كشفت رسالة التعزية التي بعث بها أحمد أويحيى، الوزير الاول الجزائري، على إثر تحطم الطائرة العسكرية ببوفارك، إلى أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش، بدل الرئيس بوتفليقة عن حقيقة من يسير الجارة الشرقية. أحمد اويحيى، وبدل تعزية رئيس البلاد، اختار بوعي تعزية الرئيس الفعلي للبلاد أحمد قايد صالح، لأنه يعلم علم اليقين ان من يتحكم في القرار بالجزائر هو الجيش ومخابراته، وليس الرئيس بوتفليقة الذي لا يعدو أن يكون دمية في أيديهم ..
وتساءل العديد من المتتبعين للشأن الجزائري، عن خلفيات إرسال التعزية إلى أحمد قايد صالح وليس إلى بوتفليقة، حيث اعتبر البعض منهم ان الأمر يتعلق برسالة ولاء من الوزير الأول إلى رئيس أركان الجيش، خاصة ان هذا الأخير لا يخفي طموحاته في الرئاسة، وهو أمر لم يعد يخفى على أحد.
وفيما اعتبر البعض، أن الأمر يتعلق بحالة سهو وشرود من السيد أويحيى، رأى البعض الآخر ان هذا الأخير كان واعيا بما أقدم عليه باعتباره أحد الراسخين في دواليب الحكم بالجزائر ولديه معرفة دقيقة بمن يتحكم في القرارات بالجارة الشرقية، وكان رئيسا لديوان بوتفليقة لسنوات، لذا أرسل التعزية إلى من يهمه الأمر وهو بالطبع قايد صالح، الذي أضحى يسيطر في الآونة الأخيرة على كل القرارات في الجزائر، فيما يدفع ببوتفليقة إلى الواجهة للتستر على ذلك وإيهام الرأي العام بان أمور الجزائريين "شورى بينهم"!!
ما أقدم عليه أويحيى، سواء كان عن وعي أو بسبب سهو وشرود، يؤكد ويكشف بما لا يدع مجالا للشك أن الجزائر تسير برأسين، رأس في الواجهة لا يتحكم في اي قرار وليس له أدنى وزن، وهو الرئيس بوتفليقة، ورأس آخر، وهو المصدر الحقيقي لكل القرارات وهو الذي يتحكم في كل شاذة وفادة بالجزائر، كما كان الأمر على عهد الجنرال توفيق، الملقب ب"رب الدزاير"، وبالتالي فإن احمد اويحيى يعي جيدا أن "ربّ الدزاير" الجديد ليس هو ساكن قصر المرادية بل شخص آخر في مكان آخر، وكانت رسالته إلى القايد صالح للتعبير عن ولائه ووفائه لهذا الأخير حتى يضمن استمرار مصالحه ونصيبه من الريع، إذا لم ينتفض الشعب الجزائري طبعا ويقلب الطاولة على المتحكمين في رقابه منذ الاستقلال!!