يرتقب أن تلتقي مجددا، اليوم الخميس بمدينة الصخيرات، أطراف الأزمة الليبية، في جولة حوار سياسي جديدة تحت إشراف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون، تعتبر برأي المراقبين حاسمة في التوصل إلى تسوية نهائية للأزمة التي يتخبط فيها هذا البلد منذ سنوات. وسيتم، خلال هذه الجولة، بحث اتخاذ الخطوة الأخيرة لتسريع الحوار، بحيث يتم إنجاز اتفاق نهائي والتوقيع عليه في الحيز الزمني الذي تم الالتزام به أي قبل 20 شتنبر الحالي.
ومن المنتظر، كذلك، أن يتم التداول في لائحة الأسماء التي سيتم تقديمها من الطرفين (المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب) لتولي مناصب في حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة، وذلك وفق الآلية المعتمدة من قبل الاتحاد الأوروبي لاختيار رئيس الوزراء ونائبيه، وإبداء الملاحظات بشأن الملاحق المتعلقة بمجلس الدولة وتعديل مبادئ الإعلان الدستوري.
وتعقد هذه الجولة في ظل إدراك مختلف أطراف الحوار السياسي الليبي وكذا منظمة الأممالمتحدة ومعها القوى الفاعلة على الصعيد الدولي بأنه آن الأوان لاختتام المباحثات المستمرة منذ سبعة أشهر.
وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا حذر مختلف الأطراف من أن الوقت بدأ ينفذ فيما تواجه البلاد تحديات متزايدة، من ضمنها استمرار معاناة الشعب نتيجة للنزاع، وتوسع الخطر الإرهابي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وخطر الانهيار الاقتصادي.
وعبر الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، عقب مباحثات مع أطراف الأزمة الليبية في جنيف مطلع الشهر الجاري، عن الأمل في التوصل سريعا لاتفاقò نهائي مؤكدا أن هناك بالفعل فرصة سانحة لبلوغ هذا البلد لا يجب تفويتها.
وحذر المسؤول الأممي من التداعيات الخطيرة للإخفاق في التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الليبية قبل شهر أكتوبر الذي ستنقضي خلاله فترة انتداب مجلس النواب المنتخب.
كما أجرى ليون بتركيا مباحثات، عشية مفاوضات جنيف، مع وفد عن المؤتمر الوطني العام تم خلالها بحث "شواغل المؤتمر المتعلقة بالاتفاق السياسي وسبل تبديدها".
وكان الوفد الممثل للمؤتمر الوطني العام في الحوار السياسي الليبي تخلف عن الجولة الأخيرة التي احتضنتها مدينة الصخيرات متم الشهر المنصرم.
وعقب الجولة الأخيرة من المشاورات بالصخيرات سجلت البعثة الأممية أن المباحثات جرت في جو إيجابي وبناء، ما يؤكد القناعة الراسخة لدى المشاركين في أن إتمام الاتفاق السياسي هو أمر بالغ الأهمية.
وأجمع المشاركون، وفق بيان للبعثة توج أعمال هذه الجولة، على أنه "آن الأوان لاختتام المباحثات المستمرة منذ سبعة أشهر"، مؤكدة أن هذه القناعة تنبع من إدراكهم التام بأنهم مسؤولون أمام الشعب وأمام التاريخ للعمل على تحقيق تسوية سلمية للنزاع السياسي والعسكري الذي يعصف بليبيا ويهدد وحدتها.
وقد أعرب الممثل الخاص برناردينو ليون عن نفس المخاوف التي تنتاب المشاركين والشعب الليبي، مؤكدا أن الوقت "بدأ بالنفاذ بسرعة بالنسبة لليبيا التي تواجه استمرار إراقة الدماء وتزايد التهديد الإرهابي ل(داعش) وانهيار العملة".
وقال ليون إنه آن الأوان لجميع القادة لنبذ خلافاتهم ووضع مصلحة البلاد أولا والعمل على تشكيل حكومة الوفاق الوطني بسرعة، وذلك بحسب ما دعا إليه الاتفاق السياسي، معتبرا أن هذه الحكومة ستكون قادرة على معالجة مشاكل ليبيا ومحاربة الإرهاب واستعادة الاستقرار وإعادة البلاد إلى مسار الانتعاش الاقتصادي من خلال الشراكة مع المجتمع الدولي والدعم الحاشد للشعب الليبي.
يذكر أن مدينة الصخيرات شهدت، في شهر يوليوز الماضي، التوقيع، بالأحرف الأولى، على اتفاق من طرف مختلف الأطراف المجتمعة، بمن في ذلك رؤساء الأحزاب السياسية المشاركين في الجولة السادسة للمحادثات السياسية الليبية، التي انعقدت تحت إشراف الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا، ورئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، مع تسجيل غياب لممثلي المؤتمر الوطني العام.
وتعيش ليبيا، منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، فوضى أمنية وسياسية، في ظل الصراع على السلطة بين مجلس النواب المنتخب والحكومة المؤقتة المعترف بهما دوليا، واللذين يتمركزان شرق البلاد، والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته وحكومة (الإنقاذ الوطني) غير معترف بها واللذين يتواجدان في العاصمة طرابلس.