ستشد مباراة «الديربي» التي ستجمع الأحد بين فريقي الرجاء والوداد، ضمن منافسات الجولة 28 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، الاهتمام مجددا، بالرغم من الوضعية المختلفة للفريقين في سبورة الترتيب. «ديربي» الرجاء والوداد يأتي هذه المرة في سياق مختلف، ووسط جدل محتدم أثارته تداعيات أحداث الشغب التي شهدتها مباراة فريقي الوداد والجيش الملكي، وتسببت في مقتل الشاب حمزة البقالي الذي مازال التحقيق لم يكشف بعد من تسبب في وفاته. وإذا كان الرجاء يسعى كرويا إلى تحقيق الفوز في هذه المباراة، من أجل الإبقاء على حظوظه في التنافس على اللقب، وإذا كان الوداد يسعى لإنقاذ موسمه بفوز معنوي بهذه المباراة، فإن «الديربي» الحقيقي هو الذي يجب أن تشهده المباراة في محيط الملعب وخارجه. لقد شوه الشغب كرة القدم المغربية، وقدم صورة سيئة عنها إلى العالم، وبدل أن يأتي الجمهور إلى الملعب للاحتفال والمساهمة في صناعة الفرح، فإن كثيرين أصبحوا يدفعون ثمن تهور بعض أفراد الجمهور ممن يشعلون فتيل الشغب، ويحولون المباراة من تنافس كروي فوق أرضية الملعب وبين أفراد الجمهور حول من يصنع الاحتفالية أكثر، إلى معارك تستعمل فيها السيوف والسكاكين وقنينات المولوتوف الحارقة. ديربي الرجاء والوداد 112 ورغم أن الرجاء يرى فيه محطة مهمة يجب أن يفوز بها، ويعتبره الوداد فرصة لإنقاذ الموسم، إلا أن المهم في المباراة ليس هو من سيفوز بنقاطها، ولكن الأهم هو أن تدور المباراة في أجواء رياضية، وأن تكون عرسا كرويا بما تحمله الكلمة من معنى. لذلك، الأمل أن يتم دخول أفراد الجمهور بما يحفظ كرامة المشجع، دون تدافع أو سب وشتم من طرف المنظمين أو مسؤولي الأمن، والأمل كذلك أن يقدم المشجعون درسا في التشجيع الحضاري، بدون كلمات نابية أو «تحريض» على العنف، وأن يصفق المنهزم للمنتصر، وأن تسود الروح الرياضية بين اللاعبين والمدربين، وأن لا نتابع عقب المباراة تصريحات نارية من هذا المدرب أو ذاك المسير تتهم الحكم والجامعة بالتآمر، ويقدم من خلالها المنهزم نفسه على أنه ضحية. والأمل كذلك، أن يتابع رئيسا الفريقين عبد السلام حنات وعبد الإله أكرم، وأعضاء المكتبين المسيرين للفريقين المباراة مجتمعين، فمن شأن ذلك أن يبعث رسالة حضارية لجمهور الديربي، أما نتائج المباريات فستظل دائما وأبدا سجالا بين فريقين يسكنان قلوب الملايين في المغرب وخارجه، فمرة سيفوز الرجاء وفي أخرى سيتفوق الوداد، لكن الهدف هو أن تنتصر الروح الرياضية وأن تظل هذه المباراة نافذة لتقديم مغرب جميل للعالم.