انتقدت نقابة الأطباء المصريين بشدة وزارة الصحة بسبب الظروف الصعبة التي يعمل فيها الأطباء، متهمة إياها ب"التقاعس" في حمايتهم. كما حملتها "المسؤولية الكاملة لازدياد حالات الإصابة والوفيات" في صفوفهم. ويأتي بيان النقابة بعد وفاة طبيب في 23 من عمره جراء إصابته بالوباء. وبلغ عدد الأطباء الذين توفوا نتيجة الإصابة بالفيروس 19 شخصا. وسجلت مصر أكثر من 16 ألف إصابة ونحو 700 وفاة. وكانت وزارة الصحة قد أعلنت بداية الشهر أن المستشفيات المخصصة للعزل بلغت طاقتها الاستيعابية القصوى. اتهمت نقابة الأطباء المصريين وزارة الصحة ب"التقاعس" في حماية العاملين في مجال القطاع الصحي من فيروس كورونا المستجد، وحذّرت من "انهيار" تام للنظام الصحي في البلاد. وقالت النقابة في بيان لها، إن "المنظومة الصحية قد تنهار تماما وقد تحدث كارثة صحية تصيب الوطن كله في حال استمرار هذا التقاعس والإهمال من جانب وزارة الصحة حيال الطواقم الطبية". وأضافت النقابة أنها "تحمل وزارة الصحة المسؤولية الكاملة لازدياد حالات الإصابة والوفيات بين الأطباء نتيجة تقاعسها وإهمالها فى حمايتهم". وتسبب وباء كوفيد-19 بوفاة 19 طبيبا مصريا وإصابة أكثر من 350، وفق نقابة الأطباء التي تمثل آلاف الأطباء. ودعت النقابة "جميع الجهات التنفيذية والتشريعية والرقابية إلى القيام بدورها في حمل وزارة الصحة على حماية الطواقم الطبية". ويشمل هذا الأمر تأمين ملابس واقية لجميع الأطباء والعاملين وتدريبهم للتعامل مع المصابين بالفيروس، وإجراء فحوص لمن تظهر عليهم عوارض المرض أو الذين خالطوا مصابين. وعانت المستشفيات المصرية في السنوات الماضية من هجرة الأطباء إلى الخارج، في حين أن الطواقم العاملة في الخطوط الأمامية تركت بدون إمدادات طبية كافية أو معدات حماية، ما يزيد من احتمالات الإصابة بالعدوى. ويأتي بيان النقابة بعد وفاة الطبيب وليد يحيى، البالغ 23 عاما، يوم السبت المنصرم جراء الوباء عقب عدم تمكنه من تأمين سرير في مستشفى عزل. واستقال طبيب احتجاجا على ظروف العمل من مستشفى القاهرة الذي كان يعمل فيه الضحية. وفي منشور تم تشاركه بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، ألقى هذا الطبيب باللائمة على وزارة الصحة لعدم علاج يحيى بمجرد ظهور أعراض الإصابة بالفيروس عليه. وقال نائب وزير الصحة أحمد السبكي للصحافة المحلية الأسبوع الماضي، إن مستشفيات العزل ال17 في البلاد المخصصة للمصابين بفيروس كورونا بلغت طاقتها الاستيعابية القصوى بداية الشهر. وسجلت مصر، الدولة العربية الأكبر من حيث عدد السكان، أكثر من 16 ألف إصابة بكوفيد-19 ونحو 700 وفاة. وفي الأسابيع الماضية أرسلت مصر مساعدات طبية إلى دول بينها الصين وإيطاليا والولايات المتحدة، ما أثار غضب العديد من العاملين في المجال الطبي الذين يشكون من نقص معدات الوقاية الشخصية. وقالت النقابة إن "وزارة الصحة عليها التزام تجاه الأطباء وجميع الأطباء الذين يضحون بحياتهم في الخطوط الأمامية للدفاع عن سلامة الوطن"، وأضافت انه "من الضروري تزويدهم بالحماية اللازمة والتدخل الطبي السريع لمن يصابون بالمرض".