لندن 'القدس العربي' ألقى عبد الباري عطوان رئيس تحرير 'القدس العربي' محاضرة في جامعة لندن للاقتصاد والسياسة عن اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة وبريطانيا دعت اليها المجموعة الفلسطينية في اتحاد طلبة الجامعة. ويعتبر عقد الندوة التي ألقيت فيها المحاضرة مساء الاثنين نجاحاً في حد ذاته بسبب حملات الاعتراض والتشهير المكثفة التي نظمتها الجماعات الصهيونية من أجل منع عقدها ولكنها لم تفلح في ثني الجهة المنظمة عن المضي قدماً فيها. وكانت العديد من المواقع ووسائل الاعلام الصهيونية في بريطانيا تداولت تصريحات للسيد عطوان حول التهديد الايراني لاسرائيل واعتبرت أن فيها تحريضاً على العنف وسبباً موجباً لمنع عقد الندوة. وحتى وقت انعقاد الندوة كانت بعض المجموعات الصهيونية توزع منشوراتها التحريضية ضد عطوان وتطالب بعدم منحه الفرصة للتحدث لطلبة الجامعة. وفي المقابل تداعى أفراد الجالية العربية والمسلمة والمؤيدون للحقوق الفلسطينية الى التضامن مع عطوان ودعم مواقفه. واحتشدت أعداد غير قليلة منهم خارج القاعة المخصصة للندوة والتي لم يسمح لغير الطلبة بدخولها ومع ذلك امتلأت عن آخرها بالراغبين بالاستماع اليه من طلبة من اختصاصات متنوعة. وألهبت محاضرة عطوان مشاعر معظم من في القاعة فصفقوا مرات عدة خلالها، فيما أثارت غضب واستياء بعض الطلبة الصهاينة الذين حاولوا التشويش على المحاضرة بأسئلة خارجة عن موضوعها أو أسئلة ذات طبيعة تصيدية وكيدية. وآثر بعضهم مغادرة القاعة قبل انتهاء المحاضرة. ورد عطوان على أسئلة تم توجيهها اليه من بعض الطلبة المؤيدين لاسرائيل حول بعض تصريحاته التي تتضمن تحريضاً على العنف ضدها بالقول انه يواجه العديد من الاتهامات ومحاولات التشهير التي ترمي الى اسكاته ومنعه من التعبير عن رأيه فيما تواصل اسرائيل أعمال القتل الدموية في غزة ولبنان الى جانب العديد من الممارسات اللاانسانية التي تتحمل مسؤولياتها دون محاسبة من المجتمع الدولي. وقال: اسرائيل ترهب الجميع ولكننا لن نخاف..أنا رجل سلام وأنتم (اسرائيل) من يفجر ويقتل. وفي موضوع الندوة أدان عطوان دور اللوبي الصهيوني وحمله جزءا من مسؤولية تدهور الأوضاع في المنطقة لأنه يرمي الى حماية اسرائيل بكل السبل الممكنة وتحت كل الظروف، كما أنه مسؤول عن عرقلة سبل الحوار العقلاني بين الأطراف المتصارعة. وعن حجم تأثير اللوبي الصهيوني في أمريكا، قال عطوان انه بلغ حد أن دفعت أمريكا لاسرائيل مبلغاً لا يقل عن 140 مليار دولار حتى اليوم اضافةً الى أربعة مليارات دولار تدفعها أمريكا سنوياً لاسرائيل دون أن تخضع لشروط الرقابة والمحاسبة المعتادة وتنفق غالباً على المستوطنات الى جانب الاستخدام المفرط لحق الفيتو في مجلس الأمن والذي وصل الآن الى 32 مرة والعديد من الخسائر المادية والسياسية التي تتكبدها أمريكا جراء سياساتها الداعمة لاسرائيل دون أن تقوم الأخيرة في المقابل بتقديم خدمات لأمريكا تعكس دورها المأمول كحليف استراتيجي لها في المنطقة. وقال ان اللوبي الصهيوني متجذر في أمريكا رغم أن 36 بالمئة من يهود أمريكا غير مرتبطين باسرائيل ويؤيدون تقديم تنازلات لضمان حل الدولتين، ملقياً باللائمة في ذلك على المحافظين الجدد وقوة النفوذ الذي تتمتع به منظمات الضغط الصهيوني خاصة منظمة 'ايباك'. ورصد العديد من الأهداف التي يسعى اللوبي الى تحقيقها والتي لا يصب أي منها في مصلحة صنع السلام والأمن لكل أطراف الصراع بل ان التجربة أثبتت أنها لا تلبي حتى مصلحة اسرائيل نفسها لأنها باتت تجلب عليها ردود فعل عكسية. ولفت الى مدى تغلغل اللوبي في الادارات الأمريكية المتعاقبة سيما الأخيرة منها، ذاكراً أسماء العديد من الشخصيات رفيعة المستوى في دوائر صنع القرارات فيما يخص السياسات الخارجية أعضاء في منظمة ايباك أو راعين لها، كما أشار الى أن نفوذهم وصل الى درجة المشاركة في المفاوضات مع الفلسطينيين كما ألمح بذلك الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات، الى جانب سيطرتهم على وسائل الاعلام ومؤسسات صناعة الفكر والجامعات. جريدة القدس العربي