تشد مباراة الديربي التي ستجمع الأحد المقبل بين فريقي الوداد والرجاء أنظار المتتبعين، خصوصا أن هذه المباراة ينتظر أن تستقطب حضورا جماهيريا كبيرا من أنصار الفريقين، فضلا عن أنه في الوقت الذي يرى فيه الوداد هذه المباراة فرصة له لتأكيد انطلاقته القوية في البطولة، فإن الرجاء يرى فيها مناسبة للتدارك ومصالحة جماهيره والعودة إلى الواجهة بعد نتائجه السلبية الأخيرة. وإذا كانت مباراة الديربي مجالا مفتوحا للفرجة الجماهيرية خصوصا من أنصار الفريقين الذين يبدعون في صنع «التيفوات» وتوجيه رسائل إلى من يهمهم الأمر، في انتظار الفرجة الكروية فوق العشب الأخضر، إلا أن ديربي هذه السنة سيأتي في منعرج مهم بالنسبة لجماهير الفريقين، التي سيكون الديربي فرصة لها لتؤكد وعيها الكبير وأنها تجاوزت مرحلة الشغب والفوضى إلى إطلاق مبادرات جميلة. لقد أطلق جمهور الرجاء في مباراة فريقه أمام المغرب الفاسي التي خصص جزء من مداخيلها لعائلة الراحل زكريا الزروالي مبادرة تنظيف ملعب محمد الخامس، وهي المبادرة التي لقيت تجاوبا كبيرا، وكان لها وقع إيجابي على الجميع. أما جمهور الوداد فإنه باشر عمليا في مباراة فريقه أمام المغرب التطواني، حملة «نظف مكانك»، وهي الحملة التي أثارت بدورها الإعجاب. الأحد المقبل يمكن أن يكون الديربي عنوانا لمبادرة تجمع أنصار الفريقين، تبدأ بحملة تنظيف ملعب محمد الخامس، وتتواصل بحملة «تنظيف» العقول، ونبذ الشغب والعنف وبمد الجسور ما بين جماهير الفريقين، بدل أن يسود بينهم العداء الذي يغذيه بعض المتنفعين ومن يصطادون في الماء العكر، ومن يقتاتون على حساب مشجعي الفريقين. يستطيع جمهور الوداد والرجاء أن يكون في المستوى الكبير، وأن يضع حدا فاصلا في العلاقة بين الجماهير ففي النهاية الديربي موعد متجدد، وقد تفوز اليوم الوداد وغدا الرجاء، لكن الأساسي أن يكون الديربي عنوانا للروح الرياضية ولإطلاق مبادرات جميلة، وأن يكون عرسا حقيقيا في مدينة الدارالبيضاء يستقطب كل أفراد العائلة. لقد نجح جمهور الديربي في حصد الإعجاب بحصوره الباهر وبتيفواته وبأهازيجه وبتشجيعاته، وهو قادر أيضا على أن يطلق مبادرات جميلة تترسخ في الأذهان، وتؤكد لمن يحتاج إلى تأكيد أن جمهور الكرة يمكن أن يساهم في الإصلاح أيضا، وأن صورة الشغب والفوضى جزء من الماضي.