شهد المغرب يوم الأحد 23 فبراير2003 مسيرات متعددة في مدن مغربية مختلفة على رأسها الرباط وطنجة والمحمدية، وأجمع الشعب المغربي فيها على تضامنه المطلق مع العراق ضد العدوان المحتمل عليه من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية رغم المعارضة الرسمية والشعبية الدولية. بالرباط، نظمت اللجنة الوطنية لدعم العراق أمس مسيرة وطنية، استجابت لها كل الأحزاب السياسية باختلاف تلويناتها، وشاركت فيها الحركة الإسلامية وكل منظمات المجتمع المدني من جمعيات حقوقية وثقافية ونسائية. وكان التنسيق بين الجهة المنظمة للمسيرة مع كافة الهيئات الأخرى الداعمة للمسيرة.انطلقت هذه المسيرة من ساحة "باب الأحد" بالرباط حيث قدر العدد الأولي للمشاركين ب 100 ألف مشارك وانتعهت في شارع النصر. ويأتي تنظيم هذه المسيرة في سياق التضامن مع الشعب العراقي، بحيث تستعد واشنطن بكل قدراتها السياسية والعسكرية بمساعدة من حلفائها الاستراتيجيين وخاصة منهم بريطانيا لشن الهجوم الغاشم على العاق الشقيق ضدا على الإرادة الدولية حكومات وشعوبا. في هذا السياق صرح إدريس العمراني عضو اللجنة الوطنية لدعم العراق للتجديد أن هذه المسيرة تأتي في سياق تضامن الشعب المغربي مع الشعب العراقي المهدد بشن حرب عدوانية عليه من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف العمراني أن اللجنة الوطنية لدعم العراق دعت كل المنظمات من أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني، والتي أعلنت على انخراطها في المسيرة دون تحفظ. وأشار إلى أن مجموعة من اللقاءات لأجل التنسيق انعقدت قبل انطلاق المسيرة لأجل إنجاحها على شتى المستويات. وعن الهيئات المشاركة في المسيرة قال العمراني "اجتمعت الأحزاب السياسية بدون استثناء وكل منظمات المجتمع المدني والمنظمات حقوقية" وأضاف أن "كل هذه التنظيمات ممثلة في هذه المسيرة بما فيها الأحزاب الموجودة خارج البرلمان، وفي مقدمة المشاركين يوجد حزب العدالة والتنمية والعدل والإحسان وهذا شيء جميل ليلتف المغربة حول هذه القضية المحوريةن وينددوا بالعدوان المرتقب على الشعب العراقي". و في تصريح ل"التجديد" دعا جودت العاني القائم بأعمال السفارة العراقية بالمغرب إلى عدم التوقف عن مجابهة هذه التحديات التي تواجهها العراق، لأن هذه التحديات "لاتنصب على العراق وحده بل تمتد إلى باقي الدول العربية". و بين السيد جودت العاني في حديثه ل"التجديد" أن "الديكتاتورية الأمريكية لاتتوقف عند بغداد، بل لها مطامح جهنمية تريد بها السيطرة على القرار السياسي والاقتصادي لمختلف دول العالم ومنها على وجه الخصوص أوروبا والدول الإقليمية ذات التعددية والتي هي في طور القطبية التعددية". وأضاف جودت العاني أن شعوب العالم تعبر عن مشاعرها الحية في إظهار الديمقراطية الجماهيرية وليست في إظهار الديمقراطية التي هي وراء الكواليس ويتبجح بها الأمريكان والبريطانيون دائما". وأكد العاني أن الديموقراطية الحقيقية تمتلكها الجماهير التي عبرت عن موقفها الرافض للهيمنة على العراق في أمريكا نفسها وفي المغرب الشقيق"، مبرزا "أن كل هذا يضع العالم أمام مفترق الطرق, ويلزمهم بالتعاون لوضع حد نهائي للهيمنة الأمريكية ومطامعها في السيطرة على العالم". وقال الدكتور أحمد الريسوني مصرحا للتجديد "هذا العدوان الأمريكي الذي بات وشيكا ومؤكدا هو ضربة وإجهاز على المبادئ الذي طالما نادت بها الولاياتالمتحدةالأمريكية، فهي إجهاز على مكتسبات الشعب الأمريكي، والأمة الأمريكية التي قامت على مبادئ جيدة منها الديمقراطية والعدالة، ومناشدة السلام. الآن أمريكا تقوم بإبادة هذه المبادئ والتي هي مكتسبات حضارية وتاريخية قبل أن تبيد النظام العراقي وأن تحطم الشعب العراقي والآن أمريكا تبيد مصداقيتها بالكامل، وتصبح عبارة عن غول وعن دولة همجية تقتل وتصول وتجول وتقتل وتبيح من تشاء، ومنطق القوة ضد شعوب العالم لابد أن ينتهي ولابد ألن يندثر، ولا يجوز لهذه الغطرسة وهذه القوة أن تستمر إذا أصبحت الشعوب قاطبة بما فيها جزء كبير من الشعوب الغربية نفسها ضد هذه الغطرسة وهذا العدوان، المسيرة أشكال الاحتجاج لم تتأخر والمسيرة هي حلقات متسلسلة". ومن جهته قال المصطفى المعتصم رئيس جمعية البديل الحضاري "خرجنا لإعلان رفضنا للعدوان على العراق وشعبه المظلوم، ولنعلن أن الحرب ستكون تهديدا للأمن والاستقرار ليس فقط للعالم العربي والإسلامي بل لكل العالم لأن من يزرع العاصفة في الصحراء يجب أن ينتظر أن يجني الزوابع في كل بقعة من بقاع الأرض.". وسجل الأمين العام لحزب الاستقلال السيد عباس الفاسي بسعادة الاستجابة لدعوة المجموعة الوطنية لدعم العراق من كل الأحزاب السياسية والهيئات، مشددا على ضرورة مناهضة الحرب ضد العراق . واكتفى الدكتور الخطيب، الذي كان إلى جانب الجالية العراقية بدعاء بليغ قائلا:" اللهم انصر الاسلام والمسلمين والشعب العراقي وشعبنا". وأكد الأمين الركالة الناطق الرسمي باسم البديل الحضاري أن مسيرة الأحد عبر الشعب المغربي من خلالها على حب السلم والعدل. ودعا إلى مصالحة وطنية (شعوبا وأنظمة ) لجمع الشمل، والاستعداد لمواجهة كل التحديات الاستراتيجية التي تواجه الأمة الإسلامية، مقدرا بأن هذه المسيرة لن تكون الوحيدة، ولن تكون الشكل الوحيد. وأبرز أن مجموعة من المسيرات سبقت هاته المسيرة في الشارع الغربي، لكنه لا يمكن أن قياس الوضعين، لأن الحرية التي يتمتع بها الإنسان الغربي -يقول الركالة-ليس كالاستبداد الذي نعيشه الآن. ومن جهته اعتبرفتح الله أرسلان أن الوقت في الراهن يدعو أكثر فأكثر لمزيد من الضغط الشعبي على القرارات التي يمكن أن تتخذ. وقال" إذا كان الغرب قد عبر في الأسبوع ما قبل الماضي بقوة عن رفضه للحرب القذرة التي تعتزم الولاياتالمتحدة خوضها ضد الشعب العراقي" داعيا إلى استمرار هذه المسيرات والانتفاضات، ومحاولة ترك الشارع العربي متقدا وحيا يعبر باستمرارعلى أنه بالفعل مع إخوانه في العراق. وأوضح أن القضية ما زالت حية وفي أوجها، بل "كلما مر الزمن تدعو الحاجة إلى مزيد من تكثيف هذه المبادرات" و أبرز"أرسلان" أن "السؤال يطرح على الجهة المنظمة، إلى أي حد تستطيع أن تعبئ الجماهير، خصوصا أنه سبق لهذه الجهة أن تراجعت في آخر لحظة عن مسيرات سابقة، والشعب المغربي ما زال يعاقبها على ذلك الموقف السلبي الذي كان وقتئذ". ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات منددة بالعدوان الأمركي المرتقب على العراق، كما رفعت شعارات تدل على تضامن الشعب المغربي مع العراق مثل" كلنا فدا فدا للعراق الصامدة" و"من العراق لفلسطين.. شعب واحد ماشي اثنين"، ورفعت لافتات تدعو إلى اعتبار التطبيع مع الكيان الصهيوني خيانة. غير أن بعض المتظاهرون رفعوا شعارات تندد بمساندة تركيا للعدوان الأمريكي، ورفعت شعار " تركيا النازية .. لاعدالة لا تنمية " إشارة إلى الحزب الحاكم في تركيا، وهناك من اعتبر أن هذا الشعار مزايدة سياسية لكون أن الشعارات المتفق عليها كلها ينبغي أن تكون مساندة لللعراق وفلسطين. نفس الشيء أكده أحد أعضاء المجموعة الوطنية لدعم العراق. ويشار إلى أن الرافعين هذا الشعار هم : حزب الاتحاد الاشتراكي الذي كان يتصدر مؤخرة المسيرة، وجمعية فنار للتربية والتنمية والتضامن وهيئة المحامين بمراكش، كما أن بعض الهيئات لم تحترم ما اتفق عليه من عدم حمل أي لافتة تشير إلى اسم الهيئة و هذه الهيئات هي هيئة المحامين بمراكش وأطاك المغرب، ولجنة التنسيق الوطنية لنساء الأحزاب وجمعية آفاق للنهوض بأوضاع المرأة والشبيبة الاشتراكية. يشار إلى أن مسيرة الرباط حظيت بتغطية إعلامية وطنية ودولية مكثفة. وفي السياق نفسه نظمت لجنةالمحمدية للتضامن مع الشعب العراقي مسيرة شعبية حضرها أكثر من 20 ألف مواطن من المحمدية وأصدرت المسيرة بيانا باسم الهيئات و النقابات والجمعيات بالمحمدية المجتمعة يوم الأربعاء 5 فبراير2003 أكدت فيه أنه"يدين المخططات العدوانية الأمريكية البريطانية ضد الشعب العراقي أمام تواطؤ العديد من الأنظمة العربية و الإسلامية." وحيا البيان الشعب العراقي على صموده ومقاومته للإرهاب الأمريكي. كما وقف البيان بإجلال أمام مواكب الشهداء و تواصل تضحيات الشعب الفلسطيني. وأدان البيان قانون الإرهاب والمخططات الأمريكية الموجهة ضد الشعب العراقي كما استنكر التواطؤ الرسمي العربي - الإسلامي, وطالب الدولة المغربية بوقف كل أشكال التعاون العسكري والاقتصادي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية, وأعلن عن الدخول في برنامج للتضامن مع الشعب العراقي انطلق بتنظيم مسيرة شعبية أمس الأحد وبحملة لمقاطعة السلع الأمريكية. ودعا البيان كل الجماهير بمدينة المحمدية إلى ترجمة فعلية لمشاعر التضامن المبدئية عبر الانخراط الجماعي في البرنامج النضالي للتوعية بالمشروع الأمريكي المهيمن ومخاطره على الأمتين العربية والإسلامية. وصرح نور الدين قربال للتجديد في عين المكان بأن مشاركة حزب العدالة و التنمية في المسيرة يعبر عن الرغبة الصادقة في التضامن مع الشعب العراقي. وأضاف أن مشاركة الحزب تأتي في إطار الاحتجاجات الدولية ضد الممارسات اللامشروعة التي تقوم بها أمريكا تجاه العراق, وقال "إن احتجاجنا يتزامن مع القرارات الدولية خاصة بلدان عدم الانحياز التي كانت ضد المخالفات الواضحة التي قامت بها أمريكا ومن يجري في فلكها". من جهته، عبر عبد الحميد الطيوبي أحد قيادات العدل و الإحسان بالمحمدية عن استعداد الجماعة الدائم للتنسيق مع جميع الفعاليات وجميع من يهمهم أمر هذه الأمة لصالح القضايا الإسلامية الكبرى. وأكد الطيوبي بأن جماعته ستبذل كل ما في جهدها للتنسيق مع جميع الإخوان. وأضاف بأن الجماعة تتضامن كلية مع الإخوان جميعا للدفاع عن قضايا الإسلام الكبرى في العراق وفي فلسطين, وعن المسلمين في جميع بقاع العالم, داعيا الأمة المغربية والإسلامية إلى الوحدة. وقال وايحمان الأمين العام لفدرالية الصحفيين المغاربة إن جميع المغاربة الذين خرجوا في هذه المظاهرات سواء في المحمدية أو الرباط أو غيرها من المدن المغربية يعبرون بصوت واحد عن إدانتهم الجماعية للعدوان الأمريكي على العراق. وقال وايحمان في تصريح للتجديد إن جميع المتظاهرين بمختلف توجهاتهم السياسية والإيديولوجية يقفون صفا واحدا ضد الهيمنة الأمريكية لتي تسيشر بالعالم نحو الهلاك. من جهته أوضح فضيل العسري نائب مسؤول جهة حركة التوحيد والإصلاح بالبيضاء أن جميع المغاربة يرفضون ويدينون منطق الولاياتالمتحدة في تعاملها مع العراق، مؤكدا بأن الهجوم الأمريكي التتري على العراق هو عمل إرهابي لا بد من وضع حد له. وأشار العسري في تصريح للتجديد إلى أن المسيرات الاحتجاجية تبقى عملا مهما مبرزا " أننا رغم كل ذلك نبقى دون المستوى في تعاملنا مع قضايا الأمة الإسلامية خاصة ما تعلق منها بالقضية الفلسطينية والقضية العراقية". وأوضحت عزيزةالبقالي عن حزب العدالة والتنمية في تصريح للتجديد أن مسيرة المحمدية هي مسيرة مباركة تعبر عن الموقف الشعبي الرافض والمدين للسياسة الأمريكية اتجاه العراق وكذلك اتجاه فلسطين، مؤكدة رفضها للحرب ولمنطق الحرب الذي يواجه به الشعب العراقي الشقيق الذي عانى و يعاني الويلات جراء العدوان الأمريكي الغاشم عليه منذ حوالي 12 سنة تقريبا. وفي السياق ذاته نظم المكتب المحلي لحزب العدالة والتنمية بطنجة مسيرة للتضامن مع الشعب العراقي، شاركت فيها جمعيات متعددة وسار على رأسها العلماء وحظيت بتغطية جهوية مكثفة وقدر عدد المشاركين فيها بحوالي 50 ألف متظاهر. وفي تطوان أيضا نظمت مسيرة مماثلة. خديجة عليموسي وعبد الغني بوضرة وإسماعيل العلوي وعزيزة الزعلي بيان من الحركات الإسلامية المشاركة مسيرة دعم العراق في غمرة الاستعدادات المتواصلة للاستكبار الأمريكي البريطاني الغاشم لغزو أراضي العراق، وفي ظل السكوت المفضوح للأنظمة العربية والإسلامية، فإن الحركة الإسلامية المشاركة في مسيرة الشعب المغربي ليوم الأحد 21 ذي الحجة 1423 ه الموافق 23 فبراير 2003م لدعم ومساندة الشعب العراقي الصامد تؤكد رفضها الدائم لاستغلال التمزق العربي وتشرذم الصف الإسلامي من أجل الوصول إلى وضع اليد على ثروات النفط في الخليج العربي ، وإعادة رسم خريطة المنطقة وفق ما يستجيب لأطماع المشروع الأمريكي الصهيوني. وإنها إذ تثمن غاليا روح الانضباط والصمود التي ما انفك يعكسها كل المشاركين والمشاركات، فإنها تؤكد، ومن جديد على أن شعوب الأمة الإسلامية لن تفرط في شبر واحد من أرض الإسلام، وفي مقدمتها أرض الإسراء المباركة، وأن هذا الواقع القاتم وهذا الظلام الحالك مدفوع لا محالة عما قريب بصبح منير قوامه الإسلام. وإن الحاضرين جميعا إذ يباركون الأصوات الحرة الرافضة لمنطق استعمال القوة في مواجهة شعب أعزل، فإنهم يسجلون استنكارهم وإدانتهم لكل حكومات الدول العربية والإسلامية التي فتحت أراضيها ومنشآتها المدنية والعسكرية لتكون قاعدة انطلاق لهذا العدوان الأعمى. (ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز) صدق الله العظيم حركة التوحيد والإصلاح جماعة العدل والإحسان الحركة من أجل الأمة البديل الحضاري نادي الفكر الإسلامي