يبدو ان الولاياتالمتحدةالامريكية بدأت تستشعر خطورة الاوضاع في الجزائر، وذلك بعد انسداد الافق السياسي واشتداد الازمة الاقتصادية بفعل تراتجع اسعار النفط الذي يعتبر المصدر الرئيسي لامدادات الخزينة العمومية بالبلاد.. ويأتي انشغال بلاد العم سام على الاوضاع الجزائرية المتأزمة، من خلال مقال نُشر بمجلة "فورين أفيرز"، أحد اهم المراجع الاعلامية المقربة من وزراة الشؤون الخارجية الامريكية، والذي بسط فيه كاتبه أبرز ما يميز الوضع في الجزائر وما يشكله من خطورة على المنطقة في حال تعطل الاصلاحات السياسية والاقتصادية..
وفي هذا الاطار تساءل الكاتب فرانسيكو سيرانو، في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز"، عما إذا كانت الجزائر تقترب من حافة الهاوية، بعد ان استطاع النظام ان يسلك وسط الاضطرابات السياسية التي عصفت بمجموعة من الانظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ العام 2011.
وأشار سيرانو إلى أنه زار الجزائر في فبراير الماضي عقب موافقة البرلمان على الدستور الجديد، وأنه لاحظ أجواء من السخط تعم الشوارع، في ظل تدني أسعار البترول وانخفاض قيمة صرف الدينار.
وأضاف سيرانو أن الجزائر في الوقت الراهن تشهد مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية التي يمكنها إغراق البلاد في حالة من الفوضى، حسب تقديره.
وأوضح أن انهيار أسعار النفط العالمية ألقى بظلاله على اقتصاد الجزائر مما تسبب في تزايد نسبة البطالة في البلاد، مضيفا أن الجزائريين يشهدون حالة من الإحباط في ظل الفساد المستشري، وأن البيرقراطية والتغطرس عززا موقف حركات الاحتجاج عبر البلاد.
وأشار الكاتب إلى أن الضغط في الجزائر يأتي في وقت سيئ بالنسبة للنخبة الحاكمة التي تكافح من أجل التعامل مع ما يمكن أن يحدث عندما تصل فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى نهايتها.
وقال إن نفوذ جهاز المخابرات في الجزائر توسع أكثر مما كان في تسعينيات القرن الماضي، وذلك تحت ذريعة محاربة الإرهاب.
وأضاف سيرانو أن طغمة مالية نشأت في البلاد تتكون من شبكة من رجال الأعمال الذين يلتفون حول سعيد بوتفليقة شقيق رئيس البلاد، مشيرا إلى أنهم يستفيدون من عقود الدولة والتعامل مع الشركات العالمية التي تعمل في البلاد..
وقال الكاتب في هذا السياق، إن الحكومة الجزائرية هي التي تتولى أمر الإصلاحات دون إخضاعها لنقاش في البرلمان، كما أنها لم تطلب استفتاء من الشعب الجزائري.
وقال سيرانو في مقاله إن الجزائريين لا يزالون يخرجون إلى الشوارع في احتجاجات بسبب البطالة والتضخم وقلة الخدمات والإسكان، وإنهم محبطون جراء سوء المعاملة التي يلقونها من الجهات الحكومية التي ترفض أن تعاملهم بوصفهم مواطنين.
وأضاف أن الجزائر تواجه مخاطر كبيرة جراء الإرهاب، وأن الصحف تعلن يوميا عن مقتل إرهابي هنا أو هناك، كما هو الحال في ولاية تيزي وزو ومنطقة القبائل بشكل عام.
وأشار الكاتب إلى أن حدود الجزائر الجنوبية تواجه تحديات أمنية واضحة، في ظل تسلل المسلحين من ليبيا ومالي، مضيفا أن النظام الجزائري سيبقى في حالة إرباك، وأن سعر البترول سيحدد مدى قدرة النظام على درء ارتفاع موجة السخط.
واختتم سيرانو مقاله بالقول إنه إذا لم تجرِ الحكومة الجزائرية الإصلاحات اللازمة، فإن الاستياء الشعبي العام سرعان ما سينفجر.