بعد نجاح اللوبي الصهيوني العالمي في قتل الدور الاستراتيجي المصري الذي لعبته مصر قبل حرب1973حماية للشعب الفلسطيني من البطش الإسرائيلي المتواصل ، وبعد نجاحه في خلق أنصار المارينز في النسق السياسي العراقي بعد تدمير العراق والاستيلاء على ثرواته . دخلت منطقة الغرب الإسلامي ضمن أجندة الصهيونية العالمية بعد تغلغل اللوبي في خط نزاعالصحراء وابتزاز صناع القرار في المغرب والجزائر بورقة الصحراء مقابل التوقف عن أي شكل من أشكال الدعم السياسي والاقتصادي والثقافي للفلسطينيين ، وفي المقابل الانخراط في أشكال تطبيعية غير مسبوقة في تاريخ صراع الأمة الإسلامية ضد الكيان الغاصب لفلسطين التاريخية . ابتدأ تغلغل اللوبي الصهيوني في المجال الجيوستراجي المغربي بعد دعوة نقابة التعليم العالي في المغرب لرئيس تحرير صحيفة " القدس العربي " اللندنية عبد الباري عطوانلإلقاء محاضرة حول " القضية الفلسطينية والتطورات الراهنة " بجامعة مراكش حيث أفصح الإعلامي المزعج للصهيونية العالمية أثناء المحاضرة عن نوع غير عادي من المخابرات يتابع الندوة ويسجل نقاطها حرفا بحرف ، واتضح ذلك بعد رفع فئة قليلة من المغاربة غير المعروفين لشارات النصر بعد دعوة مسير الندوة للحضور إلى قراءة الفاتحة ترحما على شهداء الشعب الفلسطيني ضحايا المحارق الإسرائيلية . وافتضح أمر المجموعة الإستخبارية بعد تكرار محاولات التشويش على الندوة بعد اتهام أحدهم للإعلامي الفلسطيني بكونه " برجوازيا من ذوي البذلات المكيفة " و " معاديا لحقوق المرأة العربية في التحرر " ، لتدخل الندوة مرحلة الشذب والجذب بين منظمي الندوة والمجموعة الاستخباريةهدأها الإعلامي المعروف بتجاهل التشويش الذي يستهدف محاضرته بين أنصار فلسطين في المغرب . ورد اللوبي الصهيوني على ندوة أنصار الشعب الفلسطيني في المغرب بعد الضغط على الوزير الأول عباس الفاسي أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة بإعلان الهجوم على حزب العدالة والتنمية الإسلامي بعد تصريح الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران بكون المساعدات التي أرسلت لغزة جاءت بعد طلبات الحزب المتكررة من السلطات تخصيص مساعدات هامة للشعب الفلسطيني ، ويأتي ذلك في سياق التشويش على الرأي المغربي والنجاح في عدم إقناعه أن طلبات حزب العدالة والتنمية الإسلامي تدخل في إطار الدور الذي يلعبه الإسلاميون المغاربة نصرة للمقاومة التي يخوضها إسلاميي فلسطين ( حماس والجهاد الإسلامي )ضد الاحتلال الإسرائيلي . وبعد اللعب المضمر في المجال الجيوستراتيجي المغربي ، كشف اللوبي الصهيوني عن تواجده السياسي والثقافي بالمغرب بعد دعوة إبراهيم الفاسي الفهري مدير منتدى أماديوس بطنجة ونجل وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري لوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفني للمحاضرة في طنجة خاصة وأن ليفنيعميلة الموساد السابقة قتلت عالما نوويا عراقيا في باريس تحت غطاء مضيفة فنادق وكذلك كونها المهندسة الدبلوماسية للحرب الإسرائيلية على غزة المحاصرة . الغرض الذي دعيت إليه ليفني يستهدف وقوفها إلى جانب في المغرب في مفاوضاته مع الجزائر حول قضية الصحراء لدى صناع القرار الأمريكي باستعمال ورقة اليهود المغاربة في أمريكا ، وعبر عن ذلك الإعلامي المغربي رشيد نيني في مقال له نشر بجريدة المساء ( العدد 1051 ) تحت عنوان : " حلال عليهم حرامعلينا "إذ كتب نيني يقول : " ماذاربحنا من وراء " صفقة " زيارة تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة للمغرب ... إذا كانت غير قادرة على منازلة خصوم الوحدة الترابية للمغرب في معاقلهم وعواصمهم العالمية" وتابع الصحفي المغربي قائلا: " أين هم اليهود المغاربة الذين يقولون لنا كليوم إنهمأصبحوا نافذين في واشنطن وسائر مراكز القرار في العالم. أين هو المستشار الملكي أندريه أزولاي الذي لديه في مفكرة هاتفه تلفونات كل"لوبيات " العالم ومدراء كبار الجرائد والمجلات العالمية. أين هو سفير أمريكا السابق في المغرب، إدوارد غابرييل، الذي يكلفنا سنويا ميزانية ضخمة نظير خدماته لصالح قضيتنا الوطنية والتي لا تتعدى كتابة بعض المقالات التي لا تخلف أثرا يذكر " . أندريه أزولاي المستشار الملكي دخل على الخط بعد مشاركته في ندوة احتفاء بكتاب يهوديعالمي تحت عنوان : " هذا هو الإنسان " والذي يحكي عن فصول ما بات يعرف بالمحرقة النازية أثناء الحرب العالمية الثانية . وتصدى لفكرة الندوة كل من المفكر اليهودي المغربي إدموند عمران المالح بعد جداله الصاخب مع أزولاي ، فضلا عن خالد السفياني رئيس جمعية مساندة كفاح الشعب الفلسطيني والعراقي مخاطبا أزولاي : " إذا كنت إسرائيليا فارحل عن المغرب " . الإعلامي توفيق بوعشرين دخلعلى الخط بعد بعثه لرسالة مشفرة إلى عزيزه خالد السفياني والأمة الإسلامية قائلا ما مفاده " دع ياعزيزي خالد الإسرائيليين يكشفون عن أنصارهم داخل المغرب ، مادامت إسرائيل تفضح كل يوم أقرب المتعاملين معها مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجهازه الاستخباري التابع للسلطة الفلسطينية " . تغلغل اللوبي الصهيوني في الشؤون المغاربية لم يتوقف عند هذا الحد ، فقد أفاد الكاتب الجزائري أنور مالك أن الموقع الإلكتروني الجزائري الشهير " الجزائر تايمز " تم بيعه للكونغرس المغربي النافذ في الولاياتالمتحدةالأمريكية والتابع للمخابرات المغربية مقابل بث أنباء تستهدف الشرعية السياسية والاقتصادية والثقافية للنظام الجزائري ، فضلا عن اعتماد وكالة الأنباء الرسمية المغربية للموقع مصدرا هاما لأخبار الجزائر حسب تعبير مالك . في المقابل يستخدم اللوبي الصهيوني النظام الجزائري في حربه النفسية ضد السيادة المغربية شركة " سونطراك " النفطية العملاقة لقاء خدمات سياسية واقتصادية وثقافية تنفخ في نار الخلاف بين المغرب والبوليساريو حول نزاع الصحراء . ومن خلال ما سبق يظهر للمتابع أن كامب دايفيد مغاربي بلغ شكله النهائي بعد ابتزاز النظامين المغربي والجزائري بتشكيل الاصطفاف والاصطفاف المضادحول نزاع الصحراء لقاء تعطيل عمل لجنة القدس التي يرأسها المغرب ، ومقابل بناء تكتل مغاربي قوي يعزز نفوذ المغرب في العالم الإسلامي بمنحه شرف رئاسة لجنة القدس ، وتبين ذلك بعد الحملات المسعورة ضد عمدة فاس بعد تخصيصه لمبلغ رمزي دعما لمدينة القدس حيث دعمتالأطياف السياسية المعارضة للسلوك السياسي لشباط القرار . لذلك يحتاج المغرب والجزائر إلى تدشين حملة مشابهة لتلك التي دشنها النظام التركي ضد " مجموعة الأرغينيكون " من أجل سحب البساطبين يدي الصهاينة المتحكمين في الخيوط الخفية لنزاع الصحراء .