كشفت مصادر مطلعة أن طبيبا من المصابين السبعة بفيروس “كوفيد 19” بالدارالبيضاء، توفي جراء مضاعفات الإصابة، حيث كان يرقد بالمستشفى الجامعي ابن رشد، خاصة وأنه يناهز الثمانين من عمره، إذ كان يشتغل بإحدى المصحات الخاصة بالدارالبيضاء، شأنه شأن أغلبية الأطباء السبعة بالمدينة التي تشهد أكبر عدد من حالات الإصابة بالجائحة العالمية. وحسب مصادر “أخبار اليوم”، فإن الطبيب المختص في أمراض الأنف والحنجرة، توفي مساء أول أمس الخميس، بعد إعلان وزارة الصحة عن مستجدات الوضع الصحي بالمغرب، والذي تضمن تسجيل 50 إصابة جديدة بالفيروس و4 وفيات، وحالة شفاء واحدة، وهي الوفاة التي لم تندرج في بلاغ الوزارة ليوم أمس. وأفادت المصادر ذاتها أن الأطباء السبعة المصابين ب”كوفيد 19” ضمنهم طبيبة اختصاصية في طب الأطفال بمستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي، وطبيب بمستشفى الشيخ زايد، بينما يتوزع الباقون على على ثلاث مصحات خاصة، تم إقفال إحداها مباشرة بعد اكتشاف إصابة طبيبين من طاقمها بالفيروس المستجد، بينما ينتمي الطبيب السابع إلى مصلحة طبية عمومية بجهة الدارالبيضاءسطات. ويرقد الأطباء المصابون بفيروس “كوفيد 19” موزعين بين مستشفى مولاي يوسف، والمستشفى الجامعي ابن رشد، ومستشفى الشيخ خليفة، ومستشفى سيدي مومن، فيما يتلقى آخرون العلاج بمصحة خاصة، في إطار العمل المشترك بين القطاعين العام والخاص لمواجهة جائحة كورونا العالمية، قصد وضع استراتيجية للتعامل مع الوباء. وأوضح محمد بوبكري رئيس المجلس الوطني لهيئة الأطباء، أن الأطباء والممرضين يشكلون الصفوف الأمامية الأولى في مواجهة هذا الوباء، وهم معرضون للإصابات بشكل مباشر ب”كوفيد 19″، مشيرا إلى أن كل الدول التي بها الفيروس سجلت إصابة في صفوف الأطباء، كالصين وإيران وإيطاليا وغيرها. وأفاد بوبكري، في اتصال مع “أخبار اليوم”، أن الوضع الصحي للأطباء في حالة مستقرة، وهناك من أشرف على انتهاء أسبوع من الحجر الصحي والعلاجات، مشيرا إلى أن كل حالات إصابات الأطباء بالدارالبيضاء كانت مباشرة من طرف المرضى، على غرار أطباء الرباط المصابين، بخلاف أطباء مدينة تطوان التي اعتبرت حالاتها وافدة من خارج المغرب. ومن جانبه، اعتبر بدر الدين داسولي، رئيس نقابة أطباء القطاع الحر، أن الأطباء يواجهون الفيروس المستجد بشجاعة، وأن إصابة أي فرد قد يفضي إلى إصابة أفراد عائلته، مؤكدا أن خطورة الفيروس تكمن في عدم ظهور الأعراض بصفة مباشرة ومجتمعة، مشيرا إلى أن ارتفاع درجة الحرارة والأعراض القوية تأتي في مرحلة متقدمة من الإصابة بالفيروس. وأكد الدكتور داسولي، في اتصال مع “أخبار اليوم”، أنه ليست هناك إحصائيات دقيقة حول الإصابات بالقطاع الصحي، نظرا لصعوبة التأكد من الإصابات الأولية، وأن النتائج ستظهر في الأيام المقبلة، مشددا على ضرورة الحجر الصحي الطوعي ممن شك في إمكانية إصابته بالفيروس “كوفيد 19″، مشيدا بقرار السلطات الصحية المغربية باللجوء إلى استعمال عقار “كلوروكيل”، لأنه أثبت فعاليته في عدد من البلدان، خاصة في الصين الذي تأكد من نجاعته في العلاج من فيروس كورونا، منبها إلى ضرورة التزام الحجر الصحي لتفادي انتشار الوباء، خاصة وأن مرحلة الذروة لم تصل بعد، معربا عن أمله في نجاح المجهودات التي تبذلها المصالح المغربية، التي أخذت القرارات مبكرا قد تمكن من السيطرة على الوباء، وذلك رهين بمدى استجابة المواطنين ودرجة الوعي عندهم.