تتجه أنظار عشاق كرة القدم في المغرب وخارجه يوم غد الأحد صوب مباراة «الديربي» 117 بين الغريمين التقليديين الوداد والرجاء الذي سيجرى في إطار مباريات الدورة العاشرة من البطولة الاحترافية. «الديربي» البيضاوي سيستقطب كما هي العادة جمهورا عريضا سيملأ جنبات مركب محمد الخامس وسيصنع احتفالية كبرى كما حدث طيلة المواسم الماضية. لكن، ومع اقتراب كل مباراة «ديربي»، يكثر الحديث عن الشغب والتخوف من اندلاع أحداث عنف قبل أو بعد المباراة، وهو الشيء الذي لا نتمناه في مباراة الأحد. اليوم أصبح «الديربي» محط متابعة قنوات تلفزية أجنبية كثيرة، إذ ستحضر يوم الأحد قنوات إماراتية وأخرى ألمانية وبرتغالية وعربية لمتابعة أطوار المباراة وإعداد روبورتاجات عن الأجواء التي تحيط ب «الديربي». ما نتمناه هو أن يقدم جمهور الفريقين درسا في الروح الرياضية كيفما كانت النتيجة التي ستنتهي بها المباراة، كما يجب على الجمهور الذي سيحضر إلى الملعب أن يضع جميع الاحتمالات في باله، وألا ينساق وراء أحداث العنف والشغب ويكون طرفا فيها. جمهور الوداد والرجاء أعطى إشارات إيجابية في الأسبوع الماضي، عندما أطلق مبادرة يُصفق لها، بتنظيف مدرجات الملعب عقب نهاية مباراة الوداد بتطوان ومباراة الرجاء بمركب محمد الخامس أمام المغرب الفاسي. لا شك في أن جماهير الوداد والرجاء ستصنع لوحات جميلة في المدرجات وسترفع «تيفوات» كلها إبداع، إلا أننا نتمنى ألا تندلع أي أعمال شغب وأن تكون جماهير الدارالبيضاء في مستوى الحدث، حتى لا تتكرر أحداث سابقة يُأسف لها، ونتمنى ألا يتصرف البعض بتهور، فكم مرة شاهدنا فئة من الجمهور تصعد فوق سقف الحافلات للاحتفال بالفوز وكم من أم توصلت بخبر وفاة ابنها في طريق عودته من الملعب. نريد أن يعود كل فرد من الجمهور ليبيت في بيته إلى جانب والديه بعد نهاية «الديربي»، ونأمل في أن تتوحد جهود الجميع حتى لا تسجل حالات مؤسفة قبل أو أثناء أو بعد المباراة. رجال الأمن مطالبون بمضاعفة جهودهم لتوفير الأمن للمواطنين وبالتعامل بشكل جيد مع الجماهير أثناء الولوج إلى الملعب، لأن تعامل رجال الأمن بطريقة عنيفة مع الجمهور تولد حتما أحداث شغب وهو أمر تكرر كثيرا في الماضي. نحن كإعلاميين نتحمل بدورنا المسؤولية في عدم تهييج أو تحريك مشاعر الجماهير قبل المباراة، لأن استخدام عبارات من قبيل «المعركة» أو «الحرب» لوصف مباراة في كرة القدم، قد تكون له تبعات سلبية. اللاعبون أيضا مطالبون بضبط أعصابهم وبعدم افتعال مشاكل داخل أرضية الملعب أو التوجه بحركات لا رياضية تجاه الجمهور أو تجاه الفريق المنافس، حتى لا يتحول الأمر إلى صراع في المدرجات. وأخيرا، نتمنى ألا يتفوق الجمهور مرة أخرى على اللاعبين في «الديربي»، لأننا تعودنا طيلة السنوات الماضية على مشاهدة مباريات رتيبة وأحيانا مملة يطغى عليها الجانب التكتيكي والحذر المفرط من المدربين، ونأمل في مشاهدة مباراة ممتعة بين الفريقين تنتهي بتصافح اللاعبين وبروح رياضية عالية.