توفي الناخب الوطني الأسبق، الإطار الفرنسي هنري ميشيل صباح اليوم الثلاثاء عن عمر يناهز 71 عاما، وبدأ المدرب الفرنسي مساره الكروي في فريق أياكس الهولندي سنة 1964، لينتقل بعد ذلك لفريق نانت الفرنسي بعد عامين، فيما حمل قميص المنتخب الفرنسي في الفترة المتراوحة ما بين 1969 و 1980، شارك معه في 58 مباراة دولية وسجل 4 أهداف. واسم الفرنسي هنري ميشيل لا يخفى على أي مغربي، فهو المدرّب الذي ارتبط اسمه كثيرا بالمغرب وباسود الأطلس وأمجاد التسعينيات، نظرا لإنجازاته مع المنتخب الوطني والتأهل إلى مونديال فرنسا 1998.
وارتباط الراحل بالمغرب انطلق منذ سنة 1995، بعدما قررت جامعة الكرة منحه الثقة لتكوين منتخب وطني قادر على العبور إلى المونديال للمّة الثانية تواليا، بعد مشاركة في كأس العالم بالولايات المتحدةالأمريكية سنة 1994.
وفّرت له الجامعة كل الإمكانيات اللازمة لبلوغ هذا المراد، دون إغفال الحضور في كأس إفريقيا، لكن ذلك لم يتحقّق في أوّل محك حقيقي فشل فيه بعدم ضمان مكان مع فرق إفريقيا القوية في المونديال الإفريقي، الذي احتضنته جنوب إفريقيا سنة 1996.
وواصلت الجامعة الملكية دعمها لميشيل من جديد شريطة التأهّل لمونديال فرنسا سنة 1998، ليظهر في الإقصائيات بوجه غير الذي ظهر به في تصفيات "الكان"، حيث ضرب موعدا مع منتخب غانا القوي، والذي شكّل محطّة فاصلة في التأهّل إلى كأس العالم، ليواجه المدرّب الفرنسي جميع منتقديه بهذه النتيجة.
كما أعطت بطولة إفريقيا المقامة سنة 1998 في بوركينا فاسو ملامح تكوّن منتخب قوي، بداية بالتصفيات التي تجاوزها بسهولة، إلى النهائيات التي تصدّر فيها مجموعته في الدور الأوّل، قبل أن تقف المسيرة في دور الربع أمام جنوب إفريقيا بهدفين لهدف وحيد، ويبدأ بعدها التفكير في مونديال فرنسا صيف تلك السنة.
لكن السفر إلى فرنسا لم يكن للسياحة، فقد عاد ميشيل إلى وطنه الذي تلقى فيه أولى خطواته في "الساحرة المستديرة"، وأراد من خلال ذلك، التأكيد على أنه الطفل الذي يرغب في التأكيد للجميع أنه مجتهد وسينال نصيبه بالمضي قدما في أقوى مسابقة عالمية، بيد أن مساره "الإيجابي" لم يقابله "حظ" مماثل، وخرج من باب الكبار بطريقة لعبه وتنافسيته حتى آخر الدقائق، حينها عرف الكل قيمة هنري ميشيل، ترك ميشيل الحياة وانتقل إلى جوار ربه، على بعد أيام قليلة فقط من انطلاق نهائيات كأس العالم لكرة القدم بروسيا والتي عرفت تأهل الأسود بعد 20 سنة من الغياب أي بعد آخر تأهل على يد الراحل.