أصيبت صحافة المازوت الجزائرية بسعار رهيب شبيه بسعار الكلاب في عز الصيف، ودخلت في متاهة التحليلات الدونكيشوتية، حيث ترى بأم عينيها الاختراقات المغربية العملاقة في إفريقيا ولكنها تصارع طواحين الكذب، وتعيد صناعة الكذب الذي لا يمكن أن يصدقه العالم، لأن ما يقوم به جلالة الملك في بعض الدول الإفريقية تتابعه وسائل إعلام دولية ومحايدة وحتى معادية للمغرب. صحافة المازوت الجزائرية أكدت مرة أخرى أنها بليدة في ممارسة العداوة، حيث لا يمكن اختلاق أخبار لا يصدقها العالم، وزعمت صحيفة الخبر، المعروفة بتمويلها من قبل المخابرات العسكرية الجزائرية، أن إطلاق مشروع خط أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب غير حقيقي وكتبت في صدر صفحتها الأولى "أنبوب وهمي لتزويد أوروبا بالغاز النيجيري...الرباط تعلن حربا طاقوية على الجزائر".
ما أبلد صحافة المازوت. كيف يشكل أنبوب وهمي مصدر حرب على الجزائر؟ إذا كان هذا الأنبوب مجرد وهم فهذا ينبغي أن يكون مصدر فرح ل"الأشقاء اللدودين"، لا مصدر إزعاج وانزعاج.
ما الذي يزعج الجزائر من أنبوب الغاز المذكور؟ يعتبر الخط المذكور مشروعا عملاقا، وهو بالإضافة إلى رهاناته الاقتصادية هو مشروع يدخل في سياق إعادة رسم الجغرافية السياسية لإفريقيا، وإخراجها من نير التبعية للقوى الاستعمارية التي ما زالت تنتهك خيرات هذه القارة السمراء ومن نير دولة المازوت التي كانت توزع رشاوى من أجل المواقف.
الجزائر "الشقيقة اللدودة" لم يكن في حسبانها يوما ما أن عصر تقديم الرشاوى وشراء الذمم والمواقف مقابل أموال تخرج من عائدات النفط والغاز سينتهي، وان إفريقيا سوف تستيقظ من غفوتها وسيصحو ضميرها، وأن القارة السمراء تعرفت على محتوى آخر من العلاقات لا يريد شراء أحد ولكن يحمل خبرات ومشاريع ضخمة تستفيد منها بلدان إفريقيا، ويساهم في تنمية الشعوب.
والفرق واضح بين دولة المازوت، التي تكرس التبعية من خلال الرشاوى، وبين مشروع ملكي يطمح إلى الدفاع عن سيادة الدول الإفريقية ويطالبها ويدعوها لتأسيس عهد جديد قوامه التعاون جنوب - جنوب.