في بيان عن المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح دعت فيه الحركة الشعب المغربي والشعوب العربية والإسلامية إلى مضاعفة مظاهر التضامن والمساندة السياسية والإعلامية والمادية والمعنوية لشعب فلسطين، وشعب العراق، والتعبير بكل الأشكال المشروعة والتعبيرات السلمية عن سخطها على سياسة الإدارة الأمريكية المتحيزة انحيازا كاملا للكيان الصهيوني، وفيما يلي النص الكامل للبيان: بسم الله الرحمن الرحيم تصاعدت خلال الأيام الأخيرة جرائم الاحتلالين الصهيوني والأمريكي في كل من فلسطين والعراق، فمع اشتداد ضربات المقاومة والصمود المتواصل للشعبين الفلسطيني والعراقي اندفع الاحتلالان المذكوران إلى ارتكاب مجازر جماعية. فمنذ بضعة أيام يتواصل الإرهاب الصهيوني في قطاع غزة وخصوصا في مناطقها الشمالية وفي بيت لاهيا والضفة الغربية مستخدما كل الوسال الوحشية، حيث قتل الجيش الصهيوني ما يزيد على ستين شهيدا وجرح المئات من أبناء شعب فلسطين ناهيك عن الدمار الذي خلفته آلياته العسكرية بتجريف الأراضي وتدمير المنازل، فضلا عن استهداف الصواريخ الصهيونية لتجمعات المدنيين باستخدام قنابل مسمارية، كل ذلك في خطوة يائسة ومجنونة تنطلق من سياسة الأرض المحروقة والساعية إلى الانتقام من الشعب الفلسطيني، بعد ما فشل الإجرام الشاروني في تركيع الشعب الفلسطيني، وبعد توازن الرعب الذي حققته المقاومة بأجساد استشهادييها وبوسائلها القتالية المحدودة، ولكن الفعالة في ضرب نظرية الأمن الصهيونية واضطراره إلى الانسحاب، وجر ذيول الخيبة والهزيمة. وفي العراق، تتواصل الحملة المسعورة للاحتلال الأمريكي سعيا إلى إخماد مقاومة شعبه الباسل، حيث كثفت القوات الأمريكية عدوانها على عدة مدن عراقية على رأسها مدينة سامراء والفلوجة والرمادي ومدينة الصدر، وهو العدوان الذي لم يسلم منها الأطفال والشيوخ والكبار والصغار، في سعي يائس للسيطرة على المدن المذكورة، وتحقيق نجاح سياسي موهوم في العراق خاصة بعد قرب موعد الانتخابات الأمريكية، ولو كان ذلك على حساب أرواح الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المدن العراقية. يجري ذلك كله في صمت مريب من المجتمع والمنتظم الدوليين وفي تخاذل من الحكومات العربية والإسلامية، وذهول سلبي من الشارع العربي والإسلامي وتنظيماته. إن حركة التوحيد والإصلاح وهي تتابع تطورات الوضع في فلسطين والعراق وتداعياته على المنطقة وعلى استقرار العالم كله تؤكد ما يلي: 1 إدانتها للعدوانين الصهيوني والأمريكي باعتبارهما أكبر وأخطر أشكال الإرهاب التي عرفها التاريخ المعاصر أي إرهاب الدولة المدجج بأعتى أنواع الأسلحة وأكثر التقنيات تقدما، وما يصاحبه من حرب إبادة جماعية تقودها قوات السفاح شارون، وفي دمار وعدم استقرار حملته القوات الأمريكية الغازية للعراق بدل تحريره نقل الديمقراطية إليه كما كانت تدعي في الشعارات التي بررت بها عملية غزوها له. 2 تحيتها للمقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني البطل ولتنظيماته المجاهدة، ولصموده الباهر الذي فاق كل الحدود والذي اصطدمت على صخرته كل المخططات الشارونية الإجرامية التي وعدت الصهاينة بإنهاء المقاولة في مائة يوما وجلب الأمن للمستوطنين. وها هو ذا بناء الجدار العازل والعزم على الانسحاب من قطاع غزة والعمليات الانتقامية الجارية، كل ذلك يدل على فشل سياسة التركيع وهزيمة محققة قادمة للصهاينة بإذن الله طال الزمان أو قصر. 3 تحيتها للمقاومة العراقية المشروعة وانتفاضة الشعب العراقي ضد الاحتلال الأمريكي ودعوة فصائله المقاومة للتوحد حول راية واحدة وعنوان واضح ومسؤول كي يقطع دابر كل المؤامرات المبيتة الساعية إلى تشويه المقاومة وبعزل كل الأعمال المشهورة أو الإجرامية التي لا صلة بها بجوهر المقاومة وحقيقتها، ودعوة القوات الأمريكيةالمحتلة إلى الرحيل عن العراق وترك الشعب العراقي يختار مصيره ونظام حكمه بنفسه، بعيدا عن أي تدخل خارجي. 4 تأكيدها أن الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة العراقية التي استمدت روحها من بركات تلك الانتفاضة قد بينت بكل جلاء أحقية خيار الصمود وإعادة الثقة في قدرة الشعوب على فرض إرادتها عوض أن تفرض عليها إرادة الآخر بالاستسلام والتطبيع والخضوع. 5 دعوة الحكومات العربية والإسلامية والمنتظم الدولي ودول العالم ومختلف القوى المحبة للعدل والسلام في العالم إلى تحمل مسؤولياتها والتحرك لوقف جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الصابر وممارسة ما يلزم من الضغط على الولاياتالمتحدة وبريطانيا للانسحاب الفوري من العراق خاصة. 6 دعوة الشعب المغربي والشعوب العربية والإسلامية إلى مضاعفة مظاهر التضامن والمساندة السياسية والإعلامية والمادية والمعنوية لشعب فلسطين، وشعب العراق، والتعبير بكل الأشكال المشروعة والتعبيرات السلمية عن سخطها على سياسة الإدارة الأمريكية المتحيزة انحيازا كاملا للكيان الصهيوني، ومن الجرائم اليومية التي ترتكبها القوات الأمريكية في العراق ومن خلال مقاطعة البضائع والمؤسسات والأنشطة الحكومية الأمريكية. (ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا. ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) سورة الحج الآية .37 عن المكتب التنفيذي محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح الرباط 18 شعبان 1425 / 3 أكتوبر 2004