أقدمت قوات الأمن الجزائرية على ارتكاب مجزرة في منطقة القبائل ،المعروفة بمعارضتها للنظام في الجزائر . وسجل المراقبون أن هذه المجزرة تأتي بعد ساعات فقط من الانتخابات الرئاسية التي أعطت الفوز للرئيس بوتفليقة ، وهي الانتخابات التي خاضت منطقة القبائل ما يعرف بمعركة رفض الانتخابات ورفض رئيس مريض على الجزائريين ن وهو ما اعتبره المراقبون رد فعل انتقامي ضد أمازيغ القبائل وموقفهم الذي عبروا عنه بكل وضوح . أحداث المجزرة تم تصويرها في شريط،انتشر كالنار في الهشيم في مواقع التواصل الاجتماعي بالأنترنيت،حيث ظهرت عناصر من قوات الشرطة الجزائرية وهي تقوم بعملية محاصرة وتمشيط لأحد أحياء تيزي وزو ،مع استعمال الرصاص إلى جانب حملات مداهمة وعنف وما يرافقها من أساليب السبّ والشتم والإهانة ضد السكان، مما يبين بوضوح مدى تورط قوات الأمن الجزائرية في انتهاك حقوق الإنسان ، وعدم التردد في ارتكاب جرائم القتل . ولعل ما حدث مؤخرا في غرداية ، وما وقع الآن في القبائل، دليل على أن هذه الانتهاكات أصبحت ممنهجة ، وبأسلوب منظم ينهجه النظام في مواجهة المظاهرات والاحتجاجات السلمية هنا وهناك ، وكل الأصوات المعارضة لسياسته ، وهو ما رأى فيه المراقبون خرقا صارخا للحريات ، ودوسا فظيعا لحقوق الإنسان . من مظاهر هذا القمع الفظيع ، مشهد مجموعة من رجال الشرطة الجزائرية وهم يجرّون مواطنا يظهر أنه مصاب إصابة خطيرة بالرصاص ، بل إن بعض وسائل الإعلام ذهبت إلى القول أنه كان مقتولا حينها . هذا الفيديو كان له وقعه الكبير على نفسية الجزائريين عامة ، وأمازيغ القبائل خاصة ، مما جعل هؤلاء يقولون أن النظام تجاوز الحدود ، وأنه أعلن الحرب على كل من يعارضه أو يرفضه في غرداية والقبائل وغيرهما . وقد عرفت المسيرة التي دعت إليها "حركة تقرير مصير القبائل" (ماك) سقوط عدد كبير من الجرحى في صفوف المتظاهرين. وكانت عدة أحياء ، مثل عميود، كريم بلقاسم، شارع حسناوة مسرحا لمواجهات عنيفة بين قوات الأمن والسكان ،حيث تم إغلاق شوارع بالمتاريس والعجلات المطاطية والأحجار وغيرها من الحواجز . نفس المواجهات العنيفة شهدتها جامعة مولود معمري. ومن المعلوم أن هذه الأحداث تأتي على خلفية الموقف الرافض لسكان القبائل للولاية الرابعة لبوتفليقة . إزاء هذه الأحداث دعت "حركة تقرير مصير القبائل " إلى مسيرة يوم 27 أبريل الجاري احتجاجا على أعمال القمع الذي واجهت به السلطات الجزائرية مسيرة الحركة والتي تحولت على مواجهات خلفت العديد من الضحايا. وأصدرت الحركة نداء للمشاركة المكثفة في هذه المسيرة للتنديد بالقمع البوليسي ، والتعبير عن رفض سكان القبائل للاعتداءات التي تستهدفهم من طرف من سماهم نداء الحركة "قوات الكراهية والفوضى التي تخدم نظاما فاشيا واستعماريا"، وايضا للاحتجاج ضد القمع البوليسي ، ومن أجل تقرير مصير منطقة القبائل .