شعب بريس - أ ف ب أصدرت محكمة تونسية الخميس حكما بحق مدير تلفزيون نسمة لبثه فيلم برسيبوليس الفرنسي الإيراني الذي "يجسد الذات الإلهية"، قضى بدفعه غرامة مالية قدرها 2400 دينار 1300 يورو تقريبا.
وكان من المقرر أن يبت القضاء التونسي اليوم الخميس في قضية قناة "نسمة" التونسية الخاصة على خلفية بثها الشريط الكرتوني "برسيبوليس" (بلاد فارس) في شهر أكتوبر من العام الماضي وكان سببا في اندلاع أعمال عنف بسبب تجسيده في أحد المشاهد للذات الألهية.
ويلاحق نبيل القروي، مدير قناة نسمة بتهمة"النيل من الشعائر الدينية" و"عرض شريط أجنبي من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة.
وعرض الشريط الكرتوني للمخرجة الايرانية مارجان ساترابي والذي يروي أحداث الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 يوم 7 أكتوبر عام 2011، على قناة نسمة مدبلجا إلى اللهجة التونسية قبل أسبوعين من بدء الاقتراع لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي.
وفور عرضه أثار الفيلم احتجاجات واسعة النطاق بين أنصار التيارات الإسلامية في البلاد كانت مرفوقة بأعمال عنف امتدت من العاصمة لتشمل عددا من باقي المحافظات.
وحاول عدد من المحتجين اقتحام مقر سكن نبيل القروي بعد قذفه بالزجاجات الحارقة.
وفتحت النيابة العامة على الفور في 10 أكتوبر2011 تحقيقا قضائيا بعد تلقيها شكاوى من محامين ومواطنين اعتبروا تجسيد الذات الألهية في الشريط "ازدراء بالمقدسات الاسلامية".
كانت جلسات سابقة من المحاكمة شهدت أعمال عنف واعتداءات من قبل سلفيين طالبوا بحبس القروي وإغلاق قناته فيما عبر الكثير من المحامين والنشطاء وجمعيات حقوقية عن مساندتهم لقناة نسمة ومبدأ "حرية التعبير".
وتثير القضية التي بدأت أولى جلساتها أمام أنظار القضاء في 17 من تشرين نوفمبر عام 2011 حالة ترقب في الأوساط الاعلامية بتونس لكونها تمثل اختبارا لحرية التعبير في البلاد بعد نحو عام ونصف من سقوط الدكتاتورية.