تعمد الاعلام الرسمي الجزائري وسائر ابواق نظام العسكر، تجاهل ما يجري هذه الايام من قمح وحشي وسحل للمواطنين بمنطقة القبائل، مفضلا التدخل في شؤون المغرب التي لا تعنيه وتضخيم ما يقع في الحسيمة من مظاهرات تعبر عن مدى وعي المجتمع المغربي ومستوى الديمقراطية التي تسري في عروقه.. وعكس الادعاءات التي تحاول من خلالها الابواق الاعلامية الجزائرية تحريف ما يقع في الريف من مظاهرات مشروعة والتهويل منها، ووصف مطالب المحتجين بأوصاف تعبر عن مرض نفسي مستبد بحكام الجزائر تجاه المغرب، فإن هذه الابواق لم تتطرق ولو في قصاصة صغيرة إلى ما وقع يوم 14 يونيو الجاري ببلدة ازازكا قرب تيزي وزو، حيث تعرض امازيغ القبائل إلى قمع وحشي وسحل في الشوارع ينم عن ديكتاتورية نظام العسكر واستماتته في تقتيل أبناء هذه المنطقة لا لشيء سوى انهم اختاروا الدفاع عن هويتهم والمطالبة بحقوقهم بأساليب سلمية في مواجها الآلة القمعية والترسانة الأمنية والعسكرية التي تطوق بلاد القبائل..
وتعرض المتظاهرون، واغلبهم من حركة "الماك" المطالبة بالاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل التي يتزعمها فرحات مهني، لعملية قمع وحشية وتم سحل العديد منهم وضمنهم رشيدة إيدر، رئيسة التنسيقية الغربية ل"الماك"، حيث أظهر شريط فيديو عناصر الامن وهي تسحل المناضلة وتشبعها ضربا في منظر يذكرنا بأعتى الديكتاتوريات.
ورغم أن منطقة القبائل هي التي اعطت أغلب قيادات ثورة التحرير وكان لها النصيب الاوفر من الشهداء الذين ضحوا بارواحهم وبأمن وسلامة أسرهم، إلا ان نظام العسكر الذي استولى على الحكم عبر الانقلاب على الثورة في بداية الستينيات من القرن المنصرم، عمد إلى قمع أبناء المجاهدين والشهداء في القبائل في محاولة لاجتثاثهم واقتلاع هويتهم التي يتشبتون بها ويدافعون عنها في وجه محاولات الابادة التي ينهجها النظام العسكري..
وعوض الاهتمام بشؤون مطبخه الداخلي، حاول نظام العسكر الهروب إلى الامام من خلال تعبئة ابواقه الاعلامية لتشويه ما يقع في الر يف من مظاهرات سلمية ووجهت بحكمة وتبصر من طرف رجال الامن ، عكس ما يقع في القبائل وفي غرداية وباقي الجهات بالجزائر من قتل وتقمع محشي يقتضي المساءلة من طرف المنتظم الدولي..