ستتوقف الحركة يومه السبت بمدينة الدارالبيضاء بسبب إجراء مباراة «الديربي» 118 بين الرجاء والوداد في قمة الجولة 25 من البطولة الاحترافية. مع اقتراب كل مباراة «ديربي»، يكثر الحديث عن الشغب والتخوف من اندلاع أحداث عنف قبل أو بعد المباراة، وهو الشيء الذي لا نتمناه في مباراة اليوم. ما نتمناه هو أن يقدم جمهور الفريقين درسا في الروح الرياضية كيفما كانت النتيجة التي ستنتهي بها المباراة، كما يجب على الجمهور الذي سيحضر إلى الملعب أن يضع جميع الاحتمالات في باله، وألا ينساق وراء أحداث العنف والشغب ويكون طرفا فيها. عودتنا جماهير الرجاء والوداد في الأعوام الماضية على صنع الاحتفالية في المدرجات، وساهمت بشكل كبير جدا في الإشعاع الذي أصبح يحظى به «الديربي» المغربي الذي صار محطة مهمة لقنوات عربية وعالمية أصبحت تتابع قمة الوداد والرجاء وتنتج أشرطة وثائقية عن الجماهير والأجواء التي تحيط بالمباراة. أصبحت فصائل الإلترا التابعة للوداد والرجاء تصنع فرجة واحتفالية كبرى في مدرجات مركب محمد الخامس، وأصبحنا في كل موعد ننتظر مشاهدة «التيفوات» واللوحات الجميلة التي يصنعها الجمهور، الذي تفوق في أكثر من مرة على اللاعبين، بعد أن انتقلت الفرجة والمتعة من رقعة الملعب إلى المدرجات. نتمنى ألا تندلع أي أعمال شغب تعكر صفو المباراة وأن تكون جماهير الدارالبيضاء في مستوى الحدث، حتى لا تتكرر أحداث سابقة يُأسف لها، ونتمنى ألا يتصرف البعض بتهور، فكم مرة شاهدنا فئة من الجمهور تصعد فوق سقف الحافلات للاحتفال بالفوز وكم من أم توصلت بخبر وفاة ابنها في طريق عودته من الملعب. نريد أن يعود كل فرد من الجمهور ليبيت في بيته إلى جانب والديه بعد نهاية «الديربي»، ونأمل في أن تتوحد جهود الجميع حتى لا تسجل حالات مؤسفة قبل أو أثناء أو بعد المباراة. رجال الأمن مطالبون بمضاعفة جهودهم لتوفير الأمن للمواطنين وبالتعامل بشكل جيد مع الجماهير أثناء الولوج إلى الملعب، لأن تعامل رجال الأمن بطريقة عنيفة مع الجمهور تولد حتما أحداث شغب وهو أمر تكرر كثيرا في الماضي. نحن كإعلاميين نتحمل بدورنا المسؤولية في عدم تهييج أو تحريك مشاعر الجماهير قبل المباراة، لأن استخدام عبارات من قبيل «المعركة» أو «الحرب» لوصف مباراة في كرة القدم، قد تكون له تبعات سلبية. اللاعبون أيضا مطالبون بضبط أعصابهم وبعدم افتعال مشاكل داخل أرضية الملعب أو التوجه بحركات لا رياضية تجاه الجمهور أو تجاه الفريق المنافس، حتى لا يتحول الأمر إلى صراع في المدرجات. وأخيرا، نتمنى ألا يتفوق الجمهور مرة أخرى على اللاعبين في «الديربي»، لأننا تعودنا طيلة السنوات الماضية على مشاهدة مباريات رتيبة وأحيانا مملة يطغى عليها الجانب التكتيكي والحذر المفرط من المدربين، ونأمل في مشاهدة مباراة ممتعة بين الفريقين تنتهي بتصافح اللاعبين وبروح رياضية عالية. في الختام، سواء فازت الرجاء أو الوداد أو انتهت المباراة بالتعادل، نريد أن تكون الروح الرياضية هي أكبر فائز في «الديربي» 118.