توفي اليوم الثلاثاء الإطار الفرنسي هنري ميشيل عن سن ال70 سنة، بعد صراعه الطويل مع المرض اللعين. وعانى هنري ميشال صانع جيل 1998، في السنوات الأخيرة،من مرض السرطان الذي جعله يعتزل كرة القدم كمدرب ومتتبع ويلازم شقته، قبل أن يستسلم اليوم للموت. واسم الفرنسي هنري ميشيل لا يخفى على المغاربة والمتتبّعين، فهو المدرّب الذي ارتبط بالمغرب كثيرا، على اعتبار إنجازاته مع المنتخب الوطني، والرجاء البيضاوي. ارتباط الراحل بالمغرب انطلق منذ سنة 1995، بعدما قرّرت الجامعة الملكية لكرة القدم منحه الثقة لتكوين منتخب وطني قادر على العبور إلى المونديال للمرّة الثانية على التوالي، بعد مشاركة في كأس العالم بالولايات المتحدةالأمريكية سنة 1994. وفّرت له الجامعة كل الإمكانيات اللازمة لبلوغ هذا المراد، دون إغفال الحضور في كأس إفريقيا، لكن ذلك لم يتحقّق في أوّل محك حقيقي فشل فيه بعدم ضمان مكان مع فرق إفريقيا القوية في المونديال الإفريقي الذي احتضنته جنوب إفريقيا سنة 1996. وواصلت الجامعة الملكية دعمها لميشيل من جديد شريطة التأهّل لمونديال فرنسا سنة 1998، ليظهر في الإقصائيات بوجه غير الذي ظهر به في تصفيات “الكان”، حيث ضرب موعدا مع منتخب غانا القوي، والذي شكّل محطّة فاصلة في التأهّل إلى كأس العالم، ليواجه المدرّب الفرنسي جميع منتقديه بهذه النتيجة. كما أعطت بطولة إفريقيا المقامة سنة 1998 في بوركينا فاسو ملامح تكوّن منتخب قوي، بداية بالتصفيات التي تجاوزها بسهولة، إلى النهائيات التي تصدّر فيها مجموعته في الدور الأوّل، قبل أن تقف المسيرة في دور الربع أمام جنوب إفريقيا بهدفين لواحد، ويبدأ بعدها التفكير في مونديال فرنسا صيف تلك السنة. السفر إلى فرنسا لم يكن للسياحة، عاد ميشيل إلى وطنه الذي تلقى فيه أولى خطواته في “الساحرة المستديرة”، وأراد من خلال ذلك، التأكيد على أنه الطفل الذي يرغب في التأكيد للجميع أنه مجتهد وسينال نصيبه بالمضي قدما في أقوى مسابقة عالمية، بيد أن مساره “الإيجابي” لم يقابله “حظ” مماثل، وخرج من باب الكبار بطريقة لعبه وتنافسيته حتى آخر الدقائق، حينها عرف الكل قيمة هنري ميشيل. و تجدر الإشارة إلى أن رحلته في “المجال التدريبي” مرت بالعديد من المحطات، بين منتخبات فرنسا، ساحل العاج و المغرب، و الكامرون، وتونس، إلى جانب أندية، النصر السعودي و العين الإماراتي، ثمالرجاء الرياضي و باريس سان جيرمان الفرنسي، و الزمالك المصري و صان داونز الجنوب إفريقي.