تجيب المستشارة التربوية ورئيسة الجمعية المغربية للإنصات والتحاور، أمينة بعجي، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، عن أربعة أسئلة بخصوص القرارات التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي حول مصير السنة الدراسية الحالية، وتقدم مجموعة من النصائح للتلاميذ وأسرهم للتعامل الأمثل مع هذه الفترة الاستثنائية. كما تسلط الضوء على المبادرات التي اتخذتها الجمعية بهدف دعم تعلم التلاميذ عن طريق مساعدتهم على تجاوز المعيقات السيكولوجية والاجتماعية والبيداغوجية التي قد يواجهونها خلال مسارهم الدراسي. 1- كيف تلقيتم القرارات التي أعلنت عنها وزارة التربية الوطنية بخصوص السنة الدراسية الحالية ؟ نعتبر أن هذه القرارات مناسبة شيئا ما، سترضي فئة من المتعلمين وآباءهم، لكنها لن ترضي البعض الآخر، وهذا شيء طبيعي. الظروف التي مرت فيها السنة الدراسية صعبة بسبب جائحة كورونا، حيث لم تتوقف الدراسة بشكل اختياري، علاوة على تسجيل مجموعة من الإكراهات التي واجهها التلاميذ خلال التعليم عن بعد، لذلك كان يجب اتخاذ قرار نهائي وحاسم حول مصير الموسم الدراسي. فالتلاميذ لم يستفيدوا من السنة الدراسية كما يجب، ولم تتمكن مجموعة منهم من استيعاب دروسها، مما سيكون له انعكاسات سلبية على السنوات المقبلة، لاسيما في السلك الابتدائي، لذلك نعتبر هذا الحل حلا استعجاليا فرضته الظروف الاستثنائية الناتجة عن جائحة كوفيد-19. 2- من خلال احتكاك الجمعية المباشر بالتلاميذ وأولياء أمورهم، كيف بدت لكم ردود أفعالهم؟ استقبلت الجمعية مجموعة من المكالمات من آباء التلاميذ، وذلك في إطار خلية الدعم النفسي والتربوي والأسري التي أحدثتها لدعم التلاميذ وأسرهم خلال فترة الحجر الصحي، حيث وضعت الخلية خطوطا هاتفية للاستشارة النفسية والتربوية والأسرية بالمجان أمام العموم، يسهر عليها أخصائيون في المجال. وسجلنا ردود فعل متباينة، حيث استقبل بعض الآباء بارتياح كبير القرارات التي تم الإعلان عنها لأنهم كانوا يجدون صعوبة كبيرة في مسايرة الدروس عن بعد مع أبنائهم، خصوصا بالنسبة لسلكي الابتدائي والإعدادي. إلا أن مجموعة أخرى من الآباء أعربت عن توجسها من هذه القرارات، لأن أبناءها لم يحصلوا على نقط جيدة خلال الدورة الأولى، وكانوا يعملون جاهدين على تحسين مستواهم خلال الدورة الثانية، معربين عن تخوفهم من ضياع السنة الدراسية على أبنائهم. وهذا أمر طبيعي، بما أننا نسجل في الجمعية، في إطار عملنا داخل المؤسسات التربوية، تعثرات لمجموعة من التلاميذ خلال الدورة الأولى، ت عزى لعدد من الأسباب منها صعوبة التأقلم مع المحيط المدرسي خلال بداية السنة، أو وجود مشاكل مع الإدارة، أو صعوبة في ربط علاقات صداقة جديدة لاسيما بالنسبة للتلاميذ الذين انتقلوا من مؤسسة إلى أخرى. 3- ما هو تقييمكم للتعليم عن بعد وهل تعتقدون أن التلاميذ سيواصلون متابعة دروسهم حتى نهاية السنة الدراسية؟ نعتقد أنه تم تسجيل تراجع على مستوى متابعة الدروس عن ب عد بعد القرارات المتعلقة بالسنة الدراسية الجارية، فلا الآباء ولا التلاميذ سيجدون فائدة في متابعة هذه الدروس بعد الإعلان عن احتساب نقط المراقبة المستمرة للنجاح واقتصار امتحانات الباكالوريا على ما تم تأمينه قبل التعليم عن بعد. وبصفة عامة، أظن أن فئات واسعة من المجتمع لم تستفد بالشكل المطلوب من التعليم عن بعد، نظرا لمجموعة من الإكراهات المادية والأسرية، وهذا ما سجلناه من خلال المكالمات التي توصلت بها خلية الدعم. ورغم مجهودات الوزارة الوصية، إلا أن المجتمع لم يكن مؤهلا من قبل للتعامل مع التعليم عن بعد واستيعاب أهميته، لكن ظهور هذه الجائحة كان مفاجئا، وكان يجب إيجاد حلول سريعة ومستعجلة لإنقاذ السنة الدراسية وتفادي إعلان سنة بيضاء. 4- ما هي نصائحكم للتلاميذ والآباء للتعامل مع هذه الفترة، لاسيما أن الالتحاق بالمدارس لن يتم إلا في شهر شتنبر المقبل؟ بالنسبة للتلاميذ، يجب رغم كل شيء الاستمرار في متابعة دراستهم عن بعد ومراجعة الدروس السابقة مع التركيز على المنهجية، خاصة بالنسبة لتلاميذ السنة الأولى والثانية باكالوريا، لأن التمكن من المنهجية هو سر ومفتاح النجاح في الامتحانات. وبالنسبة للآباء، ننصحهم بمواصلة المقرر مع أبنائهم، لأن دروس السنة المقبلة ستكون مرتبطة بدروس هذه السنة. ونذكر الآباء والتلاميذ بأن السنة الدراسية مازالت مستمرة ولم تنته بعد.