نظمت مبادرة دعم العراق صباح أمس بالرباط مسيرة شعبية ضد العدوان على العراق وفلسطين.وقد انطلقت من باب الأحد حوالي التاسعة صباحا، مرددة شعارات منددة بالعدوان الأمريكي المرتقب على العراق، ومستنكرة الانحياز الأمريكي المفضوح لصالح الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني. وسياسة الكيل بمكيالين، ومن الشعارات التي رددها المشاركون: بالروح بالدم نفديك يا عراق، بالروح بالدم تفديك يا فلسطين، يكفينا يكفينا من الحروب أمريكا أمريكا عدو الشعوب. كما دعت الشعارات في السياق نفسه إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية. ولم تسلم المسيرة التضامنية التي يقارب عدد المشاركين فيها حوالي 30.000 من الارتباك وسواء التنظيم وعدم الانضباط إلى لائحة الشعارات المتفق عليها، حيث سعت بعض التنظيمات إلى إبراز ذاتها ومحاولة احتلال الصفوف الأولى. الأمر الذي نتج عنه بعض المناوشات الثنائية خاصة مع رفع البعض لأعلام حمراء (المطرقة والمنجل) لدولة غابرة كان اسمها الاتحاد السوفياتي، وهو ما خلق حالة استغراب لدى الملاحظين. ولم تلتحق قيادة ورموز بعض التنظيمات الإسلامية (من قبيل حركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان والحركة من أجل الأمة) والحزبية بالمسيرة إلا حوالي الساعة العاشرة والنصف من أمام مقر البرلمان تقريبا لتتصدر واجهة المسيرة بالقرب من إدارة البريد. الأطفال من جهتهم حضروا المسيرة التضامنية مع الشعب العراقي وتقدموا بعيدا عن خلافات وحسابات الكبار حاملين علما كبيرا لفلسطين. وقد لوحظ الدكتور المهدي المنجرة الذي التحق بالمسيرة مبكرا في لحظة غضب عارمة على خالد السفياني معيبا علىه انفصاله عن المسيرة ومتهما إياه بالرغبة في البروز أمام الكاميرات والتصدي لإعطاء التصريحات. وعلى خلاف مقدمة المسيرة فإن جهاتها الخلفية كانت أحسن تنظيما وأكثر انضباطا وهدوءا، وكعاتدها سجلت المرأة المغربية حضورا متميزا في المسيرة الشعبية التضامنية مع الشعب العراقي والفلسطيني. من جهة أخرى عزت بعض المصادر الصحفية غياب الأمناء العامين للأحزاب (باستثناء حزب المؤتمر الوطني الاتحادي) وخاصة الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال وغيرهما، إلى كون هذه الأخيرة مرتبطة بلجنة أخرى لدعم العراق ولها خطوات خاصة بها، وكذا إلى غياب أي تنسيق بينهما، وعلل المنظمون قلة الحضور بكون مبادرة دعم العراق لم تردها مسيرة وطنية يقدر ما سعت لأن تكون فقط جهوية للتعبير الرمزي عن أن الشعب المغربي رافض لأي عدوان على العراق. محمد عيادي بيان مسيرة الشعب المغربي ضد العدوان على العراق وفلسطين أمام التحضيرات الجارية على قدم وساق لارتكاب عدوان إرهابي جديد على العراق، يستهدف احتلاله والاستيلاء على خيراته وضرب قدراته في الإنماء والتقدم. وأمام المخطط الإمبريالي الأمريكي البريطاني الصهيوني الذي أصبحت معالمه جلية، والذي يستهدف الأمة العربية والإسلامية وكل من يرفض الانصياع للإرادة الأمريكية، بالتحضير لإعادة رسم خارطة منطقة المشرق العربي والاستيلاء المباشر وغير المباشر على خيراتها واستعباد شعوبها. وأمام تصاعد الإجرام الصهيوني ضد فلسطين، أرضا وشعبا ومقدسات، والذي يستهدف الإبادة الكاملة وتأبيد الاحتلال. فإن مسيرة الشعب المغربي ضد العدوان على العراق وفلسطين تعلن ما يلي: إدانتها القوية ورفضها المطلق لما يحضر من طرف الإرهاب الأمريكي البريطاني الصهيوني من عدوان إجرامي جديد ضد العراق بهدف احتلال أراضيه ونهب ثرواته وسلب إرادة شعبه. سخطها العميق إزاء التواطؤ السافر للعديد من الأنظمة العربية والإسلامية مع الإرهاب الأمريكي الصهيوني الممارس ضد الشعبين الفلسطيني والعراقي، وعزم الشعب المغربي على مواصلة النضال من أجل التصدي لتنفيذ جريمة العصر، ومن أجل حفاظ العراق على استقلاله ووحدته وكرامته. تحيي وتثمن عاليا المشاركة الحاشدة والحماسية والمسوولة في مسيرة 21 يناير التي تشكل محطة من محطات نضالنا وتدعو الجماهير المغربية إلى التعبير بكل الوسائل المشروعة، عن رفضها المطلق لما يجرى التحضير له من طرف قادة الإجرام الأمريكي الصهيوني، وسخطها على كل المتواطئين والذين انساقوا بالكامل من الحكام العرب والمسلمين، مع المشروع الاستعماري الذي يستهدفنا في كياننا وهويتنا ووجودنا. تحيي شموخ الشعب الفلسطيني المجاهد، وتوكد دعم الشعب المغربي للانتفاضة والمقاومة. تحيي كل شعوب العالم التي انتفضت ضد الإجرام الأمريكي الصهيوني، وتدعو كل أحرار العالم إلى الوقوف في وجه سياسة الدمار والعدوان وإبادة الشعوب واستعبادها، التي تنهجها الإدارة الأمريكية والبريطانية وقادة الإجرام الصهيوني. تؤكد أن مصير الأمة العربية والإسلامية يضع القادة العرب أمام مسؤولياتهم التاريخية، ويتطلب موقفا حازما موحدا ضد العدوان وضد المشروع الأمريكي الصهيوني، وأنه لا محيد لكل الأنظمة العربية عن الالتحام في موقف رافض للعدوان وجرائم الإبادة. تحيي بقوة، المومنين من أحرار العالم، الذين أطلقوا حركة الدروع البشرية وتدعو أبناء المغرب إلى الانخراط الكامل في هذه الحركة دفاعا عن العراق ومساهمة في صد العدوان. وما النصر إلا من عند الله عاشت العراق حرة كريمة موحدة وعاش الشعب الفلسطيني صامدا شامخا مقاوما حتى النصر.