لا يمكن اعتبار أعمال الشغب التي اندلعت بعد نهاية مباراة الديربي بين الوداد والرجاء البيضاوييْن، يوم أمس الاحد، مجرد احداث معزولة او استثنائية كما يحاول البعض ان يوهمنا كل مرة تقع فيها مثل هذه الممارسات الهمجية، التي لا تمت بصلة بالرياضة وباجواء الفرجة والروح الرياضية التي يجب ان تطبع مقابلات كرة القدم سواء كانت بين الرجاء والوداد أو بين باقي الفرق المغربية.. الفوضى التي شهدتها نهاية مقابلة الديربي 119 بين الوداد والرجاء، امس الأحد بملعب محمد الخامس، سواء من خلال الاشتباكات بين جماهيري الفريقين أو بين هؤلاء وبين القوات العمومية، تساءل الحكومة وجميع المسؤولين على المجموعات المشجعة "الايلترات" او داخل الفرق المتبارية .. الاحداث كما تم التوثيق لها من خلال مجموعة من الفيديوهات، بدأت عدما تسللت مجموعة من جمهور الرجاء إلى مدرجات جمهور الوداد، او "فريميجة" كما يسميها الطرف الآخر، في غفلة عن رجال الأمن مما أدى إلى اندلاع فوضى وتراشق بالحجارة وضرب بالعصي نتج عنه سقوط العديد من الإصابات والمعطوبين والجرحى في صفوص الجماهير والأمن. الاخطر في الامر هو دخول بعض أنصار النادي الأحمر في اشتباكات مع رجال الأمن داخل مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس الذي احتضن المقابلة ويطهر في الشريط كيف ان بعض المجرمين(لأن سلوكهم لا يمكن ان يصدر إلا عن مجريمين) انهالوا على رجل أمن وأشبعوه ضربا ورفسا وكادوا يقضون عليه لولا الالطاف الالهية.. أسباب نزاع هذه الاحداث المؤسفة، كما روجت لها بعض المنابر الاعلامية وبعض المواقع الالكترونية، لا يمكم أن تشفع لمرتكبي هذه المجازر، لان الجمهور الرياضي يجب ان يتحلى باخلاق عالية وبروح رياضية بعيدا عن اجواء "التشرميل" وسلوكات المجرمين وهو ما يتضح سواء داخل المدرجات أو في الازقة والشوارع المحيطة بمركب محمد الخامس حيث اوضحت مشاهد الفيديو التي تم نشرها على الانترنت ان الامر يتعلق باشخاص لا علاقة لهم بالرياضة ولا بالفرجة الرياضية، وإنما بعناصر لها سلوكات عدوانية وقامت بإفراغ ما بدواخل نفوسها المريضة من غلّ وكره للمجتمع عبر احداث عنف وتكسير لممتلكات الغير وهي مشاهد جديرة بمسلسلات وأفلام "الاكشن" الامريكية في تحدي سافر للامن وللقوانين التي تحكم البلاد.. إن ما حدث امس هو استمرار لمسلسل العنف والشغب الذي يطبع ملاعبنا الرياضية منذ مدة، وهي احداث ليست معزولة بل هي ظواهر تتكرر كثيرا في الزمان والمكان كما ان الذين يجنحون إلى ممارستها معروفون بانتماءاتهم إلى العديد من الالترات التي اصبحت ملاذا لذوي السوابق في بيع المخدرات والتعاطي لها او في الاجرام بمختلف انواعه، وهو ما يتوجب محاربته والتعاطي معه بكل جدية وحزم، لان الامر يهدد امن المواطنين وسلامتهم كما انه يشكل خطرا على ممتلكاتهم الخاصة فضلا عن الخسائر في الممتلكات العامة التي تكبد الدولة ملايين الدراهم ولكم ان تشاهدوا منظر كراسي مدرجات الملعب وتجهيزاته بعد المباراة..