أقدم النظام الجزائري على قمع التظاهرات السلمية التي نظمها سكان القبائل والتي دعت إليها كل من "الحركة من اجل الاستقلال الذاتي بمنطقة القبايل "(MAK) وحزب "التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية"(RCD)، وذلك تخليدا للذكرى 33 للربيع الامازيغي "تافسوت ايمازيغين" والذكرى 13 للربيع الأسود "تافسوت تابركانت"، والتي راح ضحيتها العشرات من القتلى بالإضافة إلى المئات من الجرحى والمفقودين.. وكانت قمة القمع الوحشي لنظام بوتفليقة تلك التي طالت مناضلي الMAK والRCD بكل من مدن "البويرية" وتيزي وزو، التي توجت باعتقال العشرات من الأشخاص وطالت الناشط الامازيغي خالد الزيراري، نائب رئيس الكونغرس العالمي الامازيغي، الذي شارك في تخليد الذكرى حيث ألقى كلمة تضامنية بالمناسبة..
ومباشرة بعد انتهاء مسيرة تيزي وزو عمدت السلطات الأمنية الجزائرية إلى اعتقال خالد الزيراري وترحيله مباشرة، على متن أول رحلة جوية متوجهة إلى المغرب.
ورفع المنظاهرون شعارات مناهضة للنظام العسكراتي الذي يحكم الجزائر منذ استقلال البلاد، كما طالبوا برحيل الرئيس بوتفليقة فضلا عن المطالبة بالاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل والاعتراف الرسمي باللغة الامازيغية. . ويأتي تخليد امازيغ القبائل ومعهم الامازيغ بشمال افريقيا والدياسبورا لهذه الذكرى، التي تصادف يوم 20 ابريل من كل سنة، تخليدا للأحداث المأساوية التي شهدتها الجزائر على إثر منع الكاتب الامازيغي مولود معمري إلقاء محاضرة حول اللغة الأمازيغية و الشعر و الحضارة الأمازيغية بتاريخ 1980/04/10 بجامعة تيزي وزو.
هذا المنع الذي لم يكن يستند إلى أي مبررات موضوعية سوى الخلفيات الإيديولوجية للنظام الجزائري الذي يكنّ عداء مبدئيا لكل ما له علاقة بالامازيغية لغة وثقافة، وهو ما دفع بطلبة جامعة تيزي وزو إلى إعلان إضراب عام ومفتوح، امتد إلى الثانويات و الاعداديات ليشمل كافة المؤسسات و الشركات الحكومية، ما أدى إلى ارتفاع درجة التوتر والاحتقان بولاية تيزي وزو عاصمة القبائل ..
و في يوم 07 ابريل تقرر إجراء مسيرة سلمية بالجزائر العاصمة وهي المسيرة التي انتهت بشكل مأساوي بعد التدخل الهمجي لقوات الأمن و مكافحة الشغب وانتهت باعتقال عشرات من المناضلين الأمازيغ و جرح المئات الآخرين..
بعد ذلك امتدت الحركة لتشمل كل المدن الامازيغية الأخرى بالجزائر لتصل أوجها بتاريخ 20 ابريل 1980، حيث ستشهد كل من تيزي وزو عاصمة القبائل و بجاية و بومرداس و الجزائر مظاهرات كبيرة امتدت لتصل إلى وهران اعتقل على إثرها العشرات من نشطاء النهضة الامازيغية..
وقد دأب الامازيغ بمنطقة القبائل على تخليد هذه الذكرى يوم 20 ابريل من كل سنة، وذلك من خلال تنظيم تظاهرات ثقافية ومسيرات احتجاجية للمطالبة بالاعتراف الرسمي بالامازيغية لغة وثقافة، إلا ان سنة 2001 تميزت بأحداث مأساوية أليمة بدأت يوم 18 ابريل 2001، بمقتل التلميذ ماسينيسا كرماح بالرصاص داخل مقر الدرك ببلدة "أيت دوالا" بمنطقة القبائل، لتمتد إلى ابريل 2002، حيث عرفت المنطقة قمعا وحشيا في حق سكان القبائل وممثليهم المنضوين تحت تنسيقيات "العروش"، اسفرت عن مقتل أكثر من 126 شخص وجرح ما يربو عن 5000 آخرين..
ويعتبر الاحتفال بذكرى كل من الربيع الامازيغي والربيع الأسود مناسبة وموعدا للتذكير بالمطالب المشروعة للامازيغ وكذا الترحم على أرواح شهداء الحركة الأمازيغية، وهي المناسبة التي لم تعد حكرا على امازيغ القبائل بالجزائر، حيث أضحت موعدا يُحتفى به من طرف الحركة الامازيغية بكل دول شمال افريقيا وبالدياسبورا..
وفي المغرب تقرر هذه السنة تنظيم مسيرة بمدينة مكناس ،اليوم الأحد 21 ابريل 2013، دعت إليها تنسيقية "تاوادا" وذلك تخليدا لذكرى الربيع الامازيغي والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الامازيغ، الذين يقبعون في السجون بعد صدور أحكام ثقيلة في حقهم، على إثر الأحداث والمواجهات الأليمة التي وقعت بين طلبة الحركة الثقافية بالجامعة وعناصر ينتمون إلى تيار من تيارات الفصيل القاعدي..