يلتقي الأحد فريقا الوداد والرجاء في الديربي رقم 117، حيث ستحظى المباراة بالكثير من الاهتمام والمتابعة من طرف جمهور الكرة المغربي وعشاق الفريقين الذين يعدون بالملايين. الديربي 117 لن يكون مختلفا عن سابقيه، ذلك أن المباراة ستستقطب حضورا جماهيريا كبيرا، وستكون مسرحا لفرجة ستصنعها بلا شك جماهير الفريقين من خلال «التيفوات»، وأيضا من خلال ترديد الأهازيج والشعارات التي تتغنى بالفريقين وبتاريخهما. وإذا كانت فرجة المدرجات مضمونة للجميع، فإن الرهان هو أن تمتزج بفرجة فوق العشب الأخضر، ذلك أننا نأمل أن يقدم لاعبو الفريقين مدفوعين بنسق هجومي للمدربين جون طوشاك وجوزي روماو أداء جميلا وكرة ممتعة، تتخلص من القتامة الدفاعية وتطلق العنان للاعبين ليحرزوا الأهداف، وحينها فليس مهما من يفوز، بقدر ما أن المهم أن يستمتع جمهور الكرة في المغرب وخارجه بأداء يعطي للديربي سحرا آخر. وإذا كانت الآمال كبيرة في أن يمتزج سحر المدرجات بسحر الأداء فوق العشب الأخضر، إلا أن الرهان الأكبر هو تكون المباراة درسا في الروح الرياضية بين جماهير الفريقين وبين لاعبيهما، فالسب والشتم والعداء لم يعد مقبولا في رياضة وكرة اليوم، والشغب والفوضى التي يعد بعض صناع الفتنة هم «أبطالها» لاتشرف ديربي البيضاء، ولا تشرف الكرة المغربية، ففي النهاية يتعلق الأمر بمباراة لكرة القدم مدتها 90 دقيقة، قد تنتهي بفوز أحد الطرفين وقد تنتهي بالتعادل، مع العلم أن نقاطها الثلاث وإن كانت تزن الكثير معنويا، إلا أنها رقميا هي نفسها النقاط الثلاث التي يمكن الحصول عليها أو فقدانها أمام فريق آخر. لذلك، نأمل أن تستوعب جماهير الفريقين الدرس جيدا، وأن تدرك أن الديربي «ماركة مسجلة» باسم الفريقين وأن الحفاظ عليها والرفع من أسهمها يكون بالانتصار للروح الرياضية وبمبادرات إيجابية وفعالة تقدم الجمهور بصورة رائعة، تماما كما فعل أنصار الرجاء في مباراة فريقهم أمام المغرب الفاسي التي خصصت لتكريم الراحل زكريا الزروالي عندما أطلقوا حملة لتنظيف الملعب، أو كما فعل أنصار الوداد بتطوان عندما باشروا عمليا حملة «نظف مكانك»، والتي تركت صدى إيجابيا وكان لها وقع جيد على نفوس المتتبعين. الديربي نريده أن يكون كما عهدناه احتفاليا ومبهرا، وأن تتواصل الاحتفالية بعد المباراة لا أن تتحول شوارع الدارالبيضاء إلى ساحات للتخريب وللعبث والفوضى، فقد مللنا من هذه الصور السلبية، ونريد صورة ديربي أشبه بالعرس.