فضلا عن مسيرة الرباط الكبرى، خرج الشعب المغربي في عدة مدن من المملكة يندد بأعلى صوته بالعدوان الاستعماري الأنجلوأمريكي على العراق كله، ويطالب الجهات المسؤولة باتخاذ التدابير اللازمة للوقوف بجانب العراقيين ومواجهة المعتدين. في طنجة عروس الشمال، وأكادير سوس العالمة لأول مرة، وفي مدينة سطات وسط المغرب، وفي بني ملالوالفقيه بنصالح، وغيرها... هذه مشاهد وتقارير مركبة لمراسلينا بعبن المكان. مسيرة ضخمة في عروس الشمال طنجة: أزيد من 100000متضامن في جو مفعم بالغضب والاستنكار خرجت جماهير طنجة صارخة منددة بما يحدث في العراق الصامد من تقتيل وتدمير. وانطلقت الجموع من ساحة الكويت مرددة شعارات التضامن والفداء مع الشعب العراقي وما كادت المسيرة الشعبية العارمة تتقدم قليلا في شارع مولاي يوسف حتى التحم بها أزيد من 70 ألف متظاهر ومتظاهرة. ارتفعت أصوات النساء والرجال، الأطفال والشيوخ منادية بوقف الهمجية الطاحنة في العراق، ومنددة بتخاذل الأنظمة العربية وسكوتها، ومطالبة بفتح باب الجهاد من أجل صد العدوان الغاشم على أرض العراق المجاهدة. وقدر عدد المشاركين في المسيرة بأزيد من 100 ألف مشارك عند نهايتها في ساحة مسجد بدر، حيث تلي البيان الختامي للمسيرة التضامنية مع العراق المجاهد، والتي دعت إليها اللجة المحلية لمساندة العراق، وشاركت فيها جميع الهيئات والمنظمات والجمعيات بل وكل جماهير طنجة. في مدينة سطات مسيرة تضامنية مع الشعب العراقي: المقاومة هو الكفيل بوقف الطغيان الأمريكي ولن ننسى فلسطين تظاهر أكثر من 20000 شخص صباح أمس الأحد في مسيرة شعبية بمدينة سطات تضامنا مع الشعب العراقي البطل واحتجاجا على العدوان الغاشم للطغمة العسكرية الأمريكية البريطانية هاتفين شعارات تنديدية بهذا العدوان: "لا إله إلا الله.. جورج بوش عدو الله" "الله أكبر عاصفة.. لميركان ناسفة" "من سطات إلى بغداد.. شعب واحد لا يباد"... وقد انطلقت هذه المسيرة التي تعتبر ربما أول مسيرة شعبية بهذا الحجم في تاريخ مدينة سطات، من ساحة محمد الخامس وجابت عدة شوارع بالمدينة والتحق بها العديد من المواطنين الذين أدمت قلوبهم مشاهد التقتيل التي يتعرض لها الأطفال والنساء والشيوخ... من طرف العدوان الثلاثي الشرير. هذا وقد التقت التجديد بعدة فعاليات إسلامية وسياسية وجمعوية مؤطرة لهذه المسيرة، حيث أكد أبو إبراهيم عن (الاتحاد الاشتراكي) أن هذا التضامن الذي جمع عدة هيئات يأتي ضد الغطرسة الإمبريالية الصهيونية، مضيفا أنه يجب فتح جبهة مقاومة للغطرسة والعدوان على الشعب العراقي، وأيضا الشعب الفلسطيني الذي يباد في ظل سكوت الأنظمة العربية والمجتمع الدولي. كما ندد رشيد متروفي (رئيس جمعية الوسام) بهذا العدوان الغاشم، مدينا صمت الأنظمة العربية، وداعيا إلى تفعيل أساليب المقاومة. وفي السياق ذاته قال الكاتب المحلي لحزب العدالة والتنمية عبد المجيد العمري، إن هذا أقل تعبير عن تضامننا المطلق مع الشعب العراقي، داعيا المسلمين إلى الدعاء، ومقاطعة بضائع الأعداء، مضيفا أن مثل هذه المسيرات الشعبية في الوطن الإسلامي، هي رسالة داعمة للحكام من أجل تبني قضايا الأمة والتفاعل معها بكل قوة، لأن الصهيونية الأمريكية تنظر إلى الأمة كوحدة متكاملة يجب تفتيتها. وقال ممثل الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان بسطات: "... إن الله تعالى أرسل لنا هذه الدغدغات لتوقظ همم الأمة الإسلامية التي نامت، كما نادى جميع الشعوب بأن تنتفض وتنهض لتقوم قومة رجل واحد، منددا في الوقت نفسه بالأنظمة التي تحاصر الشعوب". وعن حركة التوحيد والإصلاح، أعرب عبد الكريم حمدون عن تضامنه المطلق مع الشعب العراقي متمنيا من الله عز وجل أن ينصره، وأن ما نقوم به الآن هو أضعف الإيمان، مضيفا أنه علينا أن لا ننسى كذلك إخوانا الفلسطينين والمحنة التي يعيشونها وأعلن محمد حسون، عن البديل الحضاري، عن ارتياحه للأجواء الحميمية التي تطبع المسيرة، الشيء الذي يؤكد الصدى الطيب للشعب المغربي الحضاري الذي يتجاوب مع إخوانه في العراق وفلسطين اللذين يتعرضون لأعتى همجية من طرف الصهاينة والأمريكان. وفي الإطار نفسه أعلن عباس مومو، عن المؤتمر الوطني، من تضامنه اللامشروط مع الشعب العراقي في محنته بحكم أن هذه الحرب عدوانية، وتعتبر غزوا من أجل مصالح شخصية، وأنه بدأ الصراع على الغنائم". وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة المحلية لمساندة أصدرت بيانا ختاميا دعت فيه الجهات المغربية للتمعن في الانضمام الإسباني الرسمي للحلف الأمريكي الانجليزي، وطالبت برد الاعتبار للشرعية الدولية، كما أكدت على أن الهجوم الإمبريالي على العراق لن ينسينا القضية الفلسطينية وأن خيار المقاومة هو الكفيل بوقف الطغيان الأمريكي. لأول مرة في أكادير: أزيد من 30 هيأة بأكادير بأكثر من 30 ألف مشارك في مسيرة تضامنية مع الشعب العراقي يوم تاريخي مشهود، ذلك الذي شهدته مدينة أكادير يوم أمس الأحد. المناسبة المؤلمة تنظيم مسيرة تضامنية حاشدة دعت إليها أزيد من 30 هيأة سياسية وحقوقية وجمعوية من مختلف الرؤى والحساسيات، للتعبير عن التضامن مع الشعب العراقي الشقيق في محنته العدوانية الانكلوأمريكية. فلأول مرة في تاريخ مدينة أكادير، يخرج أزيد من 30 ألف متظاهر من سكان سوس العالمة بهذا الحشد الجماهيري المكثف تعبيرا عن سخطهم وإدانتهم للعدوان الوحشي على الشعب العراقي الأعزل، والتنديد بتخاذل الأنظمة العربية المتواطئة، مطالبين بالدعوة إلى الوقف الفوري لهذا العدوان ومقاطعة البضائع الأمريكية والبريطانية، مع إلغاء كل الاتفاقيات العسكرية مع العدو، والمطالبة بمحاكمة المجرم "بوش" "شارون" و"بلير"، كما جاء في البيان الذي وزع على المشاركين ووقعته الهيآت المنظمة. وقد تميزت هذه التظاهرة التي عرفت حضورا مكثفا للتيارات الإسلامية برفع شعارات ولافتات معبرة عن مناهضة كل ألوان الحرب الإمبريالية على شعب العراق الأعزل، والدعوة إلى المساندة المطلقة لهذا الشعب. بخصوص هذه المسيرة يقول الدكتور أحمد المنادي"(الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بأكادير) للتجديد" "نحن اليوم نعيش عرسا واحتفالا نضاليا مع الشعب العراقي المناضل، المجاهد ضد القصف الصهيوني الأمريكي الذي ينهال عليه بين الفينة والأخرى، ونحن في هذه المسيرة التضامنية في مدينة أكادير نعلن أن هذه المدينة قلعة مناضلة بجانب الشعوب العربية الإسلامية والتي تناضل من أجل حقها في الحياة والتحرير". كما صرح للتجديد كذلك الدكتور عبد الواحد الإدريسي (حركة التوحيد والإصلاح بأكادير): هذه المسيرة تعبير عن التنديد بهذا العدوان الأمريكي البريطاني الذي يهدف إلى التحكم في مقدرات الأمة وإمكاناتها المادية، مسيرة يعبر فيها أبناء سوس عن تضامنهم مع الشعب العراقي، ضد الظلم والاستبداد العالميين، ضد التخاذل العربي، ضد الفرقة والتشرذم. إننا في حركة التوحيد والإصلاح نعتبر أن هذه الوقفة مستوى من الجهاد نرجو ثوابه عند الله عز وجل. أما "عباس مصباح" (رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان) فقد اعتبر "أن هذه المسيرة أقل ما يمكن التعبير به عن التضامن مع الشعب العراقي، إلا أننا نطالب الأنظمة العربية بفتح الحدود للجهاد والتضامن، وندعوها لقطع العلاقات الديبلوماسية مع الأعداء..". والجدير بالذكر أن هذه المسيرة عرفت بعض الانزلاقات التي لا تمت لقيم التضامن بصلة تذكر منها: تهافت زعماء بعض الهيآت بالظهور في المقدمة، وإقدام بعض المستشارين بالمجلس البلدي بالظهور أمام المتظاهرين وكأنهم هم المنظمون، وكأن هذه المسيرة هي بمثابة حملة انتخابية لكسب أصوات قبل أوانها. كما أن بعض فلول اليسار الراديكالي، جعل من هذه المسيرة فرصة للتعبير عن مكبوتاته السياسية المتقادمة، كرفع لافتة مكتوب عليها (الاشتراكية هي البديل) ورفع شعارات مناهظة لتوجهات ومبادئ التيارات المجتمعية الأصيلة. ويبقى الرهان على تكريس ثقافة تضامنية أصيلة لدى بعض النخب والهيآت أمل الغيورين على قضايا الأمة التي ما أحوج الجميع الالتفاف حولها بعيدا عن كل ألوان الطيف السياسي الحساسيات الإيديولوجية، ومع ذلك، تبقى هذه المحطة التضامنية تاريخية بكل مقاييس التضامن في سجل سكان سوس العالمة والمجاهدة. في مدينة الفقيه بن صالح: مهرجان خطابي رغم إلغاء الباشا للمسيرة بالرغم من القرار الجائر للسيد باشا المدينة، القاضي بإلغاء المسيرة التضامنية للمرة الثالثة، لأسباب لا مبرر لها، وتتعلق بالمسألة الأمنية حسب رسالته المؤرخة ب27/3/2003، فإن ذلك لم يثن إرادة سكان وجماهير المدينة، للتجمع بساحة المسيرة الخضراء، لحضور المهرجان الخطابي الذي نظمه حزب العدالة والتنمية والاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وذلك تضامنا مع الشعبين العراقي والفلسطيني. وهكذا بعد سلسلة من الشعارات الحماسية ألقى الأستاذ عبد الله أخراز كلمة باسم المكتب المحلي للحزب، وتلا محمد اللويز بيان الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في حين تلا عبد القادر عسري البيان الختامي للمهرجان، داعيا فيه الجماهير إلى التعبير العملي على اختيار الرفض من خلال مقاطعة المنتوجات الأنجلو أمريكية والتوجه إلى الله بالصوم والدعاء لنصرة شعبي العراق وفلسطين وكل شعوب الأمة الإسلامية. وختم المهرجان بالدعاء الصالح لإخواننا من طرف الشيخ محمد تمانت. عبد الخالق الغربي/طنجة الزاهدي/أكادير أبو نائلة/الفقيه بنصالح محمد معناوي/سطات