إلى محج لمئات الباعة المتجولين الذين استوطنوا الأرصفة وبدؤوا يزاحمون أصحاب المحلات التجارية المجاورة ... على طول "الشوارع المحتلة" لتتوالى مشاهد مختلفة من مظاهر النشاط التجاري خارج رقعة المتاجر القارة، من عربات يدوية، وطاولات وصناديق خشبية ومنشورات من البلاستيك تؤثث الشارع يوميا ، تعرض أنواعا شتى من السلع، وخلفها يقف شباب وبعض النسوة تتعالى صيحاتهم المبحوحة لإثارة اهتمام المارة لأهمية ما يعرضون من بضائع وسلع مختلفة. ويرى مجموعة من المتتبعين للشأن المحلي، أن اكتساح الباعة المتجولين لشوارع مدينة زايو بشكل غير مسبوق، أثار غضب أصحاب المحلات التجارية الذين يبدون اليوم في حالة عطالة إجبارية، نتيجة المنافسة غير القانونية، وفي هذا الإطار يقول صاحب محل تجاري لبيع الخضر والفواكه بالمركب التجاري في حالة هيجان: "بسبب هذه الفوضى تأثرت تجارتنا كثيرا، فنظل في كثير الأيام بلا بيع ولا شراء " مشيرا إلى أن أفراد الدورية الأمنية ورجال القوات المساعدة يتساهلون أكثر من اللازم مع هؤلاء الباعة المتجولين لأسباب غامضة. "الباعة لا تطالهم عمليات المطادرة من قبل دوريات الشرطة والقوات المساعدة منذ السنة الماضية، كما كان في السابق"، يقول بائع متجول بشارع احد في لهجة حادة، مضيفا " إننا نسرق حتى تطاردنا الشرطة وتمنعنا من كسب رزق الحلال "، ويؤكد أن عمليات المطاردة السابقة جعلته وزملاؤه في رعب دائم خوفا على سلعهم وأرزاقهم ... ورغم انه لاينفي تأثير نشاط الباعة المتجولين على أصحاب المحلات التجارية بالشارع فانه يتحدث على أن " كل واحد ورزقه، ويقول: "نحن كباعة متجولين نتاج واقع للعطالة والفقر، ماذا سنفعل؟ ولماذا ظلت السلطات تصادر بضاعتنا؟ هل يريدوننا أن نتحول إلى السرقة والاتجار في المخدرات حتى نكسب لقمة العيش؟". وتتداول السنة المهتمين بالشأن السياسي بزايو أن أعضاء المجلس البلدي يتهربون من موضوع الباعة المتجولين ويتكتمون عنه، فيما يرى آخرون أن بعض الأحزاب السياسية بزايو تستغل الوضع الفوضوي والعشوائي لصالحها، وأنها تقود حملة انتخابية سابقة لأوانها من اجل كسب أصوات الباعة المتجولين في الانتخابات الجماعية المقبلة. وأمام الوضع المذكور الذي يعيش على إيقاعه المركب التجاري والعديد من شوارع وأزقة مدينة زايو، بات لزاما على السلطة المحلية والمنتخبة بان تتحمل مسؤوليتها بإخلاء الشوارع المحتلة وإبعاد الباعة المتجولين إلى جنباتها وتنظيم حركة السير، إذ لا احد يمانع في البحث عن مصدر للعيش والاسترزاق، أو إيجاد حل لوضعية الباعة المتجولين، عن طريق تمكينهم من محلات تجارية قارة قريبة من وسط المدينة مقابل سومة كرائية في متناولهم، أو تحديد مكان خاص يجتمع فيه الباعة المتجولون لمزاولة مهنتهم، خاصة وان معظمهم اضطرته ظروف الفاقة لامتهان هذه الحرفة.